نظمت الجالية الأرمنية في مصر العرض الأول للفيلم الوثائقي " أبجدية ماشتوتس " من إخراج محمد مندور، وذلك في مدرسة كالوسديان نوباريان الأرمنية بمصر الجديدة بالقاهرة، بحضور هراتشيا بولاديان سفير جمهورية ارمينيا لدى جمهورية مصر العربية والمطران أشود مناتساكانيان، مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر وعدد من الإعلاميين الصحفيين والفنانين وممثلي الجالية الأرمنية بمصر .
الفيلم رؤية وإخراج محمد مندور، وسيناريو وإعداد رضوى هاشم، ومونتاج عز الدين وهدان، وتعليق صوتي للإعلامي أحمد مدني، وتنسيق عام د. أرمن مظلوميان.
رحلة ابتكار الحروف الأرمنية
يتناول الفيلم الوثائقي " أبجدية ماشتوتس" رحلة ابتكار الحروف الأبجدية الأرمنية على يد الراهب ميسروب ماشتوتس منذ القرن الرابع الميلادي وكيفية استمرارها حتى الآن. وتعد اللغة الأرمنية من اللغات القديمة الحية التي ما زالت منتشرة في دولة أرمينيا وبين جاليات الأرمن في المهجر بمختلف دول العالم، فقد حافظت اللغة على هوية الأرمن على مر القرون.
يستعرض الفيلم أسرار الأبجدية الأرمنية، والتواصل اللغوي بينها وبين اللغات القديمة، فضلا عن استخدام الحروف كأرقام. كما يأخذنا الفيلم الوثائقي " أبجدية ماشتوتس " في رحلة لأشهر معالم أرمينيا التي انتشرت بها الكتابات الأرمنية مثل الكنائس ودار المخطوطات القديمة المعروفة باسم "الماتينادران " والنصب التذكاري للأحرف الأرمنية وغيرها من معالم.
يقول محمد مندور مخرج الفيلم : رغم الظروف الإنسانية القاسية التي مر بها الأرمن على فترات زمنية عبر تاريخهم من التهجير تارة والغزو تارة أخرى، لكنهم أبوا إلا أن يحملوا معهم في مختلف بقاع العالم ثقافتهم وهويتهم ولغة تظل فريدة في حالتها بين الحضارات في الشرق والغرب. فأرمينيا هي نقطة التقاء اسيا وأوروبا وملتقى حضارات الشرق والغرب، ومن أكثر البلدان التي تنتشر جالياتها حول العالم، فاللغة بالنسبة لمواطنيها ليست مجرد كلمات للقراءة أو الكتابة بل جزء من هوية الأرمن في الداخل أو الشتات حول العالم.
ويختتم مندور قائلا : أبجدية ماشتوتس كانت قديما اداة للأرمن من اجل حفظ هويتهم وثقافتهم وتقاليدهم عبر القرون، و كانت بمثابة دفاع مضاد لأي "عاصفة" أدت إلى تدمير وحدتهم ، فهل يصمد الأرمن وتصمد أبجدية ماشتوتس أمام موجات العولمة والمخاطر التي تهدد هوية الأرمن؟