علّق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، على السيول التي ضربت جبل العوينات، وقال إن الأمطار المدارية التى اعتادت أن تسقط على منطقة حزام الأمطار جنوب الساحل الإفريقى (جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية) أو منطقة التقارب المدارية (ITCZ) امتدت شمالا حتى جنوب مصر من حلايب حتى جبل العوينات (1934 متر) منذ الأول من أغسطس، ومازالت مستمرة الأيام القادمة وهذا هو الأمر غير معتاد حيث كانت تحدث السيول لعدة ساعات فى بعض الأماكن كما حدث فى سيول أسوان 17 يناير 2010، 12 نوفمبر 2021، ولكن ما لم يحدث منذ مئات السنوات هو أمطار تقترب من أسبوعين، وقد تمتد أكثر من ذلك.
حلايب والعوينات تعود إلى العصور المطيرة لأول مرة منذ مئات السنوات
وأضاف الدكتور عباس شراقي في منشور له على صفحة الرسمية بموقع فيسبوك تحت عنوان "استمرار السيول على جبل العوينات (برج المياه القديم)" أن جبل العوينات كان فى العصور المطيرة برج المياه فى شمال أفريقيا حيث تنبع منه الأنهار المتجهة إلى جميع الاتجاهات منها غربًا لتغذية بحيرة تشاد، كما هو الحال حاليا بالنسبة للهضبة الإثيوبية، وكان رئيسيا فى تغذية خزان الحجر الرملى النوبى الممتد فى صحراء مصر الغربية والسودان وتشاد وليبيا، ويشكل حاليا أحد أكبر الخزانات الجوفية فى العالم.
وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أن الذى يحدث حاليا يرجع إلى التقلبات المناخية وليس للتغيرات المناخية، وإذا استمرت هذه الأمطار في التكرار لمدة 30 عامًا متصلة حينئذ تصبح تغيرا مناخيا دائما.
وكان الدكتور هاني سويلم، وزير الري، تلقى تقريرا من المهندس أبو بكر الروبى رئيس الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية يستعرض فيه موقف السيول الناتجة عن العاصفة المطرية بمحافظة أسوان، وأشار التقرير إلى فاعلية أعمال تطهير مخرات السيول المنفذة سابقا فى محافظة أسوان (مخرات سيل الكسارة و أبو صيرة والاعقاب) ، والتى أسهمت فى استقبال مخرات السيول للمياه الناتجة عن الموجه المطرية وإمرار هذه المياه بسلام عبر مصارف (السيل - الكسارة) وصولا إلى مجرى نهر النيل دون حدوث أى خسائر او أضرار بشرية او فى المنشآت .
وكلف وزير الري باستمرار أعمال المرور والمتابعة الدقيقة على الطبيعة من جانب مسئولى الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية والإدارة المركزية لمحافظة أسوان والادارة العامة لرى أسوان وذلك حتى تمام التأكد من استقرار تلك السيول.
وتبدو ظاهرة التغير المناخي واضحة للعيان فى موجات السيول التى أصابت أكثر من دولة من دول المنطقة وآثارها التدمرية واضحة وتناولتها عديد من وسائل الإعلام الدولية، وقد نجحت مصر فى التعامل مع تلك الظاهرة بفضل خطة علمية وتنفيذية لإقامة 1631 منشأ للحماية من اخطار السيول وحصاد مياه الأمطار بتكلفة 6.70 مليار جنيه خلال الأعوام العشرة الماضية ، إضافة لتطهير مخرات السيول سنويا قبل موسم السيول وغيرها من الإجراءات الاحترازية.