ورد سؤال يقول صاحبه هل يجوز ترك المعصية خشية العقاب في الدنيا ؟ .. قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، أنه يجوز ترك المعصية خشية العقاب العاجل في الدنيا قبل الآخرة، لافتا إلى أن القرآن الكريم ملئ بالآيات التي تحذر من عقوبات الدنيا .
وأضاف الأطرش ل" صدى البلد " : يشترط في ترك المعصية النية في حصول الثواب والأجر على الترك، إلا أن بعض العلماء ذكر احتمالا أن يثاب المسلم على ترك المعصية ولو دون نية.
[[system-code:ad:autoads]]
وتابع أن من ترك المعصية خوفا من أن يمرض أبنائه أو يمرض والديه أو زوجته ، فهذا سوء ظن بالله عز وجل ، لأن الله لا يعاقب شحص بجرم شخص آخر .
هل الذنوب تضيع ثواب الصلاة والصدقة
وقال الدكتور مجدي عاشور ، المستشار السابق لمفتي الجمهورية في فيديو مسجل ، ردا على السؤال : “مفيش حاجة اسمها بتضيع أجر الصلاة والصدقة”.
وأضاف مجدي عاشور : لدينا ميزان للحسنات وميزان للسيئات الذي يكون للذنوب، والنبي علمنا شيئا جميلا جدا -وهذا ليس معناه اللجوء إلى المعصية فمن الأول عليك أن تنوي عدم القصد الوقوع فى المعصية وبعد ذلك لو وقعت منك فلا تخاف لأن عندك رب رحيم- حيث قال “إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة”.
ونوه عاشور، بأننا عندنا مربع من 4 أضلاع أضلاع منه واحد حسنة واحد آخر حسنة وواحد 10 حسنات والضلع الأخير سيئة، فلا تخاف من أن سيئة تقف أمام 12 حسنة.
وتابع: المهم إنك إذا فعلت ذنبا عليك بالتوبة، فالتوبة طاعة فلو تبت وعملت حسنات حتى لو ذكرت الله أو تصدقت بشيء بسيط أو طبطبت على أحد أو ابتسمت في وجهه، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
كيف أكفر عن ذنب كبير ارتكبته
قال الدكتور محمد عبدالسميع، مدير إدارة الفروع الفقهية بدار الإفتاء، إن من ارتكب ذنبا أو إثما يغضب الله عنه، عليه أولا بكثرة الاستغفار والتوبة ومزاحمة المعاصي بالطاعات والإصرار على عدم الرجوع إلى هذا الذنب ورد المظالم إلى أهلها.
وأوضح«عبدالسميع» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحته الرسمية على فيس بوك، ردا على سؤال: كيف تكفرعن ذنب كبير ؟ أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله ، إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن آتيها ، فأنا هذا ، فاقض في ما شئت .
وأكمل: فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك ، فلم يرد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - [ شيئا ]، فانطلق الرجل فأتبعه رجلا فدعاه، فتلا عليه قول الله تعالى: « وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذٰلك ذكرىٰ للذاكرين (114 »، فقال رجل : يا رسول الله ، هذا له خاصة ؟ قال : " لا ، بل للناس كافة " رواه مسلم والبخاري.