لعل ما يطرح مسألة هل يجوز المغالاة في المهور وتكاليف الزواج للأغنياء فقط ؟، هو تلك العادات والأعراف الشائعة في المجتمع مؤخرًا التي تهتم بالمظاهر وتكسوها المقارنات والمزايدات، التي وصلت إلى الزواج فأصبحت المغالاة في المهور أمرًا شائعًا، إلا أن ما يطرح السؤال عن هل يجوز المغالاة في المهور وتكاليف الزواج للأغنياء فقط؟، هو ظن البعض أن الشرع الحنيف أراد التيسير على الفقراء في أمر الزواج ومن ثم لا ينطبق هذا على الأغنياء والموسرين.
هل يجوز المغالاة في المهور للأغنياء فقط
قالت الدكتورة زينب السعيد، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هدي النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام كان يركز على البساطة في تكاليف الزواج والمهر.
وأوضحت “ السعيد” في إجابتها عن سؤال : هل يجوز المغالاة في المهور وتكاليف الزواج للأغنياء فقط ؟
، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتجاوز مهر زوجاته في أي مرة 500 درهم، وهو مبلغ يعتبر بسيطًا في عصره، ما يعكس تشجيعه على عدم المغالاة في المهر.
مهر سيدنا النبي لزوجاته
واستشهدت بقصة أحد الصحابة الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمهر زوجته بوزن نواة تمر من الذهب، حيث علّق النبي قائلاً: "بارك الله لك، أولم ولو بشاة"، مما يدل على تقديره للمهر البسيط وأهمية الاحتفال بالزواج حتى بأبسط الطرق.
وأضافت أن نموذجًا آخر يظهر فيه أحد الصحابة الذين ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم قدموا مهرًا قدره أربع أواق من الفضة، وقد عبّر النبي عن استنكاره قائلاً: "كانكم تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل".
وتابعت: مما يشير إلى أن هذا المهر كان مبالغًا فيه مقارنةً بالمهر الذي كان يعتمده النبي صلى الله عليه وسلم، منوهة بأن هذه النماذج تعكس تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم على البساطة في المهر وتجنب المغالاة في تكاليف الزواج، بما يتماشى مع روح الإسلام.
حكم المغالاة في المهور
وكانت دار الإفتاء المصرية ، قد نبهت إلى أن المغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام؛ لأن الغرض الأصلي من الزواج هو عفة الفتى والفتاة؛ يقول عليه الصلاة والسلام: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا» رواه الحاكم في "المستدرك".
وأفادت بأنه من اللازم عدم المغالاة في المهر، وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة الشريفة بقوله: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ» رواه الترمذي.