الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما معنى وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد؟.. أسرار الآية 8 من سورة البروج

ما معنى «وما نقموا
ما معنى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد»؟

ما معنى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد»؟، سؤال أجابه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، حيث إن الله سبحانه وتعالى لا مثيل له، لا في قدرته ولا في خلقه ولا في حكمته ولا في إبداعه، فهو سبحانه تعالى استوفى صفات الكمال كلها، وهو حقيق بالحمد منا من أجل تفرده في عليائه، وهو ما يبين معنى الاسم الحسن الذي ختم الله به هذه الآية حيث ﴿العزيز الحميد﴾ أي يحمده الحامدون، على كماله حمدا مستغرقا لا نهاية له كما أن كمالاته لا نهاية لها. 

ما معنى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد»؟

وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: «هو سبحانه لا يحتاج إلى الدليل يقام عليه فهو أظهر من الدليل، ومن المستدِل ومن المستدَل ليه، هو سبحانه وتعالى رب العالمين فهو يستحق منا الحمد فهو حميد».

وأضاف: ثم يعقب ربنا هذه الآية بقوله سبحانه : ﴿اللَّهِ الَّذِى لَهُ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾ [إبراهيم :2]، وكأن تلك الآية إجابة عن سؤال المنافقين المتهكمين حيث يقولون : ومن العزيز الحميد ؟ فيجيبهم ربهم بتلك الآية التي تشتمل على المفاصلة، والقوة، والقرع، كلام صدر عن رب العالمين لعباد تحت قهره قادر على إفنائهم عاجلا أو عاجلا في الوقت الذي يشاء، كلام تهتز له القلوب –إن كانت مؤمنة- كلام تهفو إليه الأرواح لو أسلمت لله رب العالمين أنفسها وذاتها وكينونتها، فهو قول فصل لا هزل فيه، قال تعالى : ﴿إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾.

وأردف: كأن قارئ تلك الآية التي يجيب الله بها على المنافقين يتساءل بعد ذلك، وما من هؤلاء الكافرين الذين لهم عذاب شديد، وما صفتهم، فتخبر الآية التي تليها بالإجابة، فيقول سبحانه : ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِى ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم :3] والألف والسين والتاء تدخل للطلب، فهم يطلبون الدنيا ويتفننون في طلبها، لا من أجل قوة ينشرون بها الحق كما أمر الله سبحانه وتعالى، ولا من أجل حقيقة يريدون أن يوجهوا الخلق إلى الله فيها، بل إنهم يستحبون الحياة الدنيا للشهوات والعلو في الأرض والإفساد فيها، والله سبحانه وتعالى لا يحب ذلك، قال تعالى : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾ .

ما معنى «وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد»؟

كما أوضح الطبري في تفسيره قوله: ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: وما وجد هؤلاء الكفار الذين فتنوا المؤمنين على المؤمنين والمؤمنات بالنار في شيء، ولا فعلوا بهم ما فعلوا بسبب، إلا من أجل أنهم آمنوا بالله، وقال: ( إلا أن يؤمنوا بالله ) لأن المعنى إلا إيمانهم بالله، فلذلك حَسُنَ في موضعه ( يؤمنوا ) ، إذ كان الإيمان لهم صفة ( الْعَزِيزِ ) يقول: الشديد في انتقامه ممن انتقم منه ( الْحَمِيدِ ) يقول: المحمود بإحسانه إلى خلقه.