تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية موقفاً واضحاً داعما لإسرائيل منذ اشتعال الصراع مع الفصائل الفلسطينية، السبت الماضي، على خلفية عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس داخل دولة الاحتلال، ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، بحسب "هيئة البث الإسرائيلية ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس إلى أكثر من 1300 شخص".
[[system-code:ad:autoads]]
وأسفر الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الأقصى عن تدمير مساحة واسعة من قطاع غزة إضافة لاستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال - بحسب "مصادر متعددة تجاوزت أعداد الموتي من الأطفال أكثر من 700 طفل نتيجة للقصف العشوائي والاستخدام الغاشم للقوة من قبل قوات الاحتلال"
زيارة بلينكن للمنطقة
وشهد الدعم الأمريكي لإسرائيل أشكالا عدة ما بين عسكرية وبلوماسية، بعيدا عن عشرات الخطابات والاتصالات الرسمية من قبل صناع القرار داخل الإدارة الأمريكية مع حكومة إسرائيل، والتي أكدت جميعها الدعم الأعمى لدولة الاحتلال على حساب العرب والفلسطينيين.
من جانبه قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى إسرائيل على هامش جولة في المنطقة تتضمن الأردن وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، حيث أكد الوزير الأمريكي وقوف بلاده لجانب دولة الاحتلال وتعاطفه بشكل شخصي مع الإسرائيليين كونه يهوديا.
وأكدت واشنطن مساندتها لتل أبيب وحقها في الدفاع عن نفسها، وقدمت لها دعما وتغطية لما ترتكبه من جرائم بحق سكان غزة من المدنيين منذ بدء الصراع بين المقاومة وقوات الاحتلال قبل 9 أيام، حتى أن بلينكن نفسه، أكد ذلك مرات عدة قبل وأثناء زيارته إلى إسرائيل، قائلا خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو الخميس: "تدعم الولايات المتحدة إسرائيل، وندعمها اليوم وغدا، وسندعمها كل يوم بعد ذلك".
ووصل وزير الخارجية الأميركي، السبت، إلى المملكة العربية السعودية في إطار زيارة يجريها للمنطقة؛ لبحث تطورات الحرب التي تشهدها إسرائيل مع حماس عقب الهجوم الذي شنته الحركة على بلدات إسرائيلية، وذلك بعد توجهه للبحرين وقطر والأردن.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركي، ماثيو ميلر، في بيان أن بلينكن التقى، الجمعة، مع ولي العهد البحريني ورئيس الوزراء، سلمان بن حمد آل خليفة، في المنامة.
وناقش الوزير الأميركي وولي العهد "هجمات حماس في إسرائيل وأهمية منع اتساع الصراع والحفاظ على الاستقرار في المنطقة"، مؤكدا من جديد الشراكة الاستراتيجية القوية بين الولايات المتحدة والبحرين.
وأعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، بالعاصمة الرياض، عن رفض السعودية القاطع لدعوات "التهجير القسري" للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانته "استهداف المدنيين بأي شكل".
وشدد الأمير فيصل بن فرحان، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، على مطالبة المملكة "بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ومحيطها، ورفع الحصار عن القطاع تماشياً مع القانون الدولي".
وأشار إلى ضرورة العمل على "ضمان دخول المساعدات الإنسانية الملحّة من غذاءٍ ودواء، والحاجة إلى بذل جهدٍ جماعي سريع لوقف دوامة العنف المستمرة، وكافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين لمنع حدوث كارثة إنسانية".
وأوضح بن فرحان أن "الأولوية الآن هي العمل على منع سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء نتيجةً لدوامة العنف المستمرة"، مشدداً على "ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، وأن أي أعمال تتنافى مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ستفاقم من عمق الأزمة الحالية، وتزيد المعاناة في تلك المنطقة".
وأكد الوزير السعودي أن "الحوار هو المسار الوحيد لإيجاد حلٍ سياسي عادل وشامل للنزاع، وأن على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسؤوليته لوقف العنف، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية".
ومن اللافت للنظر أنه قد قررت المملكة العربية السعودية تعليق محادثات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول السعوديّ المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأمريكيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.
جاءت الأنباء بعد أن وصل وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن إلى السعودية، في إطار جولة إقليمية وسط تصاعد القتال بين إسرائيل وحركة حماس.
وكانت الرياض أكدت رفضها دعوات التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة وندّدت باستمرار استهداف إسرائيل للمدنيين العزّل، في بيان هو الأشد لهجة منذ اندلاع الحرب.
كما التقى الوزير الأميركي أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن.
وقال بلينكن في تغريدة: "تحدثت مع أمير قطر اليوم حول الهجمات الإرهابية في إسرائيل والصراع المستمر مع حماس. وأعربت عن تقديري لجهود قطر في تأمين عودة الرهائن".
دعم أمريكا لإسرائيل
والتقى بلينكن كذلك مع العاهل الأردني ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، الجمعة، في العاصمة، عّمان، حيث بحث معهما هجمات حماس ضد إسرائيل وسبل منع النزاع من التوسع.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الجمعة، بوقف "العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة بشكل فوري، معربا عن "رفضه الكامل" لأي تجهير لسكانه، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وأكد بلينكن، الخميس، من تل أبيب، وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل، التي توعدّ رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بـ"سحق حركة حماس"؛ في أعقاب العملية غير المسبوقة التي شنتها" السبت، قبل أن يدعو الجيش "الجمعة" سكان مدينة غزة" إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: "لم آت لإسرائيل كوزير لخارجية الولايات المتحدة فقط ولكن كيهودي فر جده من ال.قتل"، موضحا في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه تم تقديم ذخائر لمساعدة إسرائيل، وأن المساعدات الأمريكية متينة، وسيتم العمل مع الكونجرس لإتمام هذه العملية.
وشدد بلينكن: "نؤكد ما قاله الرئيس بايدن بأنه يجب ألا يستفيد أي شخص من الوضع في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه يتم العمل للتوصل إلى تفاهمات، وأن إسرائيل ضد خسارة حياة أي شخص من أي جنسية كانت.
وكان في استقبال بلينكن، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار بن غوريون.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قد وصل إلى إسرائيل، وقال إنه لا مجال للحياد أو لأي أعذار حيال الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، مشيرا إلى أن واشنطن تنسق جهودها لإطلاق سراح المختطفين من قبضة حماس، بمن فيهم المواطنون الأمريكيون.
وفي كلمة، ألقاها بعد لقائه بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في إسرائيل، شدد أوستن على وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها، من خلال تزويدها بكل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها، وقال :"هذا وقت الحسم لا الثأر".
وقال أوستن: "أنا موجود هنا شخصيا لأوكد الدعم الأميركي الراسخ لإسرائيل، ولأعبر عن تعاضدي مع كل العائلات التي لا تزال تعيش الكابوس".
واتهم أوستن، إيران بدعم المجموعات المسلحة في المنطقة، قائلا: "هي التي تعطي الدعم والأفكار للأعمال الإرهابية".
وأردف: "إيران وحزب الله وحماس هم محور واحد، هو محور الشر"، مضيفا: "حماس تُذكرني بما فعله تنظيم داعش، هي لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولا تمثل آمالهم بالسلام مع إسرائيل".
وتابع: "عندما واجهنا داعش؛ كان شرا كبيرا، وما نراه من حماس، هو شر أكبر بكثير"، ولتأكيد دعم واشنطن لحليفتها إسرائيل، قال وزير الدفاع الأميركي، إن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل للدفاع عن نفسها مثلما تدعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن "البنتاغون على استعداد تام لنشر معدات إضافية، وسنستمر بضخ المعدات الأمنية لإسرائيل ".
وأشار أوستن إلى أن "الهجوم على غزة سيكون طويلا وقويا وسيحدث تغييرا دائما" رافضا التفصيل في خطة إسرائيل الهجومية على غزة بالقول إنه ما سيقوم به الجيش الإسرائيلي بموضوع محور الشر لا يمكنني البوح به لكنه عاد ليؤكد أن إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب.
من جهته، قال غالانت، إن انتشار القوات الأميركية قرب إسرائيل "رسالة للحلفاء والأعداء"، مشددا هو الآخر على وصف حركة حماس بكونها مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قائلا: "حماس المتشابهة مع داعش هي العدو المدعوم من إيران".
وقال غالانت "لا يهم إذا كانت إيران قد وافقت على الهجوم على غزة أم لا؛ لأن الفكرة هي فكرة إيرانية".
وفي سياق حديثه عن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المأهول بالمدنيين، قال غالانت "إسرائيل لن تطلق النار على المدنيين عمدا، ولذلك نطلب منهم في غزة التوجه إلى الجنوب".
تحذير للدول العربية!
وقال المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، الدكتور مهدي عفيفي، إن زيارة بلينكن للمنطقة تركز في الأساس على إسرائيل ودعم إسرائيل، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بأن تقوم بأي شيء، مشيراً إلى أن الدعم المادي والعسكري لم يحدث في تاريخ أمريكا حتى في القضايا الأمريكية نفسها.
وتابع عفيفي: كما أن هناك دعما من كل من مجلسي الشيوخ والنواب، إلا من 3 أو 4 أعضاء فقط في مجلس النواب الذين هم في الأساس من أصل فلسطيني، أما في مجلس الشيوخ فهناك واحد فقط مستقل الذي يدعم أن يكون هناك حلول في فلسطين مع الآخرين ويعترض على ما تقوم به إسرائيل وهو يهودي أصلا "بيرني ساندس Bernard Sanders".
وأضاف عفيفي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة بلينكن ستكون للتواصل مع الشركاء في المنطقة، فضلاً عن "التحذير من الدخول في هذه الحرب"، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية متفقة مع إسرائيل على القضاء على الفلسطينيين مهما تكلف الأمر، والمسألة ليست فقط حماس ولكن هم يرغبون كما قال قيادات الإسرائيلية "منطقة غير مأهولة".
وتابع: هناك تخطيط لتدمير الجزء الشمالي من غزة بالكامل لذلك تم طلب إجلاء أكثر من مليون شخص من هذا المكان؛ لأنه سيتم تسويته بالأرض، ومن المؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها بعض الحلفاء الأوروبيين قرروا إبادة الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن زيارة بلينكن ما هي إلا إعطاء تحذيرات للدول العربية والدول المجاورة بعدم التدخل كما أن الدعم المعنوي والدعم المادي تم إيقافهما.
وأكمل: هذه الجولات ليس لها أي فائدة للفلسطينيين أو لغزة وإنما الفائدة هي ضمان أن يقوم الإسرائيليين بدفن أهل غزة تحت الأرض لأن هذا هو المكان الوحيد الذي أصبح متاحا لهم، وبالطبع كان هناك تنويه أن الملجأ الأخير هو "معبر رفح" ودخول بعضهم إلى أرض سيناء، وهذه الأمر مثار بشكل كبير داخل أروقة السياسة الأمريكية وأروقة الإعلام الأمريكي، وهناك شبه حديث أن هذا هو الملجأ الوحيد في محاولة لإغراق مصر بالمتدفقين الفلسطينيين.