لا شك أنه مع كثرة الحالات وشكاوى المرأة التي تندرج تحت عنوان زوجي البخيل يمنعني من العمل فماذا أفعل ؟ تتطلب وقفة حكيمة، وبحثًا عن حل هذه المعضلة في نصوص الشرع الحنيف ، الذي جاء لسعادة العالمين، ووضع وحدد الحقوق والواجبات بين الزوجين ، ومن ثم تطرح مسألة زوجي البخيل يمنعني من العمل فماذا أفعل ؟ على طاولة الشرع.
زوجي البخيل يمنعني من العمل
قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية تضع مسؤولية الإنفاق على الزوج، في حين أن الزوجة ليست ملزمة بالمساهمة المالية إلا إذا كانت ترغب في ذلك.
وأوضح “ فخر ” في إجابته عن سؤال: زوجي يمنعني من العمل رغم ظروفهم الصعبة، وهو بخيل في النفقات، ووالدها يقول لها تعالي عندي، واغضبي منه، كيف يمكن التعامل مع هذا الموقف؟، أن الزوجة يجب أن تكون في طاعة زوجها، ولكن في الوقت ذاته، من المهم أن يتم التعامل مع هذه الحالة بحكمة.
وأضاف أنه إذا رغبت الزوجة في العمل لمساعدة زوجها، يجب أن يكون ذلك على أساس الاقناع وليس التعنت، فينبغي على الزوجة أن تسعى لإقناع زوجها بطرق هادئة ومتكررة حتى يقتنع، وفي حالة رفض الزوج، يمكن للوالد أن يتدخل بلطف دون أن يتسبب في خلق مشاكل بين الزوجين، بدلاً من دعوة الابنة للغضب أو العصيان.
ونبه إلى أنه يجب على الوالد أن ينصح الزوج بهدوء ويشرح له الموقف ويقنعه بفوائد عمل الزوجة وكيف يمكن أن يكون ذلك في مصلحة الأسرة، منوهًا بأنه من الأفضل أن يتحدث الوالد مع الزوج بطريقة تتسم بالاحترام والتفهم، وينبغي أن يكون هناك توازن بين احترام قرارات الزوج وعدم إحداث خلافات كبيرة، وعلى الوالد أن يوضح للزوج أنه يقدر رأيه، ولكنه ينصح بما فيه الخير للأسرة بشكل عام.
هل للزوج منع زوجته من العمل
ورد أنه إذا كانت الزوجة قد اشترطت على زوجها في العقد الخروج للعمل، ولم يكن في خروجها لعملها مخالفة شرعية، فلا حقّ للزوج حينئذ في منعها منه، فإنّ هذا شرط صحيح لازم على القول الراجح عندنا ، أما إذا لم تكن قد اشترطت على زوجها الخروج للعمل، فمن حقّ زوجها أن يمنعها منه، فإنّ المرأة لا يجوز لها أن تخرج من بيتها لغير ضرورة إلا بإذن زوجها، ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ ».
وقال الباجي : "قَوْلُهُ لَا تَمْنَعُوا إمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ لِلزَّوْجِ مَنْعُهُنَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَنَّ لَا خُرُوجَ لَهُنَّ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ مَنْعُ الْمَرْأَةِ مِنْ ذَلِكَ لَخُوطِبَ النِّسَاءُ بِالْخُرُوجِ وَلَمْ يُخَاطَبْ الرِّجَالُ بِالْمَنْعِ . المنتقى - شرح الموطأ.وجاء في مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل: وله منعها من الخروج.وقال الرحيباني (الحنبلي): ( وَيَحْرُمُ خُرُوجُهَا ) أَيْ الزَّوْجَةِ : ( بِلَا إذْنِهِ ) أَيْ : الزَّوْجِ ( أَوْ ) بِلَا ضَرُورَةٍ كَإِتْيَانٍ بِنَحْوِ مَأْكَلٍ; لِعَدَمِ مَنْ يَأْتِيهَا بِهِ . مطالب أولي النهى.