تشهد السودان و خاصة مدينة “بورتسودان” سيولا مدمرة ، أدت إلى محو قرابة الـ 20 قرية، وتشريد آلاف الأسر السودانية وسط انتشار أوبئة وأمراض، أبرزها مرض الكوليرا الذي أصاب ما يقرب من 100 شخص.
فيما أدت تلك السيول إلى انهيار سد أربعات الذي كان يخزين مياه الأمطار الموسمية، ليؤدي هذا الحادث إلى تدمير آلاف المنازل ووفاة أكثر من 134 شخصا، مما دفع بعض سكان المدينة المنكوبة لإيجاد سبل أخرى مؤهلة للسكن والعيش.
في تصريحات خاصة لـ"صدى البلدي"، أكد محمد محيي الدين، الخبير الاستراتيجي السوداني، أن موسم الخريف هذا العام شهد معدلات هطول أمطار مرتفعة بشكل غير معتاد، مما أثر بشكل كبير على عدة مناطق في السودان، مضيفاً أن من أبرز تلك التأثيرات انهيار سد أربعات الذي يمد مدينة بورتسودان بالمياه.
وأوضح "محيي الدين" أن التقديرات تشير إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة في هذه المنطقة، حيث أن المنطقة المتأثرة ليست مأهولة بالمباني الكبيرة وإنما تعتمد على مبانٍ من القش والمواد الطبيعية، وبالتالي فإن الخسائر المادية ليست كبيرة.
لن يحدث نزوح
وأضاف محيي الدين أنه لا يتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى نزوح داخلي أو خارجي بشكل كبير، موضحاً أن انحسار المياه، سيتم التركيز على معالجة مشكلة السد في منطقة أربعات بشرق السودان، نظراً للحاجة الماسة لإعادة بنائه لتوفير المياه للمدينة.
وأشار "محيي الدين" إلى أن السد يزيد من كمية المياه الجوفية، ويتم بعد ذلك مد المدينة بالمياه من الآبار.
وعند الحديث عن شمال السودان، وتحديداً مناطق نهر النيل والولاية الشمالية، أشار محيي الدين إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في احتمالية فيضان النيل نتيجة السيول والخيران التي جرت بسبب معدلات الأمطار المرتفعة وتغير المناخ.
ومع ذلك، لا يتوقع "محيي الدين" أن يؤدي هذا إلى نزوح داخلي أو خارجي، نظراً لأن هذه الظواهر تحدث بشكل متكرر على مدى السنوات في ولايات شمال السودان.
بيان الحكومة السودانية
فقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة السودانية لقى حوالي أكثر من 134 شخصًا مصرعهم جراء السيول المدمرة التي أودت بحياة مئات السودانيين، في حين تضررت حوالي 31,666 أسرة في عشر ولايات مختلفة، نتيجة لانهيار 12,420 منزلًا وسط طوفان السيول.
و قرابة الـ 20 قرية محيت بالكامل من مدينة "بورتسودان" ودمرت 50 قريةجزئيًا،بعد انهيار سد "أربعات"، مما أدى إلى إغراق عدة مدن وقرى سودانية.
التأقلم مع التحديات المناخية
وأوضح الخبير الاستراتيجي السوداني، أن سكان تلك المناطق يعيشون بالقرب من النيل ويعتمدون على زراعته، مما يجعلهم معتادين على مثل هذه التغيرات في جريان النهر.
وفي ختام تصريحاته، أكد محيي الدين أنه لا يتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير كبير على زيادة النزوح أو الهجرة خارج السودان، مشيراً إلى أن الوضع يتطلب الاستعداد المستمر للتعامل مع هذه التحديات المناخية المتكررة.