لاشك أن الاستفهام عن ما هو سبب نزول آية الكرسي ؟ يعد أحد الأسرار الخفية عن الكثير من الناس، والتي تنبع أهميتها من فضل آية الكرسي العظيم ، حيث إنها إحدى آيات سورة البقرة وهي سيدة آيات سورة البقرة، التي ورد الحث على اغتنامها بشكل خاص في كثير من نصوص السنة النبوية الشريفة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقراءتها سواء بعد كل صلاة أو قبل النوم أو في أذكار الصباح والمساء، وعن ما هو سبب نزول آية الكرسي تدور الاستفهامات الملحة، لعلها تحمل معها مفتاحًا لبوابات الخير والرزق والبركة.
ما هو سبب نزول آية الكرسي
ورد في الأثرِ عن سبب نزول آية الكرسي أنّ موسى -عليه السلام- سأل الملائكة الكرام: هل ينامُ الله؟ فأوحى الله -تعالى- إلى الملائكة بأن يؤرقوه ثلاثًا، ولا يتركوه لينام، ففعلوا ذلك، ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما، ثم تركوه وحذروه من أن يكسرهما، فجعل -عليه السلام- ينعس وهما كلّ واحدة في يد له، فكان ينعس ثم ينتبه، ثم ينعس وينتبه، حتى نعس نعسة وضرب كل واحدة بالأخرى فكسرهما، وهذا إنما كان مثلًا ضربه الله -عز وجل-، ليبين لعباده أن كذلك السماوات والأرض في يديه.
وقد قيل إن بني إسرائيل هم الذين سألوا النبي موسى -عليه السلام- عن إن كان الله ينام أو لا، فضرب الله هذا المثل ليبينَ له الحكمة، فلو كانَ الله -تعالى- ينام لسقطت السماوات والأرض وهلكت كما الزجاجتانِ.
ما هي آية الكرسي
، ورد أنه تعدُّ آية الكرسي من أعظم الآيات في كتاب الله، إذ كل ما فيها متعلق بالذات الإلهية العليّا وناطقة بربوبيته تعالى، وألوهيته وأسمائه وصفاته الدالّة على كمال ذاته وعلمه وقدرته وعظيم سلطانه ، وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة في القرآن الكريم، لها أهمية كبيرة عند المسلمين، وهي: «اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
تفسير آية الكرسي
“الله لا إله إلا هو” …… يخبرنا الله أنه هو المتفرد بالألوهية لجميع الخلق. “الحي القيوم”…… الحي في نفسه، القيوم لغيره، الذي لا يموت أبداً. “لا تأخذه سنة ولا نوم”……. أي لا يغفل عن خلقه، ولا يغيب عنه شيء، ولا تخفى عليه خافية، بل هو قائم على كل نفس بما كسبت. “له ما في السموات وما في الأرض”……. يخبرنا بأن الجميع عبيده، وتحت قهره وسلطانه، كقوله تعالى “إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً” مريم 93. “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه”……. أي أنه لا يجرؤ أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا إذا أذن له الله في الشفاعة، كقوله تعالى “ولا يشفعون إلا لمن ارتضى”……… الأنبياء 28. “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم”…… أي أن الله يحيط علما بجميع مخلوقاته، ماضيها وحاضرها ومستقبلها. “ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء”……. أي لا يطلِّع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه. “وسع كرسيه السموات والأرض”……… وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي، إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة”. “ولا يؤوده حفظهما”……. أي لا يصعب أو يثقل عليه حفظ السموات والأرض، ومن فيهما وما بينهما، بل هذا يسير وسهل عليه سبحانه، فهو القائم على كل نفس بما كسبت، القاهر لكل شيء، الحسيب والرقيب، العلي العظيم، لا إله غيره ولا رب سواه. “وهو العلي العظيم”……. أي الذي يعلو ولا يُعلى عليه, كقوله تعالى : “وهو الكبير المتعال”.