لا شك أن معرفة حقيقة هل تقال أذكار النوم في النهار أو القيلولة ؟، تعد أحد بوابات الأسرار الخفية عن الكثيرين، حيث إن أذكار النوم من السُنن النبوية الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي أوصى بالحرص عليها واغتنام فضلها، ولكن لاتزال معرفة هل تقال أذكار النوم في النهار أو القيلولة ؟، أحد خفايا تلك السُنة النبوية الشريفة ، التي ينبغي الحرص عليها واغتنامها دون استهانة أو إهمال .
هل تقال أذكار النوم في النهار
جاء في هل تقال أذكار النوم في النهار أو القيلولة؟، عدة أقوال أولها أن أذكار النوم الواردة إنما هي في نوم الليل ، لكن لا حرج على الإنسان أن يقولها في نوم النهار ؛ لأنها أذكار ، وليس هناك نص صريح في أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقولها إلا في نوم الليل " انتهى من " لقاء الباب المفتوح " .
وورد أن القول الثاني في مسألة هل تقال أذكار النوم في النهار أو القيلولة؟، أنها خاصة بنوم الليل فقط ، وهو اختيار الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ، والقول الثالث : التفصيل : فما ورد التخصيص فيه بالليل فهو خاص بالليل ، وما لم يرد فيه تخصيص بالليل ، فهو شامل لنوم الليل والنهار .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل أذكار النوم خاصة بالليل فقط ؟ وهل إذا قام الإنسان من الليل لقضاء حاجة أو شرب ماء ، هل يكرر ما يقوله من الأذكار ؟، فأجاب : " الظاهر يكفيه إذا قاله عند أول ما ينام يكفي ، وإن كرر فلا بأس ، لكن السنة حصلت بالأذكار التي قالها والدعاء الذي قاله عند النوم أول ما نام ، وما كان مختصا بالليل وبينه الرسول أنه إذا أراد المبيت فهذا يختص بنوم الليل ، وما لم يرد فيه التخصيص فهذا عام في كل وقت من الأذكار ، أما ما جاء فيه التخصيص أنه إذا أراد أن ينام ليلا فهذا يكون سنته في الليل إذا أراد أن ينام ليلا " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ، فقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَرَأَ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ ) رواه البخاري ومسلم ، خاص بالليل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( فِي لَيْلَةٍ ) .
وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ) ، فهذا ونحوه يقال في نوم الليل ونوم النهار ؛ لأنه لم يصرح فيه بالليل ، ولأن معناه يوافق نوم الليل ونوم النهار، .ورد من السُنن المستحبة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذا يستحب قبل دخول الفراش قراءة أذكار النوم والتحصين قبل الاضطجاع؛ لقول الله - عز وجل- في سورة آل عمران: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ».
أذكار النوم كاملة
1- « باسمك اللهم أموت وأحيا » رواه البخاري.
2- «باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين » رواه البخاري ومسلم .
3- « اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها ، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية » رواه مسلم .
4- «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك » ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي ، ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده.
5- « اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت » رواه البخاري ومسلم.
6- «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مأوي » رواه مسلم.
7- «اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، إقض عنا الدين وأغننا من الفقر » رواه مسلم.
8- «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم » رواه أبو داود والترمذي .