لعل السؤال عن حكم أخذ المرأة من مال زوجها بدون علمه هل حرام؟، يعد من المسائل التي تهم كثير من الزوجات بل وتقع فيها الكثيرات، فصحيح أن الزوج مكلف بالإنفاق على زوجته وأبنائه بموجب نصوص الشريعة الإسلامية، إلا أن هناك بعض الأزواج يبخلون على أسرهم ، ومن ثم تأتي الحاجة لمعرفة حكم أخذ المرأة من مال زوجها بدون علمه هل حرام؟، تجنبًا للشبهات.
أخذ المرأة من مال زوجها بدون علمه
قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه في حال كان المصروف الذي يوفره الزوج لا يكفي لتلبية احتياجات البيت والاحتياجات الشخصية، فإن إخفاء المال عن الزوج ليس هو الحل المثالي، وفقًا للشريعة الإسلامية.
وأوضحت “ إبراهيم” في إجابتها عن سؤال : هل أخذ المرأة من مال زوجها بدون علمه حرام ؟، و ما حكم إخفاء المال عن الزوج عندما يكون المصروف الذي يعطيه غير كافٍ لتلبية احتياجات البيت والاحتياجات الشخصية؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة وفقًا للشريعة الإسلامية؟، أنه يجب أن يتم التعامل مع مثل هذه الأمور بشفافية وصراحة.
وأضافت: نعود إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاءت السيدة هند بنت عتبة تشتكي من زوجها أبو سفيان، الذي كان بخيلاً، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
ونبهت إلى أن هذا الحديث يشير إلى أنه يمكن للمرأة أن تأخذ من مال زوجها ما يكفيها واحتياجات أبنائها، ولكن بالمعروف وضمن الحدود، منوهة بأنه إذا كانت الحاجة التي تدفعكِ للإخفاء ضرورية وأساسية، فالأفضل أن تتبعي خطوات أخرى قبل اللجوء إلى هذا الإجراء.
وتابعت: حاولي التحدث مع زوجك بوضوح حول احتياجاتك واحتياجات الأسرة، وناقشي معه الوضع بصدق، وإذا لم يكن هناك حل من خلال الحوار المباشر، يمكنكِ الاستعانة بشخص موثوق كوسيط لمساعدتكما في الوصول إلى حل.
واستطردت: وإذا كنتِ قد جربتِ جميع الطرق الممكنة بما في ذلك التوسط مع طرف ثالث ولم تنجحي، فيمكنكِ عندئذٍ أخذ ما يكفي لاحتياجاتك الأساسية فقط، وبالقدر الضروري، من المهم أن تتجنبي أخذ أكثر من ذلك، وأن تحرصي على أن تكون خطواتك وفقًا للمعروف والشرع.
حكم أخذ المرأة من مال زوجها بدون علمه
وكان الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قد أفاد بأن هناك حالة لا يجوز للمرأة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه.
وبين «عبد السميع»، في إجابته عن سؤال «هل يجوز للزوجة الأخذ من مال زوجها دون علمه؟»، أن هند بنت عتبة -رضى الله عنها- ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشكو له بُخل زوجها أبا سفيان -رضي الله تعالى عنه، فقالت إن أبا سفيان رجل شحيح مسيك، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني إلا ما أخذت من ماله بغير علمه، فهل عليّ فى ذلك من جناح؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «خذي من ماله بالمعروف ما يكفيكِ ويكفي عيالك».
وذكر أنه إذا كان الزوج لا يُنفق على زوجته وأبنائه من مأكل وملبس واحتياجات ضرورية، فيجوز للزوجة أن تأخذ من ماله ما يُحقق لها ولأبنائه ذلك دون علمه، لكن لا يجوز لها أن تأخذ من ماله دون علمه وهو يكفيها ويكفي أبناءه بما يحتاجون.
هل يجوز للمرأة الأخذ من مال زوجها بدون علمه
ونوه الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، بأنه يجوز للمرأة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه، ولكن بشرط.
وأشار «جمعة » في إجابته عن سؤال: أحيانًا أخذ من مصروف البيت ولا أقول لزوجي فهل علي ذنب؟»، إلى أن هند بنت عتبة زوجة أبي سُفيان -رضي الله تعالى عنهما- سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا السؤال، حيث إن أبا سفيان رجل شحيح، أي يحسب كل شيء ، فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: كلي أنت وبنيكي بالمعروف، أي بالعُرف.
ولفت إلى أن أبي سفيان -رضي الله عنه- كان تاجرًا وهو الأقرب لضبط المال، مشيرًا إلى أنه ليس ضروريًا أن تخبر المرأة زوجها بكل ما تأخذ من ماله تجنبًا لحدوث مشاكل، وبشرط ألا تتأثل - أي تغتني به.
وواصل: وقال العلماء أن بالمعروف يعني ألا تتأثل أي لا تشتري أصل من الأصول كسيارة باسمها ، أو أي شيء ذو قيمة، أو حتى تأخذ فوق الطاقة، بدرجة تجعلها تغتني، فهذا غير جائز، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها: كلي وبنيكي بالمعروف، دون زيادة .