أعلنت وسائل إعلام داخل إسرائيل، الخميس، ارتفاعا جديدا في عدد قتلى الهجوم الذي بدأته حركة حماس صباح السبت، وذلك بالتزامن مع بداية اليوم السادس من التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
عملية طوفان الأقصى
وقالت قناة "كان" إن عدد القتلى الإسرائيليين ارتفع إلى 1300، مشيرة إلى إصابة 3300 شخص من بينهم العشرات في حالة حرجة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل محمد أبو شمالة، العضو البارز في القوة البحرية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، خلال ليل الأربعاء.
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح الجيش أن أبو شمالة "كان ناشطا كبيرا في القوات البحرية التابعة للحركة، في الجزء الجنوبي من قطاع غزة".
ونشر الجيش مقطع فيديو لاستهداف منزل أبو شمالة في رفح، لكن لم يتسن التأكد مما إذا كان القيادي في حماس موجودا داخله وقت القصف.
وأضاف الجيش الإسرائيلي: "تم استخدام منزل أبو شمالة أيضا لتخزين أسلحة بحرية مخصصة للاستخدام في عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
وداخليا، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني جانتس، الأربعاء، إنه توصل إلى اتفاق للدخول في حكومة واحدة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في خضم الحرب المستعرة مع حركة حماس.
وقال جانتس في بيان إنه ونتنياهو سيشكلان حكومة "لإدارة الحرب" من 5 أعضاء، ستضم إلى جانبهما وزير الدفاع الحالي يوآف جالانت، واثنين من كبار المسؤولين الآخرين يقومان بدور أعضاء "مراقبين"، موضحا أن البيان مشترك مع نتنياهو.
وأضاف أن الحكومة لن تصدر أي تشريعات أو قرارات لا تتعلق بالحرب طالما استمر القتال.
وقال حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، الثلاثاء، إن قادة أحزاب الائتلاف الحاكم كافة وافقوا على تشكيل حكومة طوارئ، في خضم الحرب المندلعة مع حركة حماس.
وعلى الجانب الآخر، يجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأردن، الجمعة، حسبما قال أمين سر الجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
وقف أعمال التصعيد
وأضاف الشيخ عبر منصة "إكس"، "تويتر" سابقا، أن عباس سيجتمع أيضا مع العاهل الأردني الملك عبد الله في عمان الخميس.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، ذكرت أن بلينكن سيسافر إلى إسرائيل والأردن، حيث سيلتقي مسؤولين رفيعي المستوى.
وتلقى ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الخميس، حسبما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس)، وجرى خلال الاتصال بحث التصعيد العسكري الجاري حاليا في غزة ومحيطها.
وأكد ولي العهد أن المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري.
وشدد الأمير محمد بن سلمان على موقف السعودية الرافض لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى القلق البالغ من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والمساس بحياة المدنيين.
كما أكد على موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية، ودعم الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.
وأصدرت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، تحديثا حول أعداد قتلى وجرحى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ شنت حركة حماس هجوما مباغتا على إسرائيل السبت الفائت، إلى 1200 قتيل.
وقال متحدث باسم الوزارة في بيان تلاه أمام الصحافيين إن "عدد الإصابات بلغ حوالي 5600".
من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من 338 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة.
الخدمات الصحية حرجة
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان إن عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة "ارتفع عصر الأربعاء بمقدار 75 ألف شخص إضافي" ليصل إلى 338934" نازحا.
وحذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، من أن الأدوية والمعدات الطبية المتوفرة والوقود على وشك النفاد.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، بأن المستشفيات في غزة، في حال إشغال تام لقدراتها السريرية، وبات الجرحى والمرضى يفترشون الأرض.
وحمل بيان صادر عن وزارة الصحة "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الجرحى والمرضى بسبب إنهاكه للمنظومة الصحية وإضعاف قدراتها خلال الحصار والعدوان المتواصل على قطاع غزة".
واختتم البيان بالقول إن "الوضع الصحي بات لا يحتمل الصمت، ويجب التحرك العاجل لتوفير ممر آمن للإمدادات الطبية ومغادرة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان"
ومن جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أنه "يجب السماح بدخول الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة بما في ذلك الوقود والمياه والغذاء لقطاع غزة بسرعة وبدون عوائق".
وأضاف: "أشعر بالقلق إزاء تبادل إطلاق النار الأخير على طول الخط الأزرق والهجمات المبلغ عنها من جنوب لبنان".
وناشد غوتيريش "جميع الأطراف وأولئك الذين لهم تأثير على تلك الأطراف - تجنب أي مزيد من التصعيد والامتداد".
وفي وقت سابق، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" ليل الأربعاء أنها أفرجت عن سيدة إسرائيلية مع طفليها.
وقالت "القسام" في بيان إنه "تم إطلاق سراح مستوطنة إسرائيلية وطفليها بعد التحفظ عليهم خلال الاشتباكات".
وأظهر مقطع فيديو امرأة ترتدي قميصا أزرق اللون مع طفلين يبتعدون عن منطقة نصبت فيها أسلاك شائكة، برفقة ثلاثة عناصر من الحركة.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، الذي أعرب عن حرصه على مواصلة التشاور مع الرئيس بشأن مستجدات التصعيد في قطاع غزة والمواجهات العسكرية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في ضوء التطورات المتسارعة التي تمثل تهديداً للاستقرار الإقليمي.
فشل إسرائيل استراتيجيا
واستعرض الجانبان الاتصالات والتحركات الدائرة على المستويين الدولي والإقليمي للحث على استعادة التهدئة وخفض التوتر، مؤكدين أهمية تجنب توسيع دائرة الصراع، وإتاحة المجال للجهود الدبلوماسية، لحماية المدنيين ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وفي هذا السياق تقدم السكرتير العام بالشكر للرئيس على الجهود التي تقوم بها مصر، ودورها المقدر على صعيد بذل المساعي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال اللواء طيار هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إن إسرائيل فشلت بشكل استراتيجي في عملية طوفان الأقصى التي أُعلنت على تل أبيب من قبل المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن ما حدث ضرب سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية عالميًا.
وأوضح الحلبي ـ في تصريحات تلفزيونية، أن تل أبيب فشلت في التصدي لضربات المقاومة الفلسطينية، وطلبت من الولايات المتحدة الأمريكية التدخل، وهذا ما أدى إلى إرسال الولايات المتحدة الأمريكية حاملة طائرات إلى إسرائيل.
ولفت إلى أن رد الفعل الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية سيكون عنيفاً ومستمراً، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد استغلال ما يحدث في قطاع غزة وتوسيع دارة الصراع في المنطقة، من خلال إدخال حزب الله إلى الحرب، والجماعات الموجودة في سوريا.
وأضاف أن وجود حاملة طائرات أمريكية بالقرب من إسرائيل سيُوفر الكثير من البدائل الأمريكية في التعامل مع أي تطوير في الصراع العربي الإسرائيلي، لأن بعض العواصم العربية قد ترفض فكرة قيام القوات الأمريكية الموجودة في الدول العربية من ضرب فلسطين، خلاف أن هذه الحاملة ترسل رسالة ردع ووُجود لروسيا، لأن مصلحة موسكو تقتضي استمرار هذا الصراع لتخفيف الصراع في أوكرانيا.
ومن جانبه، قال جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن قصف إسرائيل للمنازل والمستشفيات والمساجد هو جريمة حرب، مشيرًا إلى أنه يوجد شلال من الدم النازف على الأراضي الفلسطينية نتيجة لما يقوم به العدو الصهيوني.
وأضاف الحرازين، أن العالم الغربي كله يتناسى حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، ولكن تنتفض كل الجهات عندما يمس أي إسرائيلي وكأنه غالٍ على البشرية.
وأكد: لا بد من التحرك ليعرف العالم أن أمد هذا الاحتلال أن ينتهي بعد الغطرسة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وبعض الرسائل التي أرسلت له والتي كان يرد عليها بأن المقاومة انتهت وكان يمارس عمليات التهويد وإعلان إبادة الفلسطينيين.
وأشار إلى أنهم يخيرون الفلسطينيين إما ترحيلهم أو أن يعيشوا في المستوى السابع أو يتم قتلهم، وطوفان الأقصى قلب المعادلة الأمنية التي تحاول إسرائيل ترويجها بأنها الأكثر حداثة في التكنولوجيا والتسليح ليخرج نتنياهو ويجن جنونه ويهدم البيوت على رءوس الأطفال والشيوخ والنساء لرد اعتباره واعتبار جيشه.