قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

لماذا أوصى النبي بالإكثار من الطاعات في العشر الأواخر من محرم؟.. لـ3 أسباب

العشر الأواخر من محرم
العشر الأواخر من محرم
×

لاشك أنه ينبغي معرفة لماذا أوصى النبيبالإكثار من الطاعات في العشر الأواخر من محرم ؟، خاصة وأن العشر الأواخر من محرم بدأت اليوم السبت الموافق الحادي والعشرين من شهر الله المحرم، وهو ما ينبغي أن يلفت انتباهنا إلى سرعة مرور هذا الشهر والذي لا يمكن لعاقل تفويته فهو من الأشهر الحُرم ، حيث ثواب وفضل مضاعف ، ولعل هذا ما يطرح سؤال لماذا أوصى النبيبالإكثار من الطاعات في العشر الأواخر من محرم ؟.

لماذا أوصى النبيبالإكثار من الطاعات

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه فيما ورد بالكتاب والسُنة النبوية الشريفة، أن للأشهر الحرم ومن بينها المحرم، خصائص كثيرة ميَّزتها عن بقية الأشهر الأخرى، لهذا أوصى النبي –صلى الله عليه وسلم بالإكثار من العمل الصالح فيها.

وأوضح «مركز الأزهر» في إجابته عن سؤال لماذا أوصى النبيبالإكثار من الطاعات في العشر الأواخر من محرم ؟، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أوصى بالإكثار من العمل الصالح والطاعات والعبادات مع اجتناب المحرمات في هذه الشهور لثلاثة أسباب، أولها أن فيها الفضلُ الكبير، فاللهُ يُضاعِفُ لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ هذهِ الأشهر.

وأضاف أن ثانيها حرمة القتال فيها مشددة، فقال الله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ» الآية 217 من سورة البقرة، وثالثها تشديدُ حرمةِ الظلم فيها، لقوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم» الآية 36 من سورة التوبة.

شهر محرم

ورد أن المُحَرَّم (بالألف واللام دائمًا) الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري، كان اسمه في الجاهلية مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر، في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب.

و قال تعالى «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، سورة التوبة: 36، والأشهر الأربعة الحرم هي أشهر قمرية «رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم»، ولأن الله تعالى نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، أول يوم هذا التقويم الجمعة 1 محرم سنة 1هـ.

سبب تسمية شهر محرم بهذا الاسم

ورد أنه سمي شهر المحرم بذلك لكونه شهرًا محرّمًا، فهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة، وهي التي لا يستحلّ فيها المسلمون القتال، قال الله تعالى فيها: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ». سورة التوبة 36.

وقال الحافظ السيوطي: سُئلت لِمَ خصَّ المُحَرَّم بقولهم شهر الله دون سائر الشهور، مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد عليه كرمضان، ووجدت ما يُجاب به، بأن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور، فإن اسمها كلَّها على ما كانت عليه في الجاهلية، وكان اسم شهر الله المُحَرَّم في الجاهلية صفر الأول، والذي بعده صفر الثاني، فلما جاء الإسلام سمَّاه الله المحرم، فأضيف إلى الله تعالى بهذا الاعتبار.

و نقل ابن الجوزي أن الشهور كلَّها لها أسماء في الجاهلية غير هذه الأسماء الإسلامية، قال: فاسم شهر المُحرم بائق، وصفر نفيل، وربيع الأول طليق، وربيع الآخر ناجز، وجمادى الأولى أسلح، وجمادى الآخر أفتح، ورجب أحلك، وشعبان كسع، ورمضان زاهر، وشوال بط، وذو القعدة حق، وذو الحجة نعيش.

فضل محرم

ورد فيه أن شهرُ المُحَرَّمِ هو من الشُّهورِ الحُرُمِ التي عظَّمها الله تعالى وذكَرَها في كتابِه، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهور عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}(التوبة - 36)، وشَرَّف اللهُ تعالى هذا الشَّهرَ من بين سائرِ الشُّهورِ، فسُمِّي بشهرِ اللهِ المُحَرَّمِ، فأضافه إلى نفسِه؛ تشريفًا له، وإشارةً إلى أنَّه حرَّمه بنفسه، وليس لأحدٍ من الخلقِ تحليلُه.

وجاء أنه بيَّن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحريمَ الله تعالى لهذه الأشهُرِ الحُرُمِ، ومِن بينِها شهرُ المُحَرَّمِ؛ لِما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قَالَ: ((إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ))، وقد رجَّح طائفةٌ من العُلَماءِ أنَّ مُحَّرمًا أفضَلُ الأشهُرِ الحُرُمِ؛ قال ابنُ رجب: وقد اختلف العلماءُ في: أيُّ الأشهُرِ الحُرُمِ أفضَلُ؟ فقال الحسَنُ وغيرُه: أفضلُها شهرُ اللهِ المُحَرَّمُ، ورجَّحه طائفةٌ من المتأخِّرين.

ويدُلُّ على هذا ما أخرجه النَّسائيُّ وغيرُه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: (سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ اللَّيلِ خيرٌ، وأيُّ الأشهُرِ أفضَلُ؟ فقال: خيرُ اللَّيلِ جَوفُه، وأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ) قال ابنُ رجب رحمه الله: "وإطلاقُه في هذا الحديثِ (أفضل الأشهر) محمولٌ على ما بعد رمضانَ، كما في روايةِ الحسَنِ المرسَلةِ".

أعمال شهر محرم

ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن هناك ثلاثة أعمال أوصى بها في شهر المحرم الهجري، وهذه المستحبات هي: «صيام يومي الإثنين والخميس إسبوعيًا، وصيام الأيام البيض، وصيام عاشوراء»، مستشهدًا بأنه لما سُئِلَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ ؟ فَقَالَ : « أَفْضَلُ الصَّلَاةِ ، بَعْدَ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ ، الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، صِيَامُ شَهْرِ اللَّهِ الْمُحَرَّمِ».

وبناء عليه فإن استطاع الشخص صوم الإثنين والخميس اسبوعيًا بهذا الشهر، فليفعل، ومن استطاع صوم الأيام القمرية الثلاثة (الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر) ، التي تحدث عنها أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- فقال: «أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ : صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى ، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ» ، وتسمى هذه الأيام الثلاثة بالأيام البيض لأنها تكون بيضاء نهارًا بضوء الشمس وليلًا بضوء القمر، ومن السنن المؤكدة صوم عاشوراء.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»، ويستحب صيام يوم قبله، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ صُمْتُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ التَّاسِعِ» ، لكنه -صلى الله عليه وسلم- قد وافته المنية قبل أن يأتي عليه عاشوراء الذي يليه، والأكمل صيام يوم قبله ويم بعدهم أي صيام اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر من المحرم.