يواصل المسلمون أعمال نحر الأضحية في عيد الأضحى 2024، امتثالا لأمر الله تبارك وتعالى وسنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل أن تضحي اعلم أن هناك محظورات تتعلق بـ المضحي والأضحية نرصدها لك في التقرير التالي.
لماذا شرعت الأضحية في الإسلام؟
الأضحية اسمٌ لما يُذكى تقربًا إلى الله تعالى فى أيام النحر بشرائط مخصوصة وبه سمى عيد الأضحى، أى الضحايا، وسميت الأضحية بذلك؛ لأنها تفعل فى وقت الضحى، والذى يبدأ من بعد شروق شمس يوم النحر (العاشر من ذى الحجة).
وفيما يتعلق بالدليل على أن الأضحية مشروعة، وردت النصوص بالكتاب والسنة القولية والفعلية، والإجماع: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ *فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)، ((ضَحَّى النَّبِى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا)) متفق عليه.
وشرعت لِحِكَم كثيرة منها: شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه المتعددة، وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام فى يوم النحر، وأن يتذكر المؤمن أن صبر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وإيثارهما طاعة الله ومحبته على محبة النفس والولد كان ذلك كله هو سبب الفداء ورفع البلاء، فإذا تذكر المؤمن ذلك اقتدى بهما فى الصبر على طاعة الله وتقديم محبته عز وجل على هوى النفس وشهوتها.
وقد شرعت الأضحية فى السنة الثانية من الهجرة النبوية، وهى السنة التى شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال.
واختلف الفقهاء فى حكم الأُضْحِيَّة على مذهبين: المذهب الأول: الأُضْحِيَّةُ سنةٌ مؤكدةٌ فى حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، والمذهب الثانى أنها واجبة، وذهب إلى ذلك أبو حنيفة.
ويشترط فى الأُضْحِيَّة سلامتها من العيوب الفاحشة، وهى العيوب التى من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثنى، وبناء على هذا الشرط لا تجزئ الأضحية بما يأتى : العمياء، العوراء البيِّن عورها، وهىالتى ذهب بصر إحدى عينيها، وفسرها الحنابلة بأنها التى انخسفت عينها وذهبت، لأنها عضو مستطاب، فلو لم تذهب العين أجزئت عندهم، وإن كان على عينها بياض يمنع الإبصار، مقطوعة اللسان بالكلية، والجذماء وهى: مقطوعة اليد أو الرجل.
الأنعام التى تجزئ الأضحية بها وفيها عيوب
ومن الأنعام التى تجزئ فى الأُضْحِيَّة وبها عيب ليس بفاحش هىكالآتى: الجماء: وتسمى الجلحاء، وهىالتى لا قرن لها خلقة، ومثلها مكسورة القرن إن لم يظهر عظم دماغها، الحولاء، وهى التىفى عينها حول لم يمنع البصر، الصمعاء، وهى الصغيرة إحدى الأذنين أو كليهما، الشرقاء وهى مشقوقة الأذن، وإن زاد الشق على الثلث، الخرقاء وهى مثقوبة الأذن.
المحظورات على المضحي
منذ دخول شهر ذي الحجة، يحرم على المضحي قص أي شعر من جسمه، سواء كان شعر الرأس أو اللحية أو الشارب أو شعر الإبطين أو العانة، كما يحرم عليه قص أظافره، سواءً كانت أظافر اليدين أو القدمين، ولا يجوز للمضحي بيع أو التصدق بشعر الأضحية أو أظافرها، سواءً كان ذلك قبل الذبح أو بعده، ويحرم على المضحي حلق شعر العانة أو إزالة شعر الإبطين، سواء كان ذلك بالقص أو النتف أو الحلاقة، ولا يجوز للمضحي جز صوف الأضحية أو شعرها، سواءً كان ذلك قبل الذبح أو بعده، كما يحرم على المضحي تقليم أظافر الأضحية، سواءً كان ذلك قبل الذبح أو بعده، ولا يجوز ذبح الأضحية قبل طلوع شمس يوم العيد، وهو أول أيام عيد الأضحى، ويحرم على من يقيم في مكة المكرمة ذبح الأضحية في غير مكة، سواءً كان ذلك داخل حدود الحرم المكي أو خارجه، ولا تصح الأضحية من غير نية، فلا يجوز ذبح الأضحية لمن لم ينوِ التضحية بها، ولا تصح الأضحية عن الميت، فلا يجوز ذبح الأضحية نيابة عن شخص متوفى.
محظورات الأضحية
وفيما يتعلق بمحظورات الأضحية، عليك التأكد من زهوق الروح، قبل سلخها أو قطع شيء من أعضائها، ولا يجوز تعذيب الأضحية والمبالغة في إيلامها؛ للتمكن من ذبحها.
وقالت الإفتاء: «لا يجوز للمسلم أن يعطي الجزار شيئًا من الأضحية على سبيل الأجر، ويمكن إعطاؤه على سبيل التفضل والهدية أو الصدقة».
وأشارت إلى أنه يسن إخفاء آلة النحر عن نظر الأضحية عند النجر، ولا يتم النحر أمام بهيمة أخرى، ولا بد من الترفق عند نحر الأضحية وعدم نحرها بغتة، ولا يجرها من موضع إلى موضع، محذرة من تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي؛ لأن النظافة والطهارة سلوك ديني وحضاري، ولا تترك مخلفات الأضحية في الشوارع وتتسبب في إيذاء الناس ونشر الأوبئة والأمراض، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضرر ولا ضرار».