الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكسل.. وما السورة التي تمنعه؟

ماذا قال الرسول صلى
ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكسل؟

يبحث الكثيرون عن جواب سؤال: ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكسل؟، حيث استعاذ صلى الله عليه وسلم من آفات الجسد، وآفات الدين لما ينشأ عنهما من مفاسد في الدين والدنيا والآخرة، وقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يتعوذ من العجز والكسل فيقول: «اللهم إن أعوذ بك من العجز والكسل». العجز عدم القدرة، الكسل عدم الإرادة، فلماذا تعوذ الرسول من الكسل؟ هذا ما نجيب عليه.

ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكسل؟

الاستعاذة من الكسل مما يستحب تكراره صباحا مساء، فعن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر. رواه مسلم.

وأما عن السورة التي تمنع الكسل فهي المعوذتين عن ابن عابس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا ابن عابس، ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هاتين السورتين. رواه النسائي وأحمد.

وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق ـ وقل أعوذ برب الناس. رواه مسلم.

كما ورد عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترمذي وقال: حسن غريب  والنسائي وابن ماجه.

حكم تارك الصلاة كسلا؟

وقد يتسبب الكسل في ترك الصلاة وهو خطر عظيم، حيث قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه أجمع العلماء على أن تارك الصلاة جحودًا لفرضيتها كافر مرتد يستتاب، واستثنى من ذلك من أنكرها جاهلا لقرب عهده بالإسلام أو نحوه فليس مرتدًا.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه بالنسبة لمن تركها كسلًا وتهوانًا بشأنها، فقد اختلف العلماء في شأنه، فذهب الشافعية والمالكية أنه وقع في أعظم الكبائر التي تستوجب حد القتل، وذهب الحنابلة أنه يدعى إلى الصلاة ويحبس ثلاثة أيام ويدعى إليها في كل أذان ويهدد بأنه إن لم يصل قتل، فإذا أبى طوال فترة الاستتابة قتل كافرًا، وقيل حدًا.

وأضاف أن حاصل هذه الأقوال أن تارك الصلاة على خطر عظيم، واتفق الفقهاء على أنه وقع في أعظم الكبائر على الإطلاق بعد الشرك بالله، نسأل الله أن يتوب على عصاة المؤمنين ويردهم إلى دينهم ردًا جميلًا، منوهًا بأن تعريف الصلاة في اللغة : هي الدعاء والعطف، وفي اصطلاح الفقهاء  : هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة.

وتابع: والأقوال هي: «تكبيرة الإحرام ـ قراءة الفاتحة ـ التشهد الأخير والصلاة على النبي -صلى الله ليه وسلم-  فيه ـ التسليمة الأولى»، أما الأفعال فهي : «النية ـ القيام ـ الركوع ـ الاعتدال ـ السجود ـ الجلوس بين السجدتين ـ الجلوس الأخير ـ الترتيب».

وبين في حكم الصلاة، أنها واجبة على كل مسلم ومسلمة، وهي آكد الفروض بعد الشهادتين وأفضلها، وأهم أركان الإسلام الخمسة، قال النبي -صلى الله ليه وسلم-: « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان » [رواه البخاري ومسلم] وقد فرضها الله على نبيه -صلى الله ليه وسلم- قبل الهجرة، وأول ما فرضت فرضت خمسين صلاة، وبمراجعة الرحمة المهداة -صلى الله ليه وسلم- صارت خمسا في العمل وخمسين في الأجر؛ إكراما من الله لرسوله -صلى الله ليه وسلم- وأمته.

كما قال الإمام النووي في "المجموع" (3/ 14، ط. دار الفكر): [إذا ترك الصلاة جاحدًا لوجوبها، أو جحد وجوبها ولم يترك فعلها في الصورة فهو كافر مرتد بإجماع المسلمين ... ويترتب عليه جميع أحكام المرتدين، وسواء كان هذا الجاحد رجلًا أو امرأة، هذا إذا كان قد نشأ بين المسلمين، فأما من كان قريب العهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة من المسلمين بحيث يجوز أن يخفى عليه وجوبها، فلا يكفر بمجرد الجحد، بل نعرفه وجوبها، فإن جحد بعد ذلك كان مرتدًّا] اهـ.

وأما إن ترك الصلاة تكاسلًا مع اعتقاده وجوبها -كما هو حال كثير من الناس- فإنه لا يكفر، بل يفسق ويستتاب من قِبل القضاء، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي -راجع: "منح الجليل شرح مختصر خليل" (1/ 195، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 612، ط. دار الكتب العلمية)- وجماهير السلف والخلف، ودليلهم عموم قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، فالآية تثبت أن الذنب الوحيد الذي قطع الله عز وجل بعدم غفرانه هو الشرك بالله، أما ما دون ذلك فقد يغفره الله، وترك الصلاة تكاسلًا دون جحود ذنب دون الشرك بالله.

ومن الأدلة على عدم تكفير تارك الصلاة تكاسلًا أيضًا، ما أخرجه أبو داود والنسائي ومالك في "الموطأ" عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه بقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «خَمْسُ صَلَواتِ كتَبهنَّ اللهُ على العِباد، فمن جاءَ بهن لم يُضَيعْ منهُن شيئًا استخفافًا بحقهنَّ كان له عندَ الله عَهدٌ أن يُدْخِلَه الجَنَّة، ومَنْ لم يأتِ بهِن، فلَيسَ له عندَ الله عهد: إن شاءَ عَذبه، وإن شَاءَ أدْخَلَه الجَنة».

فتاركها كسلًا هنا أمره مفوض إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة، وهذا دليل على عدم كفره، ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه، ولو كان كافرًا لا يغفر له لم يرث ولم يورث.

أعاني من الكسل في العبادة ماذا أفعل؟

قالت دار الإفتاء في جواب سائل يعاني الكسل: عليك بتقوى الله عز وجل، فكلما ابتعدت عن الذنوب والتقصير في حقِّ الله كلما يسَّر الله لك النشاط والقرب منه؛ يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].

كذلك عدم التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير.

وأيضا عليك بهذا الدعاء؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".


-