يتواصل العدوان على غزة بشكل كبير من قبل الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 وذلك بعد أن نفذت حركة حماس عملية طوفان الأقصى.
تُرك ينزف لمدة 6 ساعات
وتستمر الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين الذين يسعون لتغطية الأحداث ونشر الحقائق، حيث كان آخر هؤلاء الصحفيين استهداف الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة، بشظايا اخترقت جسده خلال انفجار وقع بالقرب منه خلال تغطيته للأحداث في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن إصابته.
[[system-code:ad:autoads]]
كما طال الاستهداف مصوّر القناة سامر أبو دقة الذي استشهد بعد تركه محاصرا داخل مدرسة حيفا لمدة ٦ ساعات إثر عدم نقله إلى المستشفى.
وقال متحدث باسم شبكة الجزيرة الفضائية إن مصوِّرها سامر أبو دقة قُتل، اليوم الجمعة، في جنوب قطاع غزة.
وذكرت الجزيرة، في بيان ، أن أبو دقة أُصيب مع مراسلها وائل الدحدوح، خلال تغطيتهما قصف مدرسة، ولم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إلى أبو دقة، لنقله للعلاج.
وأكد المتحدث أن رجال الإنقاذ تمكنوا للتوّ من انتشال جثة المصور سامر أبو دقة.
وأوضحت الجزيرة أن الصحفيين أُصيبا بصاروخ أطلقته طائرة مسيَّرة على مدينة خان يونس، جنوب غزة.
وقال المراسل وائل الدحدوح، لوكالة الصحافة الفرنسية» من مستشفى ناصر في خان يونس: “كنّا نقوم بتغطية آثار غارة إسرائيلية أنا والمصور سامر أبو دقة، وسط خان يونس، بعدما أحدثت قتلى وجرحى”.
وأضاف: “كان طاقم الدفاع المدني قد وصل قبلنا، وفي طريق عودتنا قامت مُسيّرة إسرائيلية بإطلاق صاروخ أُصبتُ بشظاياه في ذراعي اليمنى وفي خاصرتي”.
مقتل 89 صحفياً في غزة
قال إسماعيل الثوابتة مدير مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يستهدف بشكل متعمد طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي في جريمة مكتملة الأركان ومخالفة للقانون الدولي.
وتابع الثوابتة، خلال بيان صحفي، أن استهداف وإصابة وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة وسامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة، يأتي في إطار ترهيب وتخويف الصحفيين ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية الفاضحة لجرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين.
وأوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي، أن جيش الاحتلال قتل خلال الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 89 صحفياً، واعتقل 8 صحفيين وأصاب العديد منهم، ما يدلل على أن الصحفيين والإعلاميين في دائرة القتل والاستهداف المتعمد.
وطالب كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية بإدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال.
كما طالبهم جميعاً بلجم الاحتلال المجرم، والضغط عليه لوقف هذه الحرب الإجرامية ضد الصحفيين وضد المدنيين والأطفال والنساء.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد نشر الإثنين الماضي قائمة بأسماء 86 صحفيًا وصحفية اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة، المستمرة منذ السابع من أكتوبر، في محاولة من الاحتلال لتغييب الرواية الفلسطينية وطمس الحقيقة.
وقال المكتب، في بيان صحفي، الإثنين: «الاحتلال وبكل تأكيد سيفشل في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني العظيم».
فيما كشفت الأرقام والتقارير الدولية عن واقع صادم، حيث يتعرض الصحفيون في غزة للاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلى، إذ تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية الصحفيين بشكل مباشر أثناء تغطيتهم للأحداث في غزة، تشمل هذه الاستهداف القصف المباشر للمؤسسات الإعلامية ومراكز البث والصحفيين أنفسهم، ويعتبر هذا الاستهداف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى والأعراف الإنسانية، حيث يحظر استهداف الصحفيين وقت الحروب.
أكبر جريمة بحق الصحفيين
أعلن خالد البلشي نقيب الصحفيين، استشهاد المصور سامر أبو دقة بعد أكثرمن 5 ساعات ونصف من إصابته مع زميله وائل الدحدوح، مضيفا أنه تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إليه بمكان إصابته وترك لينزف بمحيط مدرسة فرحانة في خانيونس جنوبي قطاع غزة، في جريمة حرب متكاملة الأركان .
وطالب بفتح تحقيق دولي في استهداف الصحفيين الفلسطينيين وناقلي الحقيقة في غزة وإحالة مجرمي الحرب الصهاينة إلى المحاكمة الجنائية الدولية بعد ارتقاء ما يقرب من 90 صحفيا فلسطينيا في أكبر جريمة حرب بحق الصحفيين في التاريخ الحديث.
وتابع: "لازال الصحفيون الفلسطينيون يضربون المثل في البطولة ويعيدون الاعتبار لمهنة الصحافة، ويقدمون للعالم نموذجا كيف تكون صحفيا مهنيا وناقلا للحقيقة وكيف ترسي بمهنيتك قواعد راسخة للدفاع عن الحق والقضايا الإنسانية.. المجد للمقاومة .. المجد لناقلي الحقيقة.. عاشت فلسطين حرة".
وفي وقت سابق أعرب الاتحاد الدولى للصحفيين عن قلقه إزاء عدد الإعلاميين الذين قتلوا خلال عام 2023، حيث حصدت حرب غزة أرواح أكبر عدد من الصحفيين قتلوا في نزاع واحد منذ أكثر من 30 عاما، وفى إحصائه السنوى لوفيات العاملين في مجال الإعلام، كشف أن 94 صحفيا قتلوا حتى الآن هذا العام وتم سجن ما يقرب من 400 آخرين، داعيا إلى توفير حماية أفضل للعاملين في مجال الإعلام ومحاسبة مهاجميهم.
وطالب رئيس الاتحاد الدولى للصحفيين دومينيك برادلى، بـوضع معيار عالمى جديد لحماية الصحفيين والإنفاذ الدولى الفعال، وذكر الاتحاد أن 68 صحفيا «آخر إحصائية للاتحاد الدولي للصحافة»، قتلوا وهم يغطون العدوان الإسرائيلى على غزة، أي أكثر من صحفى واحد في اليوم و72% من إجمالى وفيات الإعلاميين في جميع أنحاء العالم، ومعظمهم كانوا صحفيين فلسطينيين في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها، مؤكدة أن الحرب في غزة أكثر فتكا بالصحفيين من أي صراع آخر منذ أن بدأ الاتحاد بتسجيل الصحفيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم في عام 1990.