الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خوفًا من الثعابين.. اكتشاف أغرب مقبرة فرعونية تثير حيرة العلماء

صدى البلد

اكتشف علماء الآثار مقبرة غنية بالزخارف لشخصية مصرية قديمة مليئة بالتعاويذ السحرية التي تهدف إلى الحماية من لدغات الثعابين.

 

وتم اكتشاف المقبرة، التي يعتقد أنها تعود إلى منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، خلال أعمال التنقيب التي أجريت في أبريل ومايو في موقع أبو صير الأثري، التابع للمعهد التشيكي لعلم المصريات (CIE) بجامعة تشارلز في براغ، الذي قاد التحقيقات.

يعد أبو صير هو مجمع هرمي قديم يقع في شمال مصر بين المواقع الأثرية الهامة في الجيزة وسقارة، حيث تضم الأخيرة مقبرة شاسعة.

 

وتقع المقبرة المكتشفة حديثًا في الجزء الغربي من أبو صير، وكانت بمثابة مقبرة تضم المثوى الأخير لكبار المسؤولين والقادة العسكريين من الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين في مصر القديمة.
 

وقال ميروسلاف بارتا، عالم الآثار بالمعهد التشيكي الذي قاد أعمال التنقيب، لمجلة نيوزويك: "إن مقبرة في غرب أبو صير هي واحدة من أكبر المقابر المعروفة في مقابر أبو صير وسقارة".

 

تنتمي المقبرة إلى شخصية بارزة لم تكن معروفة من قبل، عاشت خلال فترة مضطربة في التاريخ المصري القديم عندما غزت القوات الفارسية المنطقة، وفقًا لعلماء الآثار في المعهد التشيكي، وكان صاحب المقام الرفيع كاتبًا ملكيًا.
 

وقال لاديسلاف باريش، أحد علماء الآثار، في بيان صحفي: "إنها مقبرة ذات زخارف غنية ومتوسطة الحجم، وكان صاحبها، يشغل منصب كاتب ملكي"، مضيفًا: "هذا الاكتشاف الجديد، إلى جانب اكتشافاتنا السابقة من موقع التنقيب هذا... سوف يلقي مزيدًا من الضوء على التغيرات التاريخية التي حدثت في مصر في الأوقات المضطربة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد".

ويبدو أن الجزء العلوي من المقبرة، الواقع فوق سطح الأرض، قد تم تدميره في العصور القديمة،  لكن غرفة الدفن، الموجودة في الجزء السفلي من العمود الأساسي على عمق حوالي 50 قدمًا تحت الأرض، مزينة بشكل غني بالنصوص والأعمال الفنية المختلفة.

ومن المثير للاهتمام أن الثعابين المذكورة في التعويذات كانت تعتبر خطرة، لكنها كانت أيضًا بمثابة حماة قوية للمتوفى وموميائه، وتم تزيين الجدران الجنوبية والغربية لغرفة الدفن بالقرابين الطقسية، كما توجد على السقف صور لرحلة الشمس عبر السماء، مصحوبة بترانيم لشروق نجمنا وغروبه.
 

كما يوجد داخل حجرة الدفن تابوت حجري كبير مغطى بنقوش هيروغليفية وصور للآلهة، ومن بين النقوش مقتطفات من كتاب الموتى، وهو عبارة عن مجموعة من النصوص الجنائزية المصرية القديمة تتكون من تعاويذ أو صيغ سحرية كانت توضع في المقابر، وكان يُعتقد أن هذه النصوص تحمي وتساعد المتوفى في الحياة الآخرة.

 فيما يحمل التابوت صورًا للإلهتين إيزيس ونفتيس، مصحوبة بنصوص توفر فيها الحماية للمتوفى، كما تم تصوير أمنتت، إلهة الغرب.
 

وقال جيري جاناك، خبير الفريق في تفسير النصوص الدينية والسحرية القديمة، في بيان صحفي: "إن إلهة الغرب، المصورة داخل التابوت، تمثل الحامية والمرشدة، وأيضا الأم الرمزية للمتوفى".

وكان الهدف من النصوص السحرية الموجودة في المقبرة هو ضمان دخول المتوفى بسلاسة إلى الحياة الآخرة، بحسب علماء الآثار.