إذا سئلت عن عريس أو عروس ماذا أقول ؟، لاشك أنه أحد المواقف الحياتية التي تتكرر كثيرًا في حياتنا، ففي الزواج يسأل ولي العروس عن الخاطب وأخلاقه وكذلك الحال للشاب فهو أيضًا يسأل عن عروسه وأهلها قبل التقدم لخطبتها، ولعل هذا ما يطرح سؤال إذا سئلت عن عريس أو عروس ماذا أقول؟.
إذا سئلت عن عريس أو عروس
قال الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إنه عندما يأتي رجل ليتقدم للزواج، من الواجب على الولي أن يتحرى عن هذا الرجل بشكل دقيق، ويسأل عن سمعة سلوكه وأمانته، منوهًا بأن الشهادة هنا أمانة، وينبغي على الولي أن يشهد بالحق ولا يكتم الشهادة.
وأوضح “ القصبي ” في إجابته عن سؤال : ( ماذا أقول إذا سئلت عن عريس أو عروس ؟، وهل يجوز الكذب في هذه الحالة؟)، أن من يكذب فى شهادته عن عريس أو عروس تكون شهادة زور، محذرًا من خطورة شهادة الزور وأثرها الكبير في الإسلام.
حكم الكذب عند السؤال عن الخاطب
ونبه إلى أن شهادة الزور تُعتبر من أعظم الكبائر التي يجب تجنبها لأي سبب كان ومهما كان الحال، فالذي يشهد شهادة زور بلسانه يجب أن يعلم أن لسانه سيكون شاهدًا عليه يوم القيامة، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الآية 24 من سورة النور.
وأشار إلى أن هذه الآية تؤكد أن كل كلمة نقولها تُسجل وتُحاسب، ويجب أن نكون صادقين في شهادتنا، لافتًا إلى أنه حتى أولئك الذين يشهدون زورًا في المحاكم أو في سياقات أخرى قد يظنون أنهم يتفادون المحاسبة في الدنيا، لكنهم لا يستطيعون إخفاء الحقائق عن الله يوم القيامة.
ودلل بقول الله تعالى في الآية الكريمة : (وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ) الآية 22 من سورة فصلت، موضحًا أن هذه الآية تعبر عن أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء من أفعالنا، وكل فعل سيحاسب عليه الإنسان.
وشدد على ضرورة أن يتحلى كل مسلم بالأمانة والصدق في شهادته، فشهادة الزور لا تؤدي فقط إلى الظلم، بل تُعتبر ظلمًا كبيرًا بحق الآخرين وتؤدي إلى عقوبات في الدنيا والآخرة، و يجب على المسلم أن يتجنب هذا الفعل ويحرص على أن يكون صادقًا في كل شهاداته وأقواله.
هل يجوز ذكر عيوب الخاطب لمن سأل عنه
وكانت قد أفادت دار الإفتاء، بأن أن من استشير في خاطب أو مخطوبة فعليه أن يذكر ما يعلمه فيه من مساوئ شرعية أو عرفية، ولا يكون ذلك غيبة محرمة إذا قصد به النصيحة والتحذير لا الإيذاء.
واستشهدت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز ذكر عيوب الخاطب لمن سأل عنه؟»، بقول الرسول -صلى الله عليه آله وسلم- لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما أخبرته أن معاوية وأبا جهم رضي الله عنهما خطباها: «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَنْصَحْ لَهُ» أخرجه البخاري في "صحيحه" معلقًا.
واستدلت بما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وعن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رضي الله عنه: "أَنَّ أَخًا لِبِلَالٍ رضي الله عنه كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ، فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالُوا: إِنْ حَضَرَ بِلَالٌ زَوَّجْنَاكَ، قَالَ: فَحَضَرَ بِلَالٌ رضي الله عنه فَقَالَ: أَنَا بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَهَذَا أَخِي، وَهُوَ امْرُؤٌ سَيِّئُ الْخُلُقِ وَالدِّينِ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ فَزَوِّجُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا، فَقَالُوا: مَنْ تَكُنْ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ، فَزَوَّجُوهُ" أخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذهبي.
حكم السؤال على أخلاق أهل العروس
وأجاب الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، عن سؤال : ما حكم الشهادة إذا سألني أحد يرغب في الزواج عن العروسة وأهل العروسة فهل أجيب أم لا ؟، بأن هذا العريس لو أتي إليك وسألك وطلب منك الشهادة فوقتها عليك الإجابة.
وواصل: أما إذا لم تُسأل فلا تجيب، منبهًا إلى أنه عليك أن تحكم بما أنت تعلم به فلو كنت تعلم ظروف الأهل دون الفتاة فتحدث عن الأهل فقط أما البنت فقل "لا أعلم عنها شيئا"، وهذه الشهادة ليست من الغيبة فهذه شهادة ويبنى عليها زواج وأسرة.