قال الشيخ أحمد صبري، الداعية الإسلامي، إن إصلاح العلاقة مع الله- تعالى- يتم بأن يجعل المرء جميع حركاته وسكناته لله- سبحانه-، مستحضرا بذلك معيته طوال الوقت، وأن أول أمر عملي يعين على ذلك؛ هو التفكر في خلقه، وإعمال العقل في عظمته وقدرته، وذلك من أسرع السبل لتجديد الإيمان في القلب، ومن تلك الأعمال التي تجدد الإيمان وتصلح ما فتر من العلاقة مع الله- تعالى- مساعدة المساكين والفقراء.
وأضاف "صبري" خلال تصريحات تلفزيونية، أنه على الإنسان التوجه إلى ربه بسؤاله الثبات والمعونة، وقدوته في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم- الذي كان من دعائه يقول "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"؛ بالإضافة إلى المواظبة على صلاة قيام الليل؛ فهي من أجل العبادات وأرفعها للدرجات، ترفع همة المؤمن وتزيح عن قلبه الغفلة، وفضلها في أنها سر بين العبد وربه.
وتابع: "قراءة القرآن فكلام الله تعالى دواء لأمرض القلوب وأسقامها، والفتور أحد هذه الأمراض، وقراءة القرآن علاج نافع لها"؛ إلى جانب المواظبة على الأذكار والتسبيح فهو دليل على صحوة القلب وصحة الإيمان، وهي صفة ملازمة للمؤمنين، ودالة على الاتصال بالله سبحانه وتعالى، وفضل الذكر عظيم ويدل على عظم أثره.
وأوضح أن العبد إذا أخطأ عليه التوبة والاستغفار، أما الذرية فأمرهم إلى الله، أما الأولاد مسئولية الأب أن يربيهم تربية ، إذا أهمل في تعليمهم وكان هناك تقصير منه فستكون النتيجة سيئة.
وأضاف أن ربط تقصير الوالد وذنوبه وعصيانه على أن النتيجة يكون الأولاد أيضا عصاة ومقصرين؛ غير صحيحة.
علامات رضا الله عن العبد .. 9 بشارات
هناك 9 علامات تدل على رضا الله عن العبد إذا وجدها الإنسان عليه أن يحمد الله عليها.
أن أولى هذه العلامات هي الابتلاء، فمصيبة العبد ليست دائمًا تكون غضبًا من الله، كما في حديث رسول الله –عليه أفضل الصلاة والسلام-: « إذَا أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلاءَ صَبًّا، وَسَحَبَهُ عَلَيْهِ سَحْبًا، فَإِذَا دَعَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ جَبْرَائِيلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ فُلانٌ، اقْضِ لَهُ حَاجَتَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دَعُوا عَبْدِي، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ».
ثانيًا محبة الناس، كما في حديث أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض.
ثالثًا: التوفيق للطاعة، كما قال بعض العارفين بالله: « إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك فانظر فيماأقامك».
رابعًا: أن يفرح العبد إذا ذكر الله كما قال تعالى: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)»الرعد.
خامسًا: حسن الخاتمة، كما قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عز وجل بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» قِيلَ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: «يَفْتَحُ اللَّهُ عز وجل لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (مسند الإمام أحمد، حديث رقم: 17438.
سادساً- توفيق العبد إلى الزيادة في فعل الخير.
سابعاً- توفيق العبد إلى التوبة.
ثامناً- حفظه لعبده في جوارحه وتوفيقه لكل خير؛ فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ولا ينظر إلا لما يرضي الله، ولا يمشي إلا لما يرضي الله عنه.
تاسعاً- يجعل مَحبّة العبد في قلوب الناس، ويكسبه رضا الخلق عنه.