قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية أن سن الأضحية عند بعض الفقهاء أمر تعبدي فقط بمعني طالما أن النبي التزم به فنلتزم به ، والبعض الآخر يرى ان سن الأضحية ليس تعبديا فقط وانما الهدف منه شيء آخر وهو توافر اللحم في الذبيحة .
وأضاف خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء قائلا: فإذا كانت الأضحية كالعجل مثلا أقل من سنتين وبها كمية كبيرة من اللحم تعادل العجل الذي يبلغ السنتين فيجوز ذبحه أضحية أخذا بالرأي الثاني وهو أن سن الأضحية ليس تعبديا فقط .
وأوضح مستشار المفتي أن العجل البالغ عامين كما يقول أهل الاختصاص يتراوح وزنه من 350 الى 400 كجم ،فإذا كان لديك عجل عمره عام ونصف ويبلغ هذا الوزن من اللحم فيجوز ذبحه كأضحية .
لماذا شرعت الأضحية وعلاقتها بالحج
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأضحية تشتمل على معان جليلة وحكم قيمة منها: التشبه بالحجاج حين ينحرون هديهم في فريضة الحج، سواء على وجه الوجوب للمتمتع والقارن أو على الاستحباب للمفرد.
واستدل «جمعة» في فتوى له، بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إراقة الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها, وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا» (الترمذي).
وأضاف جمعة: من التشبه بالحجاج أيضا في الأضحية أنه يسن لمن أراد الأضحية عدم قص الأظافر وحلق الشعر إلا بعد ذبح أضحيته، كما هو شأن الحجاج, وهو تشبه بهم في كونهم شعثا غبرا, فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أراد أن يضحي فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر الأول من ذي الحجة» (سنن الدارمي).
الأضحية ..فرض أم سنة ؟
اختلف الفقهاء في حكم الأضحية على مذهبين: المذهب الأول: الأضحية سنة مؤكدة في حق الموسر، وهذا قول جمهور الفقهاء الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وإحدى روايتين عن أبي يوسف، وهذا قول أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة وسعيد بن المسيب وعطاء وعلقمة والأسود وإسحاق وأبي ثور وابن المنذر، وهو المفتي به في الديار المصرية.
واستدل الجمهور على أن الأضحية سنة مؤكدة بما يلي: عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحى فلا يمس من شعره وبشره شيئا»، أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه الدلالة في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأراد أحدكم» فجعله مفوضا إلى إرادته، ولو كانت الأضحية واجبة لاقتصر على قوله: «فلا يمس من شعره شيئا حتى يضحي».