تحتدم العمليات القتالية على الأرض بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل مدن وبلدات قطاع غزة منذ 71 يوما، فيما نحج مقاتلو القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في خداع ضباط وجنود الاحتلال خلال توغلهم البري داخل القطاع حتى يتمكنوا من قنصهم والقضاء عليهم.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، أن حركة "حماس" استعانت بدمى أطفال تنطق باللغة العبرية في محاولة لاستدراج الجنود الإسرائيليين إلى كمائن في حرب غزة، مشيرة إلى أن مقاتلي "حماس" وضعوا بعض الدمى للأطفال وفي أحيان أخرى دمى لأشخاص بالغين بالقرب من فتحات للأنفاق.
[[system-code:ad:autoads]]
الدمى تتكلم العبرية
وتصدر هذه الدمى كلاماً باللغة العبرية وفي بعض الأوقات تبكي، وباستعمال مكبرات الصوت يصل الكلام إلى مدى خارج المكان، لإيهام الجنود الإسرائيليين بوجود محتجزين في المكان، بحسب الصحيفة، حيث "يشكل الكلام بالعبرية والنحيب أمراً جاذباً للقوات الإسرائيلية، التي تؤكد أن استرداد المحتجزين أبرز أهداف الحرب".
ونشرت الصحيفة عدداً مما قالت إنَّها دمى وحقائب أطفال عثرت عليها القوات الإسرائيلية في غزة، بالإضافة إلى مكبرات صوت، فيما نقلت عن الجيش، أن جنوده كشفوا حيلة "حماس" أثناء عمليات مسح ميداني في قطاع غزة، حيث عثروا على ممر يؤدي إلى شبكة أنفاق تحت الأرض.
وتتواصل عملية الخداع وكان الجزء الثاني من خطة "حماس" لاستدراج الجنود، عبارة عن وضع ألغام فرب فتحة النفق، لتفجيره لدى اقتراب العسكريين الإسرائيليين، وفقاً للإعلام العبري.
وكانت حركة "حماس" قد أعلنت مسؤوليتها بالفعل في الحرب الحالية التي مر على اندلاعها 71 يوماً، عن تفجير عدة فتحات أنفاق في الجنود الإسرائيليين، فيما تعتقد قوات الاحتلال أن الأنفاق سلاح استراتيجي لدى "حماس"، تستعمله لاحتجاز الأسرى الإسرائيليين، ويتمركز فيها قادة الحركة.
من جانبه دعا بيان مشترك صادر، الجمعة، عن السعودية وإيران والصين إلى "الوقف الفوري" للعمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الدول الثلاث أبدت قلقها "تجاه استمرار الأوضاع الجارية في قطاع غزة كتهديد للأمن والسلم في المنطقة وعلى الصعيد الدولي"، فيما دعا البيان لـ"إغاثة المدنيين بشكل مستدام، ومعارضة التهجير القسري للفلسطينيين".
وأكدت الدول الثلاث، في ختام الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية الصينية الإيرانية في بكين، أن "أي ترتيب حول مستقبل فلسطين يجب أن يجسد إرادة الشعب الفلسطيني، وعلى دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره".
القضاء على 3 رهائن
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قواته قتلت ثلاث رهائن "عن طريق الخطأ" في غزة، بعدما اعتقدت أنهم يشكلون "تهديدا"، قائلا في بيان "خلال القتال في الشجاعية، حدد الجيش عن طريق الخطأ ثلاث رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدا، نتيجة لذلك، قامت القوات بإطلاق النار عليهم وقتلوا"، معربا عن "الندم العميق على الحادث المأسوي".
وأوضح الجيش في بيانه أن القتلى هم، يوتام حاييم، من كيبوتس كفار عزة وسامر طلالقة من كيبوتس نير عام ، وقد تم إخطار عائلة الرهينة الثالثة وطلبت عدم نشر اسمه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن" هذه منطقة قتال نشطة دار فيها قتال مستمر خلال الأيام القليلة الماضية، وقد تم تعلم استخلاص دروس فورية من هذا الحادث، والتي تم نقلها إلى جميع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الميدان".
فيما قال متحدث باسم شبكة "الجزيرة"، إن مصوِّرها سامر أبو دقة قُتل، الجمعة، في جنوب قطاع غزة، والذي أُصيب مع مراسلها وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما قصف مدرسة، ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى أبو دقة، لنقله للعلاج.
من جانبه قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، إنه مر سبعون يوما على الحرب الإسرائيلية على غزة من دون أنّ تحقّق إسرائيل أياً من أهدافها التي أعلنتها أو تُحقّق الانتصار الذي تأمل في تحقيقه ومن دون أن تستسلم حركة "حماس" أيضاً، وما زالت رحى الحرب دائرة وسط مطالبات أميركية بإنهائها عبر قرار إسرائيلي أو من خلال استسلام "حماس"، كما طلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ذلك قبل أيام.
وأكد أديب، أن كل المؤشرات تذهب إلى قرب انتهاء الحرب، ولكن إسرائيل تبحث عن انتصار ولو كان زائفًا، مشيرا إلى أن الضغوط الأميركية باتت أكبر على الحليف الاستراتيجي لوقف إطلاق النّار، وما زالت إسرائيل ترفض قبوله أو حتى إنهاء الحرب من دون أن تُحقّق أهدافها المعلنة والمتضاربة في الوقت نفسه.
إسرائيل تقاتل أشباحا
وأشار أديب إلى أن إسرائيل تضع أهدافا معلنة من وراء هذه الحرب مثل القضاء على "حماس" وتحرير الأسرى؛ ولعلهما هدفان متناقضان؛ فإذا قضت إسرائيل فعلياً على "حماس" لن يكون هناك أسرى إسرائيليون، والحفاظ عليهم يعني التفاوض مع الحركة وليس القضاء عليها، وإذا تمّ التفاوض مع الحركة بشأن خروجهم، فهذا يعني انتصاراً لـ"حماس"، كما أنّه لا يعني تحقيق هدف القضاء عليها!.
وتابع أديب: لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أياً من الأهداف الثلاثة المعلنة والمرتبطة كلها إما بتحرير أسراها أو الانتصار على "حماس" أو القضاء على حكمها في غزة، ورغم ذلك طالبت تل أبيب "حماس" بالاستسلام، بل ورفع المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان لافتة كتب عليها رقم هاتف يحيى السنوار، مسؤول "حماس" في غزة، مطالباً المجتمعين في الأمم المتحدة بالتواصل معه لإنهاء الحرب، مع أنّ إسرائيل توعّدت بقتله قبل سبعين يوماً.
واختتم أديب: الحرب لم تحقق لإسرائيل شيئاً على الأقل حتى هذه اللحظة، فجزء من أزمة إسرائيل في هذه الحرب أنّها تُحارب أشباحاً يسكنون في قلب الأرض، لا يحضرون في مكاتب ولهم أرقام هواتف يُعلنها جلعاد في المقر الأممي قبل أيام، وإنما يوجدون في شبكة أنفاق فشلت إسرائيل في الوصول إليها أو في تفجيرها أو في غمرها بالمياه كما صرّحت أكثر من مرّة في وسائل الإعلام المختلفة.