تشهد معظم الولايات السودانية أمطارًا أعلى من المتوسط خاصة فى بعض المناطق الشمالية لم تعتاد هطول أمطار غزيرة.
وامتدت هذه الأمطار شمالًا نحو جنوب مصر خاصة حوض وادى العلاقى وبحيرة السد العالى وأبو سمبل ومدينة أسوان،
وأوضح الدكتور عباس شراقي ، أستاذ الموارد المائية والري بجامعة القاهرة أنه من المتوقع أن تستمر الأمطار أعلى من المتوسط خلال شهر أغسطس الجارى على شرق إفريقيا.
وأضاف الدكتور عباس شراقي، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن كثيرا من المناطق تعرضت مساء أمس واليوم 6 أغسطس 2024 لأمطار بعضها كانت غزيرة استمرت لأكثر من عشرة ساعات متواصلة، مما أدى إلى فيضانات وسيول فى مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل على بعد 500 كم جنوب أسوان، وأدت إلى إنهيار آلاف المنازل وقتل وإصابة العشرات.
وتابع الدكتور عباس شراقي أن منطقة أبوحمد من أكبر المناطق التعدينية فى السودان لاستخراج الذهب، وتأتى هذه السيول لتجرف كثير من مخلفات المناجم بما فيها العناصر الثقيلة مثل الرصاص والزنك والكبريت المكونة للمعادن المصاحبة لخام الذهب والسيانيد المستخدم فى فصل الذهب مما يزيد من تلوث المنطقة خاصة المياه الجوفية القريبة من السطح.
جدير بالذكر أن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار معظم المنازل وجميع المحال التجارية في ولاية نهر النيل، وتسعة أشخاص لقوا حتفهم بسبب انهيار منزلهم، وكثيراً من الجرحى لا يزالون يصلون إلى المستشفى بولاية النيل الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال الخرطوم.
وفي مصر، تشهد البلاد استمرار التقلبات المناخية على عدد من المحافظات في جنوب البلاد، وسقوط الأمطار التى تصل إلى حد السيول على بعض المناطق، وهو ما جعل الهيئة العامة لـ الأرصاد الجوية أن تحذر من حالة الطقس المتوقعة، خلال الأيام المقبلة.
ومن أهم المناطق المعرضة لـ السيول جنوب سلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب الصعيد، وسط نشاط الرياح التي تكون مثيرة للرمال والأتربة على بعض الطرق.
أمطار أسوان لا تضيف شيئا لـ النيل
وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، إن أمطار أسوان أو السودان لا تضيف شيئا يذكر لإيراد النيل الذى يأتى من مصدرين رئيسيين الأول إثيوبيا 85%، والثانى منطقة بحيرة فيكتوريا 15%.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات خاصة إلى “صدى البلد” أن السودان أو جنوب السودان أو مصر لا تساهم في ايراد نهر النيل السنوى، وما يهطل من أمطار لا يضيف شيئا يذكر للنيل.
وتابع الدكتور عباس شراقي أن أمطار مصر قليلة للغاية فهى الدول الأولى عالميا في قلة الأمطار، وما يهطل أحيانا على هيئة سيول فهى نادرة وغير منتظمة، أما بالنسبة لجنوب السودان أمطارها أكثر من إثيوبيا في حوض النيل بحوالى 800 مليار م3 حيث أنها غزيرة وتكوّن مستنقعات من أكبر مستنقعات العالم لعدم وجود أنهار تنقل المياه.
وأشار أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة إلى أن أهم مشاكل جنوب السودان هي الوفرة الغزيرة للمياه عكس مصر تماما التي تحتوى على أنهار كثيرة ولكنها بدون مياه تسمى أودية، والخلاصة أن مصر أنهار بلا مياه أما جنوب السودان مياه بلا أنهار.