انتشر مرض الكوليرا بشكل كبير في السودان، خلال الفترة الأخيرة وهو ما أدى إلى ظهور اكثر من 300 حالة تعرضت للوفاة نتيجة إصابتهم بالمرض.
مضاعفات تصاحب مرض الكوليرا
وتعتبر الكوليرا مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، وتتسبَّب الكوليرا في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجها، فيمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى بين الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة.
وتم القضاء فعليًّا على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه، ولكن ما تزال الكوليرا موجودة في أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وهايتي.
ويرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا بين الشعوب التي تعاني من الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية، مما يجعلهم يعيشون في الظروف المزدحمة دون وجود مرافق الصرف الصحي الملائمة.
ويمكن علاج الكوليرا بسهولة، ويمكن الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلِّف، وفقا لما نشر في موقع “ مايو كلينك” الطبي.
ولا يمرض أغلب المصابين ببكتيريا الكوليرا، ولا يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى من الأساس، ولكن بالنظر لحقيقة أن بكتيريا الكوليرا توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين سبعة أيام و14 يومًا، فبإمكانهم نقل العدوى للآخرين عن طريق المياه الملوثة.
وتكوز أعراض أغلب حالات الكوليرا عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى، بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.
ويمكن أن تصبح الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة، فقد يؤدي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادة. أما في الحالات الأقل حدة، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا؛ وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية.
وعلى الرغم من أن الجفاف وهبوط الدورة الدموية هما أسوأ مضاعفات الإصابة بالكوليرا؛ إلا أن مشكلات أخرى قد تصاحب الإصابة بالكوليرا، ومن أبرزها ما يلي:
- انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم)؛ حيث أن الجلوكوز مصدر الطاقة الأساسي بالجسم بدرجة خطيرة؛ بسبب عدم تناوُل المرضى الطعام من شدة الإعياء، و الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر هذه المشكلة؛ حيث إنها تتسبَّب في حدوث نوبات مرضية، وفقدان الوعي، حتى الوفاة.
- انخفاض مستويات البوتاسيوم، يفقد المرضى المصابون بالكوليرا كميات كبيرة من المعادن في البراز، بما فيها البوتاسيوم، يؤثر انخفاض مستويات البوتاسيوم على القلب، ووظائف الأعصاب؛ وهو ما يشكل خطرًا على الحياة.
- الفشل الكلوي، عندما تفقد الكلى قدرتها على الترشيح، تتراكم كميات زائدة من السوائل، والفضلات في الجسم الأمر الذي قد يُشكِّل خطرًا على الحياة، وغالبًا ما يترافق الفشل الكلوي بالهبوط الدموي عند المرضى المصابين بالكوليرا.