قام الباحثون في جامعة "رود آيلاند" بتحليل 99 مكانًا، ووجدوا أن معظمها يغرق بشكل أسرع من ارتفاع منسوب سطح البحر، لكن 34 موقعًا تنخفض بأكثر من سنتيمتر واحد سنويًا، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
واكتشف الفريق أن هناك 4 مدن تعد بؤر ساخنة غارقة في بنجلاديش، والصين، والفلبين، وباكستان، بمعدلات هبوط سنوية تصل إلى خمسة سنتيمترات، كما تغرق أيضًا بمعدلات سريعة منطقة خليج تامبا بولاية فلوريدا؛ أوكلاند في نيوزيلندا؛ تايبيه في تايوان؛ والعاصمة التركية إسطنبول، هذه المدن موطن لأكثر من 22 مليون شخص.
واستخدمت الدراسة صور الأقمار الصناعية للقارات الست في الفترة من 2015 إلى 2020، ووجدت أن كل منها بها مدينة غارقة واحدة على الأقل.
التقطت الأقمار الصناعية الأوروبية البيانات عن طريق إرسال إشارات الموجات الدقيقة نحو الأرض ثم تسجيل الموجات المرتدة، ومن خلال قياس توقيت وشدة تلك الموجات المنعكسة، حدد الفريق ارتفاع الأرض بدقة ملليمترية.
ولأن كل قمر صناعي يطير فوق نفس الجزء من الكوكب كل 12 يومًا، فقد تمكن الباحثون من تتبع كيفية تشوه الأرض بمرور الوقت، وقال "منغ مات وي"، عالم المحيطات في جامعة رود آيلاند وأحد مؤلفي الدراسة: "تخطط الكثير من المدن لارتفاع مستوى سطح البحر، لكنها لا تدرك التأثير المضاعف للهبوط الساحلي".
على سبيل المثال، لم يلاحظ وي هبوطًا في برشلونة بإسبانيا، لكنه وجد أن المطار والميناء والمنطقة السكنية كلها تغرق بشكل أسرع من ارتفاع منسوب مياه البحر، ويهدف تحليل الفريق إلى العثور على فيضانات ساحلية وشيكة، مع التركيز على هبوب العواصف، مما دفعهم إلى فحص المناطق في المناطق المنخفضة.
قادهم ذلك إلى الكشف عن أربع مدن تبلغ مساحتها أكثر من 386 ميلًا مربعًا من الأراضي تحت ارتفاع 32 قدمًا تغرق بسرعة: شيتاغونغ في بنجلاديش، وتيانجين في الصين، ومانيلا في الفلبين، وكراتشي في باكستان، ويبلغ مجموع سكان هذه المدن الأربع 59 مليون نسمة.
وقال العلماء إن الغرق نتج عن الإفراط في استخراج المياه الجوفية، لكن دولا أخرى تنخفض بسبب النشاط البشري، مثل التعدين والانكماش واستخراج الوقود الأحفوري.
تضم المجموعة منطقة خليج تامبا في فلوريدا، والتي تضم تامبا وسانت بطرسبرغ وكليرووتر والتي تضم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، مما يجعلها ثامن أكبر منطقة حضرية في الولايات المتحدة.
وينحسر قسم يبلغ طوله 15 ميلاً على طول الساحل بشكل أسرع من ملليمتر واحد في السنة، ويبلغ عدد سكان العاصمة التركية إسطنبول 15 مليون نسمة، ووجدت الدراسة أنها تغرق بنفس معدل منطقة خليج تامبا.
كما تنخفض أيضًا مدن لاغوس في نيجيريا، وتايوا في تايوا، ومومباي في الهند، وأوكلاند، أكبر مدينة في نيوزيلندا، بمعدل 2 مليمتر سنويًا، وتضم هذه المدن معًا 63 مليون شخص.
وفي حين أن النتائج قد تبدو صادمة، إلا أن هناك أمل في أن تتعافى بعض هذه المدن، وكانت أجزاء من ولاية كاليفورنيا تغرق بسرعة قبل نحو 60 عاما، ولكن هذا الهبوط توقف من خلال التغييرات في إدارة المياه الجوفية.
وحتى هبوط جاكرتا في إندونيسيا تم تقليصه بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية، من 11 بوصة سنويا إلى بوصة واحدة.