أفاد موقع صحيفة “الغارديان” البريطانية، بأنه من المقرر أن يمثل مؤسس تيليجرام Telegram، الروسي المولد، بافيل دوروف، أمام محكمة فرنسية في وقت لاحق، بعد اعتقاله أمس السبت في مطار باريس بسبب جرائم مزعومة تتعلق بتطبيق المراسلة خاصته.
وقالت مصادر لوكالة فرانس برس للأنباء، إن الملياردير الروسي في مجال التكنولوجيا سيمثل أمام المحكمة بعد أن اعتقلته الشرطة في مطار لوبورجيه، وكان المحققون الفرنسيون قد أصدروا مذكرة اعتقال بحق دوروف في إطار تحقيق في مزاعم الاحتيال وتهريب المخدرات والجريمة المنظمة والترويج للإرهاب والتنمر عبر الإنترنت.
بافيل دوروف يفشل في اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام الإجرامي لـ تيليجرام
ووجهت فرنسا لـ مؤسس تيليجرام اتهاما بالفشل في اتخاذ إجراءات للحد من الاستخدام الإجرامي لمنصته وتم إيقافه بعد وصوله إلى باريس قادما من باكو على متن طائرته الخاصة مساء أمس السبت.
وقال أحد المحققين، الذي أعرب عن دهشته من سفر دوروف إلى باريس وهو يعلم أنه رجل مطلوب: “كفانا من الإفلات من العقاب في تيليجرام”.
وتتلخص التهمة التي وجهتها فرنسا لـ بافيل دوروف - التي قد يصل الحكم فيها إذا تمت أدانته بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما وفقا للقانون الفرنسي - في عدم وجود مشرفين على تطبيق تليجرام مما يسمح باستمرار النشاط الإجرامي على تطبيق المراسلة، ويجعل مؤسسه بمثابة شريكا في هذه الجرائم.
واتهمت السلطات الروسية فرنسا بـ”رفض التعاون”، وطلبت سفارتها في باريس الوصول إلى دوروف وقالت إن فرنسا “تجنبت حتى الآن التدخل” في الوضع.
يشار إلى بافيل دوروف، قد غادر روسيا في عام 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب الكرملين بإغلاق مجموعات المعارضة على شبكة VK الاجتماعية التي أسسها عندما كان في الثانية والعشرين من عمره، وحول تركيزه إلى تيليجرام، تطبيق المراسلة المشفر الذي أسسه مع شقيقه نيكولاي في عام 2013.
وفي بداية إطلاقه، كان تيليجرام يعمل بطريقة مشابهة لتطبيقات المراسلة الأخرى، لكنه تباعد منذ ذلك الحين ليصبح أكثر من شبكة اجتماعية في حد ذاته، وبالإضافة إلى التواصل وجها لوجه، يمكن للمستخدمين الانضمام إلى مجموعات تصل إلى 200 ألف شخص وإنشاء “قنوات” بث يمكن للآخرين متابعتها وترك التعليقات عليها.
ومع 950 مليون مستخدم نشط شهريا، أصبح تيليجرام مصدرا رئيسيا للمعلومات، ومن بينها معلومات مضللة انتشرت مؤخرا حول الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويعيش دوروف في دبي، حيث يوجد مقر تيليجرام، ويحمل الجنسية الفرنسية إلى جانب جنسية الإمارات العربية المتحدة، وقال مؤخرا إنه حاول الاستقرار في برلين ولندن وسنغافورة وسان فرانسيسكو قبل أن يختار دبي، التي أشاد ببيئة أعمالها و"حيادها".
وفي الإمارات، لا يواجه تطبيق تيليجرام ضغوطا كبيرة لتخفيف محتواه، بينما تحاول الحكومات الغربية اتخاذ إجراءات صارمة ضد خطاب الكراهية والمعلومات المضللة ومشاركة صور إساءة معاملة الأطفال وغيرها من المحتويات غير القانونية.
ويقدم تيليجرام خدمة رسائل مشفرة من طرف إلى طرف ويسمح للمستخدمين بإنشاء قنوات لنشر المعلومات إلى المتابعين.
ويحظى تطبيق المراسلة المشفر بشعبية خاصة في الاتحاد السوفيتي السابق، ويستخدمه على نطاق واسع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودائرته، وكذلك السياسيون في جميع أنحاء أوكرانيا، لنشر معلومات حول الحرب.
كما أنه يعد واحدا من تطبيقات الإنترنت التي يمكن للروس أن يحصلوا فيها على معلومات غير حول الصراع الروسي الأوكراني، بعد أن شدد الكرملين الرقابة على وسائل الإعلام في أعقاب الغزو واسع النطاق.
وعلى الرغم من تقنية التشفير الخاصة به، التي تعتبر غير قابلة للكسر جعلت من تيليجرام ملاذا أمانا للمتطرفين ومنظري المؤامرة، ووصفه الصحفيون في أوروبا بـ إنه أصبح أداة للدعاية الروسية، وخلصوا إلى أنه كان “نظاما بيئيا لتطرف الرأي”.