يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ17 على التوالي، قصف المدنيين العزل في قطاع غزة، حيت شنت قواته الليلة الماضية غارات هي الأشد والأقوى منذ تجدد الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل يوم 7 أكتوبر الجاري.
وبينما طال القصف في القطاع عددا من المنازل، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف مناطق قريبة من 3 مستشفيات في ساعة مبكرة من صباح الإثنين.
[[system-code:ad:autoads]]
خوف كبير داخل إسرائيل
ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي على التقارير التي أفادت بأن إسرائيل قصفت مواقع قريبة من مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة وبالقرب من مستشفى القدس غرب غزة وبالقرب من المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، كما طال القصف محيط المستشفى الكويتي في رفح.
ولم ترد أنباء بعد عن وقوع أضرار أو إصابات في المستشفيين الآخرين أو بالقرب منهما، فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن أهالي قطاع غزة عاشوا "ليلة مرعبة" مع استمرار الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء عشرات الصواريخ والقنابل على المنازل فوق رؤوس أهلها وساكنيها.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية، ليلة الأحد، بعشرات الصواريخ والقنابل المتفجرة الارتجاجية، بلدة ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث قال المركز الفلسطيني للإعلام، إن القصف الإسرائيلي على غزة وشمال القطاع متواصل منذ ساعتين من دون توقف، وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، مدخل قرية أم صفا شمال غرب رام الله.
واستشهد وأصيب عشرات المواطنين، مساء الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف منزلين ومسجد في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفاع عدد شهداء الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 4651، و14 ألفاً و245 مصاباً.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن بين الضحايا 1873 طفلاً و1023 امرأة و187 مسناً، موضحاً أن "40% هم من الأطفال، و70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين".
وحول تطورات الأحداث اليوم، علق جهاد الحرازين المحلل السياسي الفلسطيني، إن تطور الأحداث بشكل كبير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وخاصة مع اشتداد قصف الإسرائيلين على المباني واستهداف المدنيين، فهناك كل يوم العديد من الجرائم التي ترتكب بحق الأهالي، ووصل عدد الشهداء إلى أكثر من 5 ألاف شهيد، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف جريح، في ظل حالة كارثية بعدم قدرة استيعاب المستشفيات على استقبال المصابين، نتيجة نفاذ المواد الطبية، ونفاذ الوقود أيضا، بعدما اتخذت إسرائيل سياسة العقاب الجماعي، من خلال قطع الكهرباء والمياه.
أشد الليالي إشعالا للنار
وأضاف الحرازين- خلال تصريحات لـ"صدى البلد": كانت الليلة الماضية من أشد الليالي إشعالا للنار في قطاع غزة، حيث استهدفت كافة المناطق واستشهد أكثر من 250 شهيدا فقط بهذا اليوم، نتيجة الغارات الإسرائيلية، التي استهدفت النساء والأطفال والمنازل، حيث لا يوجد مكان أمن في قطاع غزة، رغم استمرار الجهود المبذولة من كل من جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وكافة الدول المشاركة التي قامت بإرسال المساعدات الإنسانية، في محاولة لإدخالها قطاع غزة، للتخفيف من حجم الكارثة التي وقعت.
وأشار الحرازين، إلى أن هناك مناقشات تجري على عدة مستويات، منها: السياسية والدبلوماسية والقانونية، للوقوف على الجريمة الإسرائيلية، وما يتم الحديث عنه بشأن الإجتياح البري الذي تنوي إسرائيل تنفيذه، معقبا: "هناك معلومات عن تأجيل هذه العملية، وأنه حال إقدام إسرائيل هذه الخطوة سوف تدفع ثمنا باهظا ومكلفا لها في هذا السياق".
وتابع: "هناك محاولة ومواصلة الضربات الجوية، والمدفعية الثقيلة والحربية، من إسرائيل، حتى تصل إلى أهدافها بأن يحدث لشعبه نصرا زائفا على جثث الأطفال والنساء والشيوخ، وأيضا على أنقاد المباني المدمرة، لمحاولة إعادة الهيبة لجيشه التي خسرها، وختىالآن ل تنجح أي مبادرة لوقف إطلاق النار، أو إيجاد بعض الحلول للأزمة".
ودخلت أفريقيا على خط الصراع، ودعا موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى تشكيل "جبهة عالمية مفتوحة" لوقف العنف الدائر في قطاع غزة وفي كل العالم، مطالبا بالتوقف عن الاكتفاء بالتنديد والدخول في مرحلة الفعل.
كما عرض موسى استعداد الاتحاد لعمل ما يلزم بالتنسيق مع الدول والمنظمات العالمية، لوضع حد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
جاء ذلك في كلمة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي خلال مشاركته في قمة السلام التي عقدتها القاهرة، السبت، بحضور دولي كثيف، لبحث سبل إنهاء المعارك الجارية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي منذ يوم 7 أكتوبر.
تدخل الاتحاد الإفريقي
وسبق، واعتبر موسى فقي محمد، عقب الغارة الجوية على مستشفى المعمداني بغزة، أنه لا توجد كلمات للتعبير بشكل كامل عن إدانة الاتحاد لهذا القصف الذي قتل مئات الأشخاص ممن اتخذوا المستشفى ملاذا آمنا.
وعند اندلاع المعارك في 7 أكتوبر، بهجمات مفاجئة شنتها حركة حماس على مستوطنات إسرائيلية فيما أسمته بعملية "طوفان الأقصى"، ثم الرد الفوري عليها من إسرائيل بعملية "السيوف الحديدية"، أصدر الاتحاد الإفريقي بيانا حث فيها الفلسطينيين والإسرائيليين على العودة لمفاوضات السلام دون شروط مسبقة.
وقال في البيان حينها: "أود أن أذكّر بأن إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، لا سيما حق دولة مستقلة ذات سيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم".
والجدير بالذكر، أن أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أن ما يحدث في غزة حرب إبادة جماعية، متسائلًا: "أين الحضارة التي تمنع الكهرباء والماء عن الفلسطينيين؟".
وأضاف أشتية أن الأولوية هي وقف الحرب وإدخال المواد الإغاثية، مشيرًا إلى أنه يتابع مع مصر إدخال المواد الإغاثية عبر معبر رفح.
ودعا إلى السماح للصحافة الدولية بالدخول لغزة لتوثيق ما يحدث داخلها، مؤكدًا أنه يجب التحرك لوقف التصعيد وعمليات التهجير في غزة.
انقسام بين قادة الحرب
وشدد على أن تحضير إسرائيل لاجتياح بري لغزة يعني مزيدًا من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن الأطباء الفلسطينيين أصبحوا يجرون الجراحات دون تخدير بسبب نقص الإمدادات الطبية، وأكد أن جيش الاحتلال قتل 1800 طفل في غزة، مستطردًا "الشعب الفلسطيني صاحب حضارة، ونحن أصحاب الأرض، وسعينا للحرية لن يتوقف".
وأحدثت الحرب الدائرة بين حماس وقوات الاحتلال إنقسامات واسعة داخل إسرائيل، حيث كشفت وسائل الإعلام العبرية، اليوم الإثنين، عن خلافات شديدة وأزمة ثقة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو وداخل حكومة الحرب والحكومة العامة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن أزمة الثقة تشكل ضررا آخر بجانب الأضرار الفادحة التي لحقت بإسرائيل في السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن هذا الأمر يجعل من الصعب للغاية التركيز على الحرب في غزة واتخاذ القرارات.
ووفقا لشهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين، تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلية اليوم صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال.