لاشك أن ما يطرح سؤال هل يجوز منع الزوجة نفسها عن زوجها بسبب التدخين ؟، هو حال الكثير من الأزواج خاصة وأن التدخين عادة منتشرة بدرجة كبيرة رغم أضرارها على الصحة، وهو ما يطرح استفهام: هل يجوز منع الزوجة نفسها عن زوجها بسبب التدخين؟.
هل يجوز منع الزوجة نفسها عن زوجها
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز للزوجة أن تمنع نفسها عن زوجها أو ترفض العلاقة الزوجية بسبب تدخينه.
أوضح “ عثمان ” في إجابته عن سؤال: هل يجوز أن أمنع نفسي عن زوجي المدخن؟ ، أن منع الزوجة لنفسها عن زوجها بسبب تدخينه ليس جائزًا، منوهًا بأن الزواج له معانٍ متعددة، وأحد أبرز هذه المعاني هو العفة.
ونبه إلى أنه ليست العفة فقط لتحقيق الإنجاب، والعفة تعني الحفاظ على العلاقة الزوجية في إطار من الاحترام والتفاهم، ويجب أن يُسعى لتحقيقها بكل الوسائل الممكنة، فإذا كان الزوج مدخنًا، ويعلم أن زوجته تنزعج من رائحة الدخان، فينبغي عليه أن يكون مدركًا لذلك ويعمل على تقليل هذه الرائحة، خاصة عند الحديث أو الجماع.
آداب المعاشرة الزوجية
وأشار إلى أن من آداب المعاشرة الزوجية أن يحترم الزوج رغبات زوجته، وإذا كان بإمكانه التوقف عن التدخين فهذا هو الأفضل، ولكن في حال عدم تمكنه من ذلك، فيجب عليه على الأقل أن يعتني بإزالة رائحة الدخان قبل التحدث معها أو ممارسة العلاقة.
وأضاف أنه ينبغي أن يتم الحوار بين الزوجين بصراحة واحترام، وإذا لم يتمكن الزوج من تغيير هذه العادة، فيجب على الزوجة أن تتحدث معه بلطف وتوضيح مشاعرها تجاه الأمر، الزواج مبني على التعاون والاحترام المتبادل، ورغم أن الدخان قد يكون مصدرًا للإزعاج، إلا أن الحلول العملية والتفاهم بين الزوجين يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلة.
حقوق الزوجين
روي عن جابر بن عبدالله ، وحدثه ابن جرير الطبري في تفسير الطبري | الصفحة أو الرقم : 3/2/392 ، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ).
وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرَ النَّاسِ مع نِسائه وأهْلِه، وقد أَوصى المسلمينَ بحُسنِ مُعاملةِ الزَّوجاتِ. وفي هذا الحديثِ وصيةٌ عظيمةٌ بذلك، فيها يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ".
وورد أن المعنى: خافوا مِن اللهِ، وأدُّوا حقَّ النِّساءِ الزَّوجاتِ؛ بإنصافِهنَّ ومُراعاةِ حقِّهنَّ؛ "فإنَّكم أخَذْتُموهنَّ بأمانةِ اللهِ"، أي: بعَهْدِه، "واستَحْلَلْتُم فُروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ"، يعني بالكلمةِ نفْسَ العقدِ الَّذي نشَأَ مِن كلمتَيْ إيجابٍ وقَبولٍ مِن الوليِّ والزَّوجِ.
فلمَّا أوصى بهنَّ ذكَرَ ما عليهنَّ فقال: "وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تَكرَهونَه"، أي: تكرَهون دُخولَه في بُيوتِكم، "فإنْ فَعلْنَ ذلك" بدونِ رِضاكم، "فاضْرِبوهنَّ ضَرْبًا غيرَ مُبرِّحٍ"، أي: ليس بشَديدٍ ولا شاقٍّ، "ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ"، أي: النَّفقةُ مِن المأكولِ والمشروبِ، والسُّكْنى والمَلْبَسِ، "بالمعروفِ"، أي: على قَدْرِ كِفايتِهنَّ، مِن غيرِ سرَفٍ ولا تَقتيرٍ، أو باعتبارِ حالِكم فقرًا وغِنًى.
وفي الحديثِ: بَيانُ الحقوقِ الأُسَريةِ للزَّوجينِ، وأنَّ الأمْرَ مَبنيٌّ على التَّقوى والمعامَلةِ بما يُمْلِيه الشَّرعُ على كِلا الطَّرفينِ. وفيه: أنَّ الزَّوجةَ لا بُدَّ لها مِن استئذانِ زَوجِها في السَّماحِ بدُخولِ الناسِ بَيتَه، وخاصَّةً مَن لا يَرغَبُ في دُخولِه. وفيه: أنَّ للزَّوجِ أنْ يُؤدِّبَ زَوجتَه بما لا يُؤذِيها؛ مِن الضَّربِ وغيرِه.