تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 19 يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.
وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغرببة دعما غير مسبوق للعملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة، بينما يقف الجميع صامتا تجاه ما يتعرض له آلاف الفلسطينيين من عمليات ق///تل ممنهجة وتهجير قسري، وتدمير واسع لكل مناحي الحياة داخل القطاع دون إبداء أي نوع من التعاطف حتى ولو بشق كلمة.
مساندة غربية كبيرة
وجدد زعماء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك، الأحد، تأكيدهم دعم إسرائيل، ودعوها إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين، وذلك في وقت تتواصل فيه الغارات على مختلف أنحاء قطاع غزة، خصوصاً محيط المستشفيات، ووسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع وأثره في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف البيان، الذي نشره البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك أكدوا عقب مشاورات "التزامهم بمواصلة التنسيق مع الشركاء بالمنطقة، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وأكد البيان الالتزام بـ"مواصلة التنسيق مع الشركاء في المنطقة لضمان الوصول المستمر والآمن إلى الغذاء والمياه والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية"، إضافة إلى مواصلة التنسيق الدبلوماسي، بما في ذلك مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة، لمنع توسع نطاق الصراع، والحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي وسلام دائم.
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لها الحق في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها، مؤيدا دعوة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لدعم الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة حركة المقاومة الفلسطينية حماس وعودة الرهائن المحتجزين.
وأضاف أوباما في مقال له في صحيفة Medium، أنه بالرغم من دعم الولايات المتحدة لـ إسرائيل الدائم، لابد أن نكون واضحين بشأن الكيفية التي ستشن بها إسرائيل هذا القتال ضد حماس، لافتا إلى أنه من المهم أن تلتزم إسرائيل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقانون الدولي،خاصة القوانين التي تسعى إلى تجنب موت أو معاناة السكان المدنيين، إلى أقصى حد ممكن.
ازدوجية في المعايير
وتنتهج الولايات المتحدة الأمريكية، الازدواجية وسياسة الكيل بمكيالين بشأن القضية الفلسطينية، فهي تساند وتدعم إسرائيل، رغم المجازر التي ترتكبها تل أبيب منذ يوم 7 من شهر أكتوبر الجاري، بحق الشعب الفلسطيني وحصار قطاع غزة.
وأدلى الرئيس الأمريكي، بتصريحات تؤكد تعامل الولايات المتحدة الأمريكية، بهذه السياسة حيث أكد بايدن استعداد بلاده التام على تزويد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بكل الإمكانيات العسكرية والمادية، والذخائر والصواريخ في حربها على قطاع غزة المحاصر من قبل الأخير منذ يوم 7 من شهر أكتوبر الجاري.
وقد أعلن الرئيس الأمريكي، أنه سيطلب من الكونجرس تمويلاً "عاجلاً" لمساعدة إسرائيل، فتصريحات الإدارة الأمريكية، تمنح إسرائيل الضوء الأخضر على مواصلة قصف قطاع غزة بكل الأسلحة المحرمة دوليًا، دون الالتزام بالقانون الدولي أو الاعتبارات الإنسانية.. الطلبات الأمريكية أيضا تدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
وتؤيد الخارجية الأمريكية نفس نهج الرئيس الأمريكي، ففي الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أنا ممتن لأن أكون هنا في إسرائيل، اتحدث بشكل شخصي، وأتيت كيهودي، ونتوقع أن تكون هناك طلبات إضافية من إسرائيل ونسعى إلى أن يكون لديها كل ما تحتاجه وسوف نؤكد على الرسالة القوية التي أوصلها الرئيس بايدن إلى أي طرف يمكن أن يحاول استغلال الموقف، وهذه الرسالة هي لا تفعلوا ذلك".
الأمر لم يقف على الخارجية الأمريكية في التصريحات التحريضية على مواصلة الحرب ضد الشعب الفلسطيني، فوصل الأمر إلى وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" التي أعلنت أن وزير الدفاع لويد أوستن، أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، التزام واشنطن بتسريع وصول قدرات الدفاع الجوي والذخائر التي طلبتها إسرائيل، قبل أن يزور إسرائيل ويلتقي قادتها.
دعم أعمى لإسرائيل
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، أن أوستن أجرى الاتصال بغالانت لتجديد الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل، وقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية، أن حاملة الطائرات "جيرالد فورد" وصلت إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، لردع أي طرف يسعى لتصعيد الوضع أو توسيع منطقة الصراع".
قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق، إن العالم الغربي يؤكد أحقية إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما يتجاهل كل الانتهاكات التي عانى منها الشعب الفلسطيني طوال 70 عامًا، نتيجة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الحفني- خلال تصريحات لـ"صدى البلد": كان هناك تنسيق كبير من الدول الغربية المشاركة في قمة القاهرة للسلام، حيث اتفقوا قبل مجيئهم إلى مصر على تأييد كل العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في الوقت الحالي.
وتابع الحفني أن جهودا مصرية جبارة تبذل لدعم القضية الفلسطينية، وتقديم المساعدات لسكان غزة، موضحًا كيف كشفت مصر جرائم الاحتلال الإسرائيلي عبر مؤتمر القاهرة للسلام.، كما أن مصر من خلال الرئيس السيسي، كان موقفها حازم، فيما يتعلق برفضها القاطع ل/تصفية القضية الفلسطينية على حساب القاهرة.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الإثنين، في كلمة أمام البرلمان إنه سوف يجرى مباحثات مع قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر وتركيا بشأن الخطوات المقبلة لحل قضية فلسطين.
وأضاف إبراهيم- خلال تصريحات له، أن الغرب منافق فيما يتعلق بفلسطين، فقد أسرع في اتخاذ إجراء عندما قامت روسيا بغزو أوكرانيا، ولكنه الآن بطيء في رد فعله تجاه ما يحدث في فلسطين حاليا، مختتما أن "المواد الطبية والمساعدات الأخرى تمثل أولوية بالنسبة لغزة".