يبحث كثيرون عن حقيقة هل الدعاء للميت يخفف عنه العذاب ويغير حاله في القبر؟ ، لأنه يعد وسيلتهم للاطمئنان على أحبابهم وقد فرقهم الموت، وكذلك أولئك البارين بآبائهم وأمهاتهم ، والذي يربت السؤال عن هل الدعاء للميت يخفف عنه العذاب ويغير حاله في القبر؟ على قلوبهم ويسمح لهم بالوفاء وبر والديهم وشفاء صدورهم المحترقة بلوعة الفراق، خاصة وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء وهذا حال الأحياء فهل يمتد أثره إلى الأموات ، وهذا المعنى يطرح سؤال هل الدعاء للميت يخفف عنه العذاب ويغير حاله في القبر؟.
هل الدعاء للميت يخفف عنه العذاب
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدعاء للميت يُعتبر من الأعمال الطيبة التي يمكن أن تساهم في تغيير حاله إلى الأفضل في الآخرة.
وأوضح “ فخر ” في إجابته عن سؤال بشأن تأثير الدعاء على حال المتوفى و هل الدعاء للميت يخفف عنه العذاب ويغير حاله في القبر؟، أن حال الميت في علم الله وحده، ولا يمكننا الجزم بتفاصيل حالته، لكن من باب حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، نعتقد دائمًا أن الله غفور رحيم، ويُحسن إلى عباده.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن "ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث"، ومن هذه الثلاثة "ولد صالح يدعو له، منوهًا بأن الدعاء للمتوفى له تأثير حقيقي على حاله، حيث إن الدعاء يمكن أن يُغيّر حاله في الآخرة.
وأضاف : ويكون سببًا في رفع درجاته، وزيادة رحمته، ومغفرته، وسعادته في الآخرة، مشيرًا إلى أن الأمر الذي دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الدعاء للمتوفى يدل على أن الدعاء يغير من حاله، ويؤكد على أهمية الدعاء للميت لرفع درجاته في الآخرة.
ونبه إلى أن الدعاء للمتوفى هو تجسيد للرحمة والمودة، ويُعتبر من حسن العهد بين الأحياء والأموات، لافتًا إلى أن الدعاء للميت يعكس الأمل في أن يذكره الآخرون بعد وفاته، ويؤكد على ضرورة أن ندعو دائمًا لموتانا وموتى المسلمين بالمغفرة والرحمة، آملاً أن يدعو لنا من يأتي بعدنا بنفس الإحسان.
فوائد الدعاء للميت
جعل الإسلام الدعاء للميت بعد دفنه من الأمور المشروعة، والتي أوصى بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وذلك من خلال بقاء أحداً من أقرباء الميت عند القبر بعد دفنه والدعاء له، وكذلك لمن غادر من المقبرة. وذلك عملاً بما روى عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه-: (كانَ النَّبيُّ إذا فَرغَ مِن دفنِ الميِّتِ وقفَ عليهِ، فَقالَ: استَغفِروا لأَخيكُم، واسأَلوا لَهُ بالتَّثبيتِ، فإنَّهُ الآنَ يسألُ)، ثمّ ليدعوا كلٌّ منهم بما شاء من الدعاء، وذلك أدعى لأن يكون الدعاء مخلصاً أكثر ممّا لو دعا رسول الله والناس تؤمّن من خلفه.
الثبات عند سؤال الملكين بالقبر
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوصي أصحابه بالدعاء للميت بأن يثبّته الله عند سؤال الملكين، وقد جاء هذا الدعاء للميت بناءً على قول الله -تعالى-: (ثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ).
وقد روى البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ("يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ" قالَ: نَزَلَتْ في عَذابِ القَبْرِ، فيُقالُ له: مَن رَبُّكَ؟ فيَقولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، ونَبِيِّي مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَذلكَ قَوْلُهُ -عزَّ وجلَّ-: "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنْيا، وفي الآخِرَةِ").
رفع درجة الميت
يرفع الله الميت في الجنة درجة كلّما دعا له ابنه بالرحمة والمغفرة، وقد حرص الكثير من السلف الصالح على الدعاء لوالديهم بعد كل صلاة والاستغفار لهم، حيث أنّ الله -تعالى- وعد المستغفرين بالمغفرة، فقال: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا). وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، ليرفَعُ الدَّرجةَ للعبدِ الصَّالحِ في الجنَّةِ فيقولُ: يا ربِّ، أنَّى لي هذِهِ؟ فيقولُ: باستِغفارِ ولدِكَ لَكَ)، فإن ذلك العبد يرتفع في درجات الجنّة دون أن يقوم بعمل صالح؛ فيسأل الله عمّا رفعه، فيخبره أنّ ذلك بدعاء ولدك لك، ولفظ الولد إنّما يشمل الذكر والأنثى من أولاده على حدّ سواء.
غفران ذنوب الميت والتجاوز عنه
ورد أنّ الدعاء للميت يعتبر شفاعةً له عند ربّه ومغفرةً لذنوبه ورفعاً لدرجاته، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له)، ثمّ إذا حضر الناس إلى الجنازة، فإنّهم يدعون للميت، ممّا يزيد في شفاعة الله له. وذلك لما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- فقال: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا؛ إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ).
أفضل دعاء للميت
ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، ليرشدنا إلىأفضل دعاء للميت
الوارد في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»، ليبين أن دعاء للميت بعد الدفن وأفضل دعاء للميت هو الاستغفار للمتوفي والدعاء له بالتثبيت عند السؤال في القبر.
أدعية للميت
- « اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته».
-« اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا».
-«اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة».
- « اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها».
- « اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور».
-« اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم».
-«اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه».
-« اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به».
-« اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال».
-« اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه».