الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«تراثنا يكفي ألف منشد إذا حفظوه».. محطات في ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليل

الشيخ ممدوح عبدالجليل
الشيخ ممدوح عبدالجليل

تحل اليوم الإثنين، ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليل، الذي رحل في مثل هذا اليوم قبل سبعة عشر عامًا. 

ذكرى الشيخ ممدوح عبدالجليل 

بدأت قصة الشيخ ممدوح عبدالجليل مع الإنشاد منذ صغره، إذ كان يحضر حلقات الذكر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وكان الناس وقتها يطلبون منه تلاوة القرآن والإنشاد، ليظل حتي الخامسة عشرة من عمره يجوب المساجد الكبري وحفلات الكبار، يقرأ القرآن، وينشد أشعار التراث والمتصوفة.

لم يكن وقتها التحق بأي مدرسة، ولم تزد ثقافته علي الكتاب والسماع، وحينما بلغ السادسة عشرة التحق بمعهد القراءات في الأزهر، وكان وقتها حافظاً لربع القرآن، درس النحو والصرف، ثم بدأ في تدريسه، وعقد اتفاقية مع تلاميذه، أن يعلمهم النحو والصرف، وأن يحفظوه القرآن، وهكذا حفظ القرآن وختمه وهو في العشرين من عمره.

كانت صحبته للشيخ زكريا أحمد فارقة في تحديد مساره، إذ اكتشف كل من حوله حلاوة صوته، لكنه لم يفكر في احتراف الغناء أو الإنشاد، واكتفي بعد تخرجه في المعهد بوظيفة مقيم شعائر في وزارة الأوقاف، علي أن يشبع موهبته في الإنشاد من خلال حلقات الذكر والحفلات والموالد.

تبدلت حياة الشيخ ممدوح عبدالجليل حينما عرضت عليه إحدي شركات إنتاج الشرائط الدينية إنتاج ألبومات له، وافق وبدأ التسجيل، وتوزيع الشريط في الأسواق، فحقق ربحاً كبيراً، لكن أصحاب الشركة لم يعطوه إلا مبلغاً زهيداً، ومن وقتها اعتزل الكاسيت، واقتصر نشاطه على الحفلات فحسب. 

ويقول الشيخ ممدوح عبدالجليل عن هذه الفترة: تقدمت بعدها للإذاعة، وتم اختياري كمبتهل ونجحت، بعدها تطور الأمر إلى تلاوة القرآن والإبتهالات والتواشيح، وأصبحت معتمداً في الإذاعة مطرباً دينياً من عام 1992، ومن وقتها لم أقدم سوي لحنين فقط، وكأن الإذاعة التي اعتمدتني ترفض الاعتراف بي، عملت بعدها في الأوبرا ووصلت إلي رئيس فرقة الإنشاد الديني فيها، وذلك عام 1990، واستمر عملي بهما حتي عام 1995 ثم تركتهما، لأنني اكتشفت أنهم لا يريدون ديناً حقيقياً، فلم يكن أحد يهتم بنا، وفي الوقت الذي كانوا فيه يعاملون فرق البالية والموسيقي باحترام، ويخصصون لهما غرفاً يجرون فيها بروفاتهم، كانت فرقة الإنشاد الديني برئاستي تجري بروفاتها في الكافتيريا، كما أنهم تسببوا في خسارتي 12 ألف جنيه، إذ اتفقوا معي علي إحياء حفل المولد النبوي، وقمت بإحضار الفرقة وإجراء بروفات والإعتذار عن أكثر من حفل، وقبل الحفل بأقل من 24 ساعة أبلغوني بالغائه دون سبب واضح، لذا فضلت الإنسحاب من الأوبرا.

وفي حوار أجراه قبيل رحيله قال الشيخ ممدوح عبدالجليل: يؤكد تراثنا يكفي ألف منشد إذا حفظوه، لكن قلة المنشدين وأيضاً الجمهور قضت علي التراث وأي محاولة لإحيائه، وأصبح المنشد مجرد بركة في بعض حفلات أثرياء الصعيد، وضاع فنهم وسط زحمة الموسيقي والغناء.

ويقول: لا أشعر بتقدير أو بأنني حصلت علي حقي، فهناك الكثير من المطربين أصحاب الأصوات النشاز أشهر وأغني مني بمراحل، ولا أعرف السبب، هل هو عيب مني أنني لم أركب موجة الهلس، أم أنه عيب وسائل الإعلام التي ساهمت بدور كبير في موت الدين والتراث، في حين أن الدول العربية تهتم بالمنشدين والتراث الديني الذي يقدمونه.