أثار القرار الأخير المثير للجدل الذي اتخذه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن فرض قيود على الفلسطينيين المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وقال المسؤول في الشاباك ورئيس قسم المرونة الوطنية في معهد السياسات والاستراتيجية بجامعة رايخمان، ليئور أكرمان، إن فرض قيود على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان هو أمر آخر مقلق ومثير للقلق في عملية طويلة وخطيرة لجر البلاد بأكملها إلى الهاوية من قبل قيادة ضلت طريقها وأصبحت مهتمة بشكل أساسي ببقائها السياسي على إعطاء الأولوية لمصالح البلاد والمواطنين.
وفي مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، تحت عنوان "دولة بن جفير: نتنياهو يستسلم وإسرائيل تتجه نحو الهاوية"، قال أكرمان: نتنياهو، الذي يقوده طوال الوقت مجموعة الوزراء المتطرفين في حكومته ويقع تحت رحمتهم السياسية، مستعد لدفع أي شيء يسمح له بالبقاء في منصبه حتى على حساب المساس بأمن إسرائيل مواطنيها".
مجرم أمني متطرف
وهاجم أكرمان وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بين جفير، وقال: نفس بن جفير الذي بدأ رحلته كمجرم أمني، متطرف وخطير، مستعد لإيذاء أي شخص يقف في طريقه لتحقيق رؤية إقامة مملكة يهوذا المتنقلة، مع القضاء على جميع العرب الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية و غزة (وعلى طول الطريق أيضا القضاء على اليساريين العلمانيين الذين لا يدعمون طريقه)، نجح تحت رعاية القانون الإسرائيلي المتراخي وغياب الحكم في شق طريقه إلى القمة السياسية في دولة إسرائيل".
وأضاف: نفس بن جفير، الذي لم يتمكن حتى سنوات قليلة مضت من اجتياز نسبة العتبة، يكتسح حاليا عشرة مقاعد في صناديق الاقتراع، وهو ما لا يمكن تفسيره إلا من خلال اليأس الهائل السائد بين الإسرائيليين الذين هم على استعداد للوثوق به والتخلي عن أمن إسرائيل ومصيرها المتوقع".
وتابع: نفس بن جفير يجر الآن إسرئيل بأكملها نحو فم الهاوية من خلال فرض آرائه على رئيس الوزراء الأسير وجعله يتخذ قرارات خطيرة للغاية على أمن الدولة".
وأكد المسؤول في الشاباك إن قرار نتنياهو وبن غفير بفرض قيود على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى لا علاقة له بالحفاظ على الوضع الأمني.
حرب عالمية دينية
وقال: على الرغم من أن المسجد الأقصى هو المكان الثالث فقط من حيث الأهمية الدينية للإسلام، إلا أنه المكان الأكثر حساسية من حيث الأمن والانفجارات الدينية، لأنها بمثابة نقطة مرجعية لملياري مسلم في العالم.. وأي ضرر يلحق بهذا المكان أو الخوف من محاولة الإضرار به سيؤدي إلى حرب عالمية دينية ووطنية في الشرق الأوسط وخارجه".
وأضاف: لكن هذا لا يزعج بن جفير حقا، لأن لديه في الواقع مصلحة في إثارة هذا النوع من الحرب العالمية، حرب مقتنع فيها بحسب إيمانه ورؤيته بأن اليهود سينتصرون، وتؤدي في النهاية إلى اختفاء جميع علامات المسلمين من جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، دون الأخذ في الاعتبار بالطبع أن دولة إسرائيل ستختفي أيضا على طول الطريق".