يعبر استفهام ماذا تسمى سورة النصر ؟، عن أحد أسرار القرآن الخفية التي لا يعرفها الكثير من الناس ، وإن كانوا يعرفون تلك السورة القصيرة، فرغم أن سورة النصر من ثلاث آيات فقط إلا أن فضائلها كثيرة وحسناتهاعظيمة، لأنها إحدى السور القرآنية ، كلام الله الذي يحمل بين حرفه الخير الكثير، وبحسب ما ورد في الأثر فإن سورة النصر لها عدة أسماء وكذلك فضائل، وإن كان في أسمائها دلالة على فضائلها، فينبغي البحث عن إجابة ماذا تسمى سورة النصر ؟.
ماذا تسمى سورة النصر
ورد عن سر ماذا تسمى سورة النصر ؟ سورة النصر هي إحدى السور القِصار فى القرآن الكريم والّتي يبلغ عدد آياتها ثلاث آيات، وهي سورةٌ مدنيّة؛ أي إنّها أُنزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة في المدينة المنوّرة، ومِن أسماء هذهِ السورة كما ذكر العلماء والمفسرين «إذا جاء نصر الله والفتح» وذلك حسب أوّل آية من السورة، وتُسمّى أيضاً سورة «التوديع»، وأيضاً تسمّى سورة «الفتح».
واختلف المفسرون وأهل العِلم على عدة أقوال فى وقت نزول سورة النصر؛ وقد ورد عن عبد الله بن عُمر -رضيَ الله عنهما-: أن هذهِ السورة نزلت بمِنى في حجّة الوداع، ثمّ نزلت (اليوم أكملت لكُم دينكم)، فعاشَ بعدها رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم- ثمانينَ يوماً، ولذلك فهيَ تُسمّى سورة التوديع.
وقد قال سيدنا عبد الله بن عبّاس -رضيَ الله عنهما- في تأويل هذهِ السورة، إنّها دلالة على دنوّ أجل رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم-، ويقول بعض أهل العلم إنّها نزلت بعدَ انصراف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من غزوة حُنين، وقال آخرون بأنّها نزلت في وقت غزوة خيبر؛ فكانَ النصر لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والفتحُ المُبين في يوم مكّة.
وأكد أهل العلم من المفسرين أنه لا خلاف على أنَّ الفتح المذكور في السورة الكريمة هو فتح مكّة الّذي أكرم الله بهِ نبيّهُ -صلّى الله عليهِ وسلّم-، وأيّاً كانَ الأمر فإنَّ نزول سورة النصر كانَ به تبشيرٌ ظاهر بالنّصر لرسول الله ولِمن معهُ من المؤمنين، وبشارةٌ لهُ -صلّى الله عليهِ وسلّم- بالفتح الّذي أكرمه الله به، وفيه أمرٌ من الله لرسوله بتسبيح الله واستغفاره، فمعَ النصر والفتح يكونُ الإقبال على الله تعالى بالإنابة، وهذا ما عليه خُلُق الفاتحين والمُنتصرين المُعترفين لله بالفضل لنصرهم على عدوّهم.
أسرار سورة النصر
وعد الله عباده المستضعفين بأنّه سيمكّن لهم ويورثهم الأرض من بعد أهلها، جزاء صبرهم وإيمانهم وثباتهم على دينه رغم أذى المشركين ونقمتهم وتربصهم بهم، فاستحقوا بهذا ذلك الفضل العظيم منه سبحانه، فالابتلاء والاختبار والتمحيص هي سنة الله في كونه لعباده المؤمين، والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، فعلى مدى سنوات طويلة والنبي وصحبه يتلقون الأذى عن هذه الدعوة حتى ستوي على سوقها، فكان أن مكن الله لها وفتح لها آفاق الكون ليدخل الناس أفواجاً في دين الله سبحانه وهذا كله تجلّى واضحاً في فتح مكة.
سبب نزول سورة النصر
ورد في سبب نزول سورة النصر ، فيها الوعد الإلهي للنبي محمد بالفتح المبين الذي تم ذكره في سورة الفتح، دون قتال خشية أن يقتل المسلمون من لا يعلمون بإسلامه، فدخل النبيّ وصحابته فاتحين مكّة بلا قتال أو دماء، حتّى روي عنه صلّى الله عليه وسلّم بأنّ عمامته كادت أن تلامس رأس ناقته لشدّة تواضع النبيّ لله في هذا اليوم الميمون، وشكره على كرمه وفضله وكسرت الأصنام التي كانت حول الكعبة آنذاك، وتمّ تطهير الكعبة وما حولها وصعد بلال وأذّن فوق الكعبة ففرح المسلمون، واغتبطوا لهذا النصر المبين وآخى النبيّ بين المهاجرين والأنصار، وفيه دخل الناس في الإسلام أفواجاً وعفى النبي عمن بقي على دينه فقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وجاء في سبب نزول سورة النصر ، ومنذ ذلك اليوم بدأت الدولة الإسلاميّة تنحو منحىً آخر في مراحلها فمن القبيلة والعصبية القبلية إلى الدولة الإسلامية الكنظمة، التي أقامت الرابطة بين الناس على أساس الدين قبل كي شيء وجميعهم سواسية عند الله وتبقى الأفضلية للتقوى مصداقاً لقوله تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"، دوله لها قوانينها التي تنظمها ودستورها السماوي الخالد، نظمت حياة الناس بل أيضاً نظمت علاقاتها مع غير المسلمين من قبائل الجزيرة والممالك الأخرى التي كانت قائمة آنذاك. إنّ سنة الله ماضية في خلقه في نصر عباده في حياتهم الدنيا، وإن دائرة الظلم لا محال قائمة على الظالمين، فالله أهلك فرعون حين قال أنا ربكم الأعلى، ولهذا فإنّه كلّما اشتدّت الأزمة وضاقت كان الفرج أقرب، فالله هو الجبار المنتقم الذي قضى بالعدل فلا يظلم عنده أحد وكل مجازى بما قدّم.
أسرار سورة النصر
تُسمى سورة النصر أيضًا سورة “التوديع"، وهي آخر سورة نزلت في القرآن الكريم، كما أنها مدنية، وعدد آياتها ثلاث آيات، وعدد كلماتها 19 كلمة، وتتواجد في الجزء الثلاثين، وترتيبها في المصحف (110).
سورة النصر وفوائدها
ورد عن أبي عبد الله، عليه السلام، قال: “من قرأ إذا جاء نصر الله والفتح في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من حر جهنم ومن النار ومن زفير جهنم فلا يمر على شيء يوم القيامة إلا بشره وأخبره بكل خير حتى يدخل الجنة ويُفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمنى ولم يخطر على قلبه”، وقال الصادق، عليه السلام: “من قرأها عند كل صلاة 7 مرات قُبلت منه الصلاة أحسن قبول.”
فضل قراءة سورة النصر
تعدل ربع القرآن، وأُنزلت هذه السورة على الرسول، صلى الله عليه وسلم، أوسط أيام التشريق، وأيام التشريق هي ثان وثالث ورابع أيام عيد الأضحى، أي نزلت ثالث أيام عيد الأضحى المبارك؛ فعلم الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه الوداع، أي خاتمة الرسالة؛ فخطب الناس في خطبة الوداع.