العار سيلاحقهم حتى لو سُوّيت غزة بالأرض، فما فعلته عملية طوفان الأقصى سيظل صداه يسمع لسنوات طوال خاصة مع تزايد أعداد القتلى في صفوف الإسرائيليين، هكذا يرى كثير من المحللين حالة قادة إسرائيل الحاليين بعد انتهاء الحرب داخل القطاع التي يأتي جزء كبير منها انتقاميا بعد إسقاط المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر فزاعة الخوف التي تصدرها قوات دولة الاحتلال دائما عن نفسها لأعدائها.
[[system-code:ad:autoads]]
ويتواصل تأزم الموقف ما بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة، ونتج عنها خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين بحسب مواقع عبرية بلغ قتلى قوات ومواطني دولة الاحتلال أكثر من 1200 قتيل.
صدى عملية طوفان الأقصى
وقال تليفزيون دولة فلسطين، إن الاحتلال الإسرائيلي يحكم الحصار على قطاع غزة ويغلق معبر رفح، ليصير القطاع الذي يتعرض لهجوم وحشي، بلا ماء ودواء وغذاء وكهرباء.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا غير إنساني على قطاع غزة، وقصفت طائرات الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، سعيًا منه إلى وقف تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية، لنجدة الشعب الفلسطيني.
وتشكو مؤسسات في غزة من بدء نفاد المخزونات، الغذائية والطبية والوقود، فضلا عن انقطاع المياه والكهرباء بقرار من سلطات الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، جرائم الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، والتى ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية مُستخدمة الأسلحة المحرمة دولياً بما فيها الفسفورية والعنقودية وغيرها.
وذكرت الوزارة، في بيان صحفي اليوم الأربعاء، إن هذه الجرائم تطول كل شيء في قطاع غزة وأدت حتى اللحظة إلى استشهاد 950 مواطنا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، وهي في تزايد متسارع، ونزوح مئات آلاف المواطنين من منازلهم، وأرقام مهولة من المنازل والأبنية والمؤسسات والمنشآت التي سُوّيت بالأرض وهدمت إما جزئيا أو كليا.
وأضافت الوزارة أن جرائم القتل والتدمير والتهجير تعني أن دولة الاحتلال ترتكب جريمة الإبادة الجماعية بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل حملة تجويع وقطع الإمدادات والاحتياجات الأساسية (الكهرباء، والمياه، والأدوية، والوقود وغيرها)، عن المواطنين المدنيين العزل في أبشع أشكال العقوبات الجماعية.
وعلى المستوى الإقليمي، استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم الأربعاء 11 اكتوبر 2023، أنطونيو تياني وزير خارجية إيطاليا وجبيريالوس لاندربيرج وزير خارجية ليتوانيا، خلال زيارتيهما إلى القاهرة.
اتباع سياسة العقاب الجماعي
وصرح جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن اللقاءين تركزا حول التصعيد الجاري في قطاع غزة، حيث أكد الأمين العام ضرورة وقف الحرب الدائرة في أقرب وقت حتى لا تتوسع الأمور إلى ما هو أشد خطرا وتخرج عن السيطرة، مشددا على أن الانتقام من سكان غزة واتباع سياسة العقاب الجماعي هو منافي للقانون الدولي ولن يحقق الأمن المنشود.
وأضاف أن أبو الغيط خلال اللقاءين عبر عن رفضه الكامل لقتل المدنيين، مشددا على أهمية توفير الحماية للفلسطينيين، وضرورة معالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى انفجار الوضع على هذا النحو الخطير والمؤسف، وعلى رأسها انسداد الأفق السياسي والقضاء المتواصل على مقومات حل الدولتين.
ودعا أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في وقت سابق إلى وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري، مذكرا بما سبق أن حذر منه مرارًا من أن استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة و متطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور.
فيما تسعى الصين للتنسيق مع مصر للمساعدة في تخفيف حدة القتال بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث قال المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط تشاي جون هاتفيا، أمس الثلاثاء، مع مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون الأراضي الفلسطينية، إن الصين ترغب في الحفاظ على الاتصالات والتنسيق مع مصر، ودفع طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار ووقف العنف في أقرب وقت ممكن".
وحث المسؤول الصيني المجتمع الدولي على تشكيل قوة مشتركة وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني، قائلا: "الحل الأساسي يكمن في تنفيذ حل الدولتين"، داعيا اللاعبين الرئيسيين في النزاع إلى "بذل جهود عملية لتحقيق هذه الغاية بأقصى قدر من الإلحاح.
ومع دخول عملية "طوفان الأقصى" يومها الخامس، تستمر الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ بينما يتصاعد التحشيد الإسرائيلي بمحيط غزة، تزامنا مع زيادة التوتر بالشمال وتكثيف الحراك السياسي.
الوضع متأزم في قطاع غزة
من جانبه قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الوضع في فلسطين خطير للغاية، وتصريحات إسرائيل مستفزة مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة صرح بأن انقطاع الماء والكهرباء والغاز وكافة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يخالف قواعد القانون الدولي.
وأضاف غباشي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن مندوبة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ترى أن ما يحدث في قطاع غزة يعد جريمة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، لأن إسرائيل لم تواجه بشراسة من قبل كما واجهتها المقاومة الفلسطينية في هذا المرة رغم وجود 6 مواجهات سابقة.
وتابع: المواجهات السابقة كانت محدودة تنتهي بتحقيق كل طرف ما يريد تحقيقه، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي في مأزق وكذلك المجتمع العربي ويجب احتواء هذه الحرب والانتهاء منها سريعاً حتى لا تتسبب في خسائر كبيرة؛ لأن هناك إنذارا من حزب الله بالمشاركة في المواجهة والذي قد يسفر عن انفجار الأوضاع بالمنطقة كلها.
فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء عملية طوفان الأقصى التي بدأتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" السبت الماضي، إلى 1200 قتيل، وبلغ عدد المصابين وصلو إلى 3000 إصابة.
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه قصف 2294 هدفا لحركة المقاومة الفلسطينية حماس منذ بدء العدوان على غزة.
وأضاف جيش الاحتلال أن أكثر من 4500 صاروخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل منذ السبت الماضي، وتكثف طائرات الاحتلال قصف قطاع غزة ومهاجمة الأحياء السكنية والمواطنين المدنيين، في عملية انتقامية أطلقت عليها “السيوف الحديدية”؛ للرد على عملية طوفان الأقصى التي بدأتها حماس منذ فجر السبت.