تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية، موقفاً واضحاً داعما لإسرائيل منذ اشتعال الصراع مع الفصائل الفلسطينية، وتكررت الزيارات الأمريكية منذ اشتعال الأوضاع في غزة يوم 7 أكتوبر، وفي ظل جهود أمريكية مستمرة لتقديم المساعدة لإسرائيل في مواجهة التصعيد المستمر مع حماس، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فجر الخميس إلى تل أبيب، في زيارته الثالثة خلال أقل من شهر، ويجري بلينكن اجتماعات بالقادة الإسرائيليين لمناقشة الهدنة المؤقتة وتعزيز المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وزير الخارجية الأمريكي في تل أبيب
وبحسب وكالة "رويترز"، قال مسؤول فلسطيني إن بلينكن، الذي يقوم بزيارته الثالثة للمنطقة منذ هجوم "حماس" في 7 أكتوبر على إسرائيل، من المتوقع أن يزور الضفة الغربية المحتلة حيث من المرجح أن يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت مصادر عبرية، إن "مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، بدأت مناقشات مصيرية بشأن اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وتم تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة بين "حماس" والحكومة الإسرائيلية قبل دقائق من انتهاءها صباح اليوم الخميس في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي.
ومن جانبه، قال أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، إن الهدنة في غزة أثبتت نجاحها، معربا عن أمله في استمرارها.
وقال بلينكن خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن واشنطن تؤيد إسرائيل بقوة وتدعم حقها في الدفاع عن نفسها.
وأضاف بلينكن: "يسعدني أن أرى وجود أمريكي آخر بين الرهائن المحررين في غزة".. ووقف القتال أثبت نجاحا في تأمين تحرير رهائن وتسليم مساعدات إنسانية لغزة، ونريد لذلك أن يستمر".
تغيرات في المشهد الفلسطيني الإسرائيلي
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور حامد فارس،إن زيارة بلينكن لتل أبيب تمثل أهمية كبيرة نتيجة انها تأتي بعد تغيرات كبيرة حدثت في المشهد الفلسطيني الإسرائيلي وبعد إقرار.
وأضاف فارس في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه الزيارة تأتي للعمل على خفض التصعيد والسعي في تحجيم الحرب في المنطقة على اعتبار انه لابد ان تتوقف إسرائيل عن استمرار اجتياحها البري لقطاع غزة ومحاولة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع سواء تهجيرا داخليا او حتى تهجيرا كليا لنزوح او تهجير قسري لهم لسيناء المصرية والضفة الغربية الي الأردن.
وتابع: فهذه الزيارة لابد ان تنعكس بشكل إيجابي، معقبا: أرى أن زيارة بلينكن لتل ابيب سيكون هناك اهداف محددة وواضحة وهي العمل على ألا تتوسع رقعة الصراع والعمل وبشكل كبير وتقديم أوجه الدعم لإسرائيل ولكن في إطار الحرص على عدم اتساع رقعة الصراع وأيضا ستكون هناك رؤى متغيرة خاصة وان هذه الزيارة ستاتي بعد الكثير من المواقف الإيجابية للعالم وقرار مجلس الامن رقم 27 /12 الذي يقضي بهدنة إنسانية وأيضا قرار الجمعية العامة الذي يقضي أيضا بهدنة إنسانية وهو ما تحقق على واقع الفعل.
واختتم حديثة قائلا: وبالتالي الإدارة الامريكية لابد ان تتحرك بدورها المحوري على العمل على وقف إطلاق النار وتهدئة الأجواء في منطقة الشرق الأوسط.
وكتب بلينكن على منصة "إكس": "أسعدني أن أرى وجود أميركي آخر بين الرهائن المحررين في غزة". وأضاف "وقف القتال أثبت نجاحا في تأمين تحرير رهائن وتسليم مساعدات إنسانية لغزة، ونريد لذلك أن يستمر".
وكان مصدر مطلع على المفاوضات أبلغ وكالة أنباء العالم العربي بأن الولايات المتحدة لعبت دورا حاسما في الضغط على إسرائيل لتمديد التهدئة يوما آخر.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن القادة الإسرائيليين لمناقشة تمديد الهدنة المؤقتة التي شهدت قيام المقاتلين في غزة بإطلاق سراح أسرى، وقيام إسرائيل بالإفراج عن فلسطينيين من سجونها، إلى جانب سبل تعزيز المساعدات الإنسانية لغزة.
بلينكن قال في وقت سابق، إنه سيعمل خلال زيارته لإسرائيل على استمرار الهدنة في غزة، مضيفا أن استمرار الهدنة في قطاع غزة يعني دخول المزيد من المساعدات.
يأتي ذلك فيما بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، جهود استعادة المحتجزين والهدنة المؤقتة في غزة.
وتتركز جهود الوسطاء الدوليين حالياً (الولايات المتحدة وقطر ومصر) الذين عقدوا على مدى الأسابيع الماضية لقاءات حثيثة من أجل التوصل لاتفاق الهدنة المؤقت وصفقة تبادل الأسرى، الذي أبصر النور يوم الجمعة الفائت، على حث كل من حماس وإسرائيل على توسيع نطاق مفاوضاتهما بشأن ملف الأسرى، والذي اقصر حتى الآن على النساء والأطفال، بحيث يشمل الاتفاق إطلاق سراح رجال وعسكريين إسرائيليين أيضاً، فضلا عن مناقشة تمديد وقف إطلاق النار "لفترة أطول" مع الأخذ في الاعتبار الطلب الإسرائيلي القاضي بأن تطلق حماس ما لا يقل عن 10 أشخاص يومياً.
وأدّى اتفاق الهدنة إلى وقف مؤقت للقتال الذي بدأ في 7 أكتوبر عندما هاجم عناصر من حماس إسرائيل من قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالى 240 آخرين، وفق السلطات الإسرائيلية.
وأدّت حملة القصف الجوي والبري والبحري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل ما يقرب من 16 ألف شخص، معظمهم أيضًا من المدنيين، وحولت أجزاء كبيرة من شمال القطاع إلى أنقاض.