يعد سؤال كيف تختار شريك حياتك ؟ من المسائل التي قد يجهلها كثيرون رغم أهميتها الشديدة ، حيث يمكن القول أن ما تعيشه لسنوات قادمة يتوقف على سؤال كيف تختار شريك حياتك ؟ فحسن اختار شريك الحياة من الشاب أو الفتاة ، يترتب عليه حياة كامل ليس على مستوى الزوجين فقط وإنما بالتبعية على أبنائهم وأسرهم، ومن ثم ينبغي معرفة كيف تختار شريك حياتك ؟.
كيف تختار شريك حياتك
قال الشيخ أحمد البسيوني، المشرف على التدريب على الزواج التابع لدار الإفتاء المصرية، إن حسن الاختيار يُعدّ أول خطوة مهمة في عملية الزواج.
وأوضح “ البسيوني” في إجابته عن سؤال : ( كيف تختار شريك حياتك ؟ )، أن المعاشرة بالمعروف تلعب دوراً أساسياً في بناء العلاقة الزوجية القوية، حيث تقتضي التغافل عن الزلات والقيام بالواجبات المتبادلة بين الزوجين.
وشدد على أهمية تحمل المسؤولية، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أوضح أن تحمل المسؤولية لا يقتصر على الجوانب المالية فقط، بل يشمل أيضاً توفير الأمان العاطفي والنفسي للزوجة، فقال -صلى الله عليه وسلم- : "خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وولدك".
وأضاف أن معايير الاختيار الصحيح للزواج يجب أن تشمل الدين والخلق، لكن تحمل المسؤولية يُعدّ معياراً أساسياً أيضاً، كما أن التربية الزوجية تشمل الرعاية الصحية والجسدية والتعليمية والفكرية والأخلاقية، بالإضافة إلى تقديم الإرشادات حول أمور الزواج.
ونبه إلى ضرورة أن يكون هناك اهتمام شامل بإعداد الأفراد لمرحلة الزواج، مع التركيز على تنمية المهارات اللازمة لإدارة الحياة الزوجية بنجاح.
صفات شريكة الحياة الجيدة
يجب مراعاة بعض الصفات عند اختيار شريكة الحياة، وهي:
- الالتزام بالتنمية الشخصية: أن تسعى الفتاة لأن تكون شخصاً أفضل، وتمتلك أهدافاً شخصية لتطوير الذات.
- الانفتاح العاطفي: إدراك الشريكة لمشاعرها الخاصّة، وقدرتها على التعبير عن نفسها، وكيفية مشاركتها مع الشريك.
- النزاهة: صدق الفتاة مع شريكها ومع الآخرين، وأن لا تحاول التلاعب في مشاعرهم.
- المسؤولية: أن تكون لديها المسؤولية للحفاظ على المنزل، واحترام حدود الشريك، ووقته، ومشاعره.
- احترام الذات: أن تفخر بنفسها ولكن دون عجرفة، وتهتم بصحّتها، وممتلكاتها، ولا تسمح لأحد بأن يسيء معاملتها.
- الإيجابية نحو الحياة: أن تركّز الشريكة على الحلول وليس المشاكل، وأن تكون قادرة على تحويل العقبات إلى فرص، وأن ترى الخير في الناس.
الجوانب المؤثّرة على اختيار شريكة الحياة
ورد أن هناك مجموعة من العوامل التي يجب الحذر منها عند اختيار شريكة الحياة، وهي:
- الجانب الرومانسي: تُعدّ الرومانسيّة جزءاً كبيراً من العلاقة بين شركاء الحياة، وعنصراً رئيسياً للحصول على الزواج السعيد، ولكنها ليست كافية دون مجموعة من الجوانب المهمة الأخرى، وبالتالي فلا يمكن اعتمادها بشكل أساسيّ.
- الخوف: يعدّ الخوف من أسوأ العوامل التي تؤثر على اختيار شريك الحياة، حيث إنّ الطريقة التي يتمّ بها تنشئة المجتمع تترسخ على هذه الفكرة، مثل الخوف من التقدم في العمر دون زواج، أو كون الفرد أعزب بين أصدقائه ومعارفه، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من الخوف غير عقلانيّ، ويقود الشخص إلى إنفاق ثلثيّ عمره الأخير مع الشخص غير المناسب.
نصائح لاختيار شريك الحياة
يجب مراعاة بعض الأمور أثناء عملية اختيار الشريكة، وهي:
- البقاء على السجية الذاتيّة، حيث إنّ التصنّع في هذا الموقف غير مقبول؛ لكون هذه العلاقة ستستمر مدى الحياة.
- التأكّد من أنّ الشريكة لن تقوم بإساءات لفظية أو جسدية.
- تحديد الأولويات، وذلك من خلال: تحديد الرغبة في إنجاب الأطفال أم لا، أو وقت الإنجاب.
- تحديد مدى أهمية العادات والتقاليد والدين، وتأثيرها على العلاقة.
- تحديد طريقة إنفاق المال ومجالاتها.
- أخذ الوقت الكافي والتحلّي بالصبر، فمن المهم معرفة القيم، والرغبات، والاحتياجات الخاصة قبل البدء في علاقة، ولذلك يجب أخذ الوقت الكافي للتعرف على شخصية الشريكة، وأفكارها، وقيمها.