لاشك أن استفهام هل تقرأ سورة الملك بعد المغرب أم العشاء ؟ يعد أحد أسرار هذه السورة القرآنية ذات الفضل العظيم ، ولعل أولئك الذين يعرفون فضل سورة الملك يبحثون عن أفضل وقت لقراءتها وحقيقة هل تقرأ سورة الملك بعد المغرب أم العشاء باعتبارها إحدى سور القرآن الكريم - كلام الله تعالى - وأنها تقرأ في الليل قبل النوم، وفي الوقت ذاته الزمن المبارك بعد صلاة المغرب وهي من صلوات الفريضة المكتوبة، التي يُضاعف فيها الثواب ، فكل هذا يطرح سؤالا هل تقرأ سورة الملك بعد المغرب أم العشاء ؟.
هل تقرأ سورة الملك بعد المغرب أم العشاء
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه ينبغي المواظبة على قراءة سورة الملك، قبل النوم لما فيها من الأجر والثواب العظيم، منوهة بأن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ".
وأوضحت “ الإفتاء” في إجابتها عن سؤال: هل تقرأ سورة الملك بعد المغرب أم العشاء ؟، أنه يجوز للإنسان قراءة ما تيسر من كتاب الله الحكم فى أى وقت، وعلى هذا فيجوز قراءة سورة الملك بين أذان العشاء والإقامة ، ولا يوجد ما يمنع شرعاً من فعل هذا، وعرفت سورة الملك بأنّها المنجّية من عذاب القبر والمانعة عنه، وهي سور مكيّة، وترتيبها 67، وعددُ آياتها 30، وهي السورة الأولى من جزء تبارك الجزءِ التاسع والعشرين.
وأضافت أنه ورد في فضل قراءة سورة الملك عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله عز وجل، سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب، رواها النسائي، وحسنه الألباني، وعن هل يجوز قراءة الملك بعد المغرب ؟، فقد أوضح أهل العلم أن الحديث السابق أو أي حديث آخر عن سورة الملك لم يأت فيه تقييد لوقت قراءتها، ولكن من المستحب قراءتها كل ليلة قبل النوم اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما قراءتها كل يوم بعد صلاة المغرب: فالأصل فيه الجواز، وأما المداومة عليه، فقد ذكر أهل العلم أن تخصيص وقت معين لقراءة بعض السور بغير دليل صحيح ، فإن العبادة مبناها على التوقيف فلا يعبد الله إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم.
فضل قراءة سورة الملك
ورد في فضل سورة الملك العديد من الفضائل التي تحدّث عنها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورواها أصحابه، يُذكر منها ما يأتي:
1. كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ.
2. اتّبع أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خطاه في اهتمامهم بسورة الملك، فذات مرّةٍ سأل ابن عبّاس أحد جلسائه أن يحدّثه بحديثٍ يفرح له، فما كان قوله إلّا أن أوصاه بسورة الملك، يتعلّمها ويعلّمها صبيانه وأهله وجميع جيرانه.
3. أنّها المنجية من العذاب بإذن الله تعالى.
4. والمجادلة عن صاحبها يوم القيامة.
5. إذ تطلب من ربّها أن ينجّي صاحبها من النار.
6. تمنع عذاب القبر.
7. ذكر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها شفيعةٌ لأصحابها، فقال في فضلها: (إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً، شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ).
فوائد قراءة سورة الملك
وذكرت أحاديث فوائد قراءة سورة الملك ، نذكر منها:
أولًا: تمنع سورة الملك من عذاب القبر، كما ورد في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر» (صحيح)، وحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه فتقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك ثم يؤتى من قبل رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك فهي المانعة تمنع عذاب القبر وهي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب» (حسن).
ثانيًا: تشفع سورة الملك لقارئها وتغفر له وحديث: «إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك».
ثالثًا: تكون سورة الملك سببًا في إدخال قارئها الجنة: «إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة» (حسن)، وأيضًا حديث: «سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي تبارك» (حسن).
رابعًا: من قرأ سورة الملك في كل ليلة تمنع عذاب القبر: عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: «من قرأ "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ" كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ، وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها المانعةَ، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في ليلةِ فقد أكثر وأطاب» (حسن).
خامسًا: كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يداوم على سورة الملك ، فكان عليه الصلاة والسلام لا ينام حتى يقرأ: «الم، تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ» [السجدة:1-2] و«تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ» (صحيح).