اتهمت السفارة الروسية في باريس، السلطات الفرنسية بـ”رفض التعاون” بعد اعتقال مالك منصة الرسائل تيليجرام، بافيل دوروف.
وتم احتجاز دوروف، الذي يحمل الجنسية الروسية إلى جانب جنسيات أخرى، في مطار باريس لوبورجيه أمس السبت، ومن المتوقع أن يمثل أمام المحكمة اليوم الأحد بتهم تتعلق بـ تيليجرام Telegram.
وقالت السفارة الروسية في بيانا لها، نقلته وكالة ريا نوفوستي للأنباء: "'لقد طلبنا على الفور من السلطات الفرنسية شرح أسباب هذا الاحتجاز وطالبنا بحماية حقوقه والسماح له بالتواصل القنصلي، وحتى الآن يرفض الجانب الفرنسي التعاون في هذه المسألة”.
وتعليقا على توقيفه، أدان العديد من المسؤولين الروس اعتقال رجل الأعمال "بافيل دوروف"، قائلين إنه يظهر أن الغرب يلتزم بمعايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير والديمقراطية.
ونشرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" على تطبيق تيليجرام، متسائلة عما إذا كانت المنظمات غير الحكومية الغربية لحقوق الإنسان ستلتزم الصمت بشأن اعتقال دوروف، بعد أن انتقدت قرار روسيا "بخلق عقبات" أمام عمل تيليجرام في روسيا خلال عام 2018.
محامي رئيس شركة تيليجرام يعلق على اعتقاله
فيما علق محامي رئيس شركة تيليجرام بافيل دوروف: "إن اعتقاله في فرنسا "سخيف للغاية" واعتداء على حرية التعبير".
وقال المحامي، ديمتري أجرانوفسكي، لوكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية، إن الاتهامات التي وجهتها فرنسا لـ دوروف مشابهة لإلقاء اللوم على شركة تصنيع سيارات في حادث، أو استخدام أحد سياراتها في جرائم.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على دوروف بعد هبوط طائرته الخاصة في مطار لوبورجيه في باريس أمس السبت.
ووفقا للمسؤولين، تم اعتقال الملياردير البالغ من العمر 39 عامًا فيما يتعلق بتحقيق حول عدم وجود مشرفين على تيليجرام، وهو ما نفاه سابقا.
ويتهم دوروف بالفشل في اتخاذ خطوات للحد من الاستخدامات الإجرامية لتطبيق تيليجرام، حيث أن التطبيق متهم بعدم التعاون مع سلطات إنفاذ القانون بشأن تهريب المخدرات والمحتوى الجنسي للأطفال والاحتيال.
من هو "بافيل دوروف"؟
ولد بافيل دوروف في روسيا ويعيش في دبي، ويحمل الجنسية المزدوجة لدولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، وهو يعد من بين المليارديرات السبعة المقيمين في الإمارات كما يعتبر أصغر ملياردير في هذه القائمة حيث إنه الشخص الوحيد الذي حقق ثروته من التكنولوجيا.
ومنذ إطلاق تطبيق تيليجرام في أغسطس 2013، جمعت منصة المراسلة المجانية أكثر من 600 مليون مستخدم حول العالم مما يجعله المنافس الأقوى منذ إنشاؤه حتي الآن لـ تطبيق واتساب الأمريكي، ومن ناحية أخرى فهو يعد منصة اتصالات لا تسيطر عليها الحكومات.
ويحظى تطبيق تيليجرامبشعبية خاصة في روسيا وأوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، وتم حظر التطبيق في روسيا عام 2018، بعد أن رفض مؤسسه “بافيل دوروف” تسليم بيانات المستخدمين إلى الحكومة الروسية لرفع التقييد عن التطبيق، وقد تم رفع الحظر في عام 2021.
وقد تم تصنيف تيليجرامكأحد منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستجرام وتيك توك وWechat.
ويسمح تيليجرامبإنشاء مجموعات تصل إلى 200 ألف عضو، وهو ما يقول النقاد إنه يسهل انتشار المعلومات المضللة، كما يسهل على المستخدمين مشاركة المحتوى المؤامري أو النازيين الجدد أو محبي الأطفال أو المحتوى ذي الصلة بالإرهاب.
وفي المملكة المتحدة، تم فحص التطبيق لاستضافته قنوات يمينية متطرفة كان لها دور فعال في تنظيم الاضطرابات العنيفة في المدن الإنجليزية في وقت سابق من هذا الشهر.
ولقد أزالت تيليجرامبعض المجموعات، لكن نظامها العام لإدارة المحتوى المتطرف وغير القانوني أضعف بكثير من نظام شركات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الأخرى، كما يقول خبراء الأمن السيبراني.