نفذت حركة حماس عملية طوفان الأقصى وهي أكبر هجوم لها على إسرائيل منذ سنوات، إذ أطلقت وابلاً من الصواريخ من قطاع غزة تجاه المدن والبلدات التابعة لدولة الاحتلال، بالإضافة إلى عبور مسلحين السياج الحدودي إلى داخل المدن والبلدات.
ارتباك داخل إسرائيل
وأعلنت إسرائيل على الفور أنها في حالة حرب، وبدأت شن ضربات على أهداف لحماس في غزة، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك معارك جارية بين مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وقوات الأمن في جنوب إسرائيل.
[[system-code:ad:autoads]]
وأطلقت حركة حماس عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، مما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار من الغارات الجوية في أنحاء البلاد.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن عددا من المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة، وأمرت السكان على طول المنطقة الحدودية بالبقاء في منازلهم، ووافق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على استدعاء واسع النطاق لجنود الاحتياط وفقا لاحتياجات الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الوزير حالة الطوارئ في نطاق 80 كيلومترا من قطاع غزة، مما يسمح لقيادة الجبهة الداخلية بتقييد التجمعات، و قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الهجوم أسفر عن إصابة مئات الأشخاص، منهم 40 على الأقل في حالة خطيرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: "أطلقت حماس نحو 2200 قذيفة وصاروخ نحو إسرائيل بالإضافة إلى عمليات تسلل إلى بعض المناطق والبلدات"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، ضد حماس في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حدث بـ"فشل استخباراتي خطير".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين".
وتابعت: "من المهم في هذه المرحلة إعداد الجمهور الإسرائيلي لحقيقة أن الأمر سيكون صعبا وطويلا ومؤلما. إن الجيش الإسرائيلي لم يقم بمهمته في حماية مواطني إسرائيل، وهذا فشل كبير سيتم مناقشته والتحقيق فيه".
وقال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن بشكل خيالي ما حدث اليوم في قطاع غزة فاجأ الجميع، حيث دخول المئات من المقاومين لمستوطنات غلاف قطاع غزة وقتل العشرات من جنود الاحتلال خلال ساعات أمر ليس سهلا، و حتى هذه اللحظة لم نر رد فعل كبيرا للاحتلال وذلك لصدمته من الحدث، ويريد أن يتجهز لرد فعل كبير ضد قطاع غزة، إضافة لإدخال الاحتلال لقواته الخاصة للسيطرة على المستوطنات التي انتشر بها مقاومون و مدنيين فلسطينيين .
وأضاف الرقب خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أنه من المتوقع أن يقوم الاحتلال بشن حرب واسعة على قطاع غزة، ستكون حرب لم نشهدها من قبل، وقد يرتكب العديد من المجازر ضد شعبنا الأعزل في قطاع غزة، والاحتلال الذي يرتكب الجرائم كل يوم ضد شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس ويعتدي على المقدسات و يهين نساء فلسطين ردت عليه المقاومة من قطاع غزة .
وأكمل: كما نتابع الاحتلال أعلن النفير العام ودعوة الجيش الاحتياطي و رفع حالة التأهب لدرجة 8 وهي أعلى درجة منذ حرب اكتوبر عام 1973م وبذلك نتوقع دخول الاحتلال في حرب برية طويلة ضد قطاع غزة خاصة أن المقاومة في قطاع غزة أثبتت أن الجدار الذكي الذي يحيط قطاع غزة لا يمنع المقاومة من الدخول للمستوطنات الاسرائيلية، ونتوقع أن تستمر الحرب على قطاع غزة فترة طويلة وقد يقوم الاحتلال الإسرائيلي بإحتلال قطاع غزة من جديد ، و الرهان الان لدخول اهلنا في الضفة الغربية و القدس الاشتباك مع الاحتلال ، وحزب الله الذي يبيعنا شعارات منذ سنوات.
وتابع: الاحتلال حتى الآن يقصف قطاع غزة ووصل عدد الشهداء إلى أكثر من 160 شهيد إضافة إلى 1000 إصابة جزء منها "خطير جدا"، كما يوجد أكثر من 50 أسيراً إسرائيلياً في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي ستكون عملية القصف العشوائي مربكة، وقد نجد الاحتلال يدخل في الحرب البرية للوصول إلى الأسرى الإسرائيليين، و لكن لن يكون هناك صفقة تبادل وأعتقد أن الأمر مستبعد الآن.
ضرورة ضبط النفس
فيما قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، إن سامح شكري، وزير الخارجية، أجرى اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً مع أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني، للتشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الوزيرين أعربا عن قلقهما البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، وشدد شكري على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمني عن السيطرة، وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق الوثيق خلال الساعات القادمة.
وكانت قد حذرت جمهورية مصر العربية من مخاطر وخيمة للتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
ودعت مصر - في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم السبت - إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من تداعيات خطيرة نتيجة تصاعد حدة العنف، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبل جهود التهدئة.
كما دعت جمهورية مصر العربية الأطراف الفاعلة دوليا، والمنخرطة في دعم جهود استئناف عملية السلام، إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري، وحث إسرائيل على وقف الاعتداءات والأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني، والالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بمسئوليات الدولة القائمة بالاحتلال.
كما أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشددت على ضرورة وقف التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين، وقدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا من جراء أعمال القتال الأخيرة.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أن الدولة تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة.
أشارت الوزارة إلى أن الإمارات بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدولي على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
وقال بيان للخارجية السعودية: "تتابع المملكة عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عدد من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عدد من الجبهات هناك".
وتدعو المملكة للوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس، و تذكّر المملكة بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.
وتجدد المملكة دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تقضي إلى حل الدولتين بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين.
من جانبها، عبرت الكويت عن قلقها البالغ حيال "تطورات الأحداث الأخيرة والتصعيد الحاصل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".
ودعت وزارة خارجية دولة الكويت في بيان، المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وإيقاف العنف الدائر وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق.
سلطنة عُمان عبرت من جانبها، عن "اهتمامها وقلقها من التصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
ودعت عمان الطرفين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنين" داعية المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لوقف التصعيد".
وأكدت بأن على المجتمع الدولي والأطراف الدولية الداعمة لجهود استئناف عملية السلام التدخل الفوري لوقف التصعيد الجاري والاحتكام إلى قواعد القانون الدولي.