في غضون الأيام الماضية شهدت مدينة "بورتسودان" السودانية، اجتياح غير مسبوق من السيول أدى إلى أنهيار سد أربعات، ومئات المنازل وآلاف الأسر المشردة في مشهد أحزن العالم.
وفي ظل هذه الأزمة يعاني المتضررين السودانيين، من انتشار الاوبئة ونقص المواد الغذائية والرعاية الصحية المطلوبة، وسط مناشدات دولية لإنقاذ المواطنين السودانيين في محنتهم وخاصة الاطفال والنساء وكبار السن.
علاقة السودان بالمياه
وفي هذا السياق أكد الدكتور"ياسر بابكر دفع الله"، الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوداني، أن الحياة تسير وفق تقديرات إلهية وظروف قدرية تفرض علينا التكيف مع المستجدات، مشيرًا إلى أن الله يأمرنا بعدم التوقف عن الحياة بسبب الأحداث العارضة.
أوضح " بابكر" في تصريحه لموقع "صدى البلد"، أن علاقة السودان بالمياه تعتمد على عدة مصادر، منها الأمطار التي تهطل خلال فصل الخريف، والمياه المنسابة عبر الوديان والأنهار والروافد المختلفة.
وأشار الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوداني، إلى أن مياه النيل الأبيض، التي تنبع من بحيرة فيكتوريا في أوغندا، تمر بالإقليم الاستوائي جنوبًا قبل أن تصل إلى نهر النيل في الخرطوم، فيما ينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا في الهضبة الإثيوبية، ويوفر نسبة كبيرة من مياه نهر النيل خلال موسم الأمطار.
وأضاف " بابكر" أن فصل الخريف يعتبر موسمًا مهمًا للزراعة والرعي في السودان، حيث يمثل بشارة خير لأهل الزراعة وزيادة في الإنتاج الحيواني.
ومع ذلك، أشار إلى أن هناك مخاوف لدى خبراء الأرصاد من حدوث فيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة، مثلما حدث هذا العام في جميع الأراضي السودانية.
البيانات الرسمية
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة السودانية لقى حوالي أكثر من 134 شخصًا مصرعهم جراء السيول المدمرة التي أودت بحياة مئات السودانيين، في حين تضررت حوالي 31,666 أسرة في عشر ولايات مختلفة، نتيجة لانهيار 12,420 منزلًا وسط طوفان السيول.
و قرابة الـ 20 قرية محيت بالكامل من مدينة "بورتسودان" ودمرت 50 قرية جزئيًا، بعد انهيار سد "أربعات"، مما أدى إلى إغراق عدة مدن وقرى سودانية.
انهيار سد الأربعات
تحدث الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوداني، عن انهيار سد الأربعات، الذي يعد المورد الرئيسي للمياه في مدينة بورتسودان، مشيرًا إلى أن انهيار السد تسبب في نزوح السكان من المناطق المتأثرة بحثًا عن ملاذ آمن.
وأكد " بابكر" أن انهيار السد يأتي في ظل تدمير البنية التحتية بسبب الحرب الدائرة بالسودان، مما جعل الاستعداد لمواجهة الخريف ضعيفًا.
النزوح والمساعدات الدولية
أشار الدكتور " ياسر بابكر" إلى أن السكان المتضررين من الفيضانات سينزحون إلى مناطق آمنة داخل السودان، ولن يلجأوا إلى دول مجاورة.
وأضاف " بابكر" أن السودان لن يعيش مرحلة المجاعة أو الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن المنظمات الوطنية ووزارة الشؤون الإنسانية تقدم الدعم للمناطق المتضررة.
النظرة الإيجابية
اختتم "الدكتور ياسر بابكر" تصريحاته بالإشارة إلى أن هذه الفيضانات قد تحمل منافع، حيث تساهم في تنظيف الأراضي السودانية من مخلفات الحرب والجثامين المتحللة.
ودعا الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي السوداني، الجميع إلى التفاؤل والنظر إلى الخير الذي قد يأتي من وراء هذه الأقدار.