خصصت الدولة استثمارات تجاوزت الـ2 مليار جنيه لرفع قدرة وكفاءة الشبكة الكهربائية بمحافظات الصعيد، التى ظلت تعانى من أزمة في تذبذب التيار الناتج عن انخفاض الجهد لسنوات طويلة، حتى انتهت هذه المعاناة بإنشاء أكبر محطة لتوليد الكهرباء فى العالم بمحافظة بنى سويف بقدرة 4800 ميجا وات، وهى الأولى بالصعيد.
تطوير شبكة الكهرباء بالصعيد
ونجحت الشركة القابضة لكهرباء مصر برئاسة المهندس جابر دسوقى ممثلة فى شركات مصر العليا ومصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين التغذية الكهربائية لمحافظات الصعيد بأعلى معايير الجودة، وبلغ إجمالى القدرات المتاحة لمحافظات الصعيد حاليا 12 ألف ميجا وات.
ويعتبر إنشاء محطة بنى سويف إحدى محطات سيمنس العملاقة بقدرة 4800 ميجا وات الأكبر والأحدث بالعالم أول محطة إنتاج بوجه قبلي، وهو الأمر الذي جعل مستوى الخدمة لا تقل عن القاهرة وقضى بشكل جذري على مشاكل انخفاض الجهد وتذبذب التيار الكهربائي.
ومن بين المشروعات التي كان لها أثر كبير في تطوير شبكة الكهرباء بمحافظات الصعيد، إنشاء خطوط الربط لمشروع محطة محولات دشلوط جهد 220 ك.ف، حيث تساهم في استقرار وانتظام الجهود بمحافظة أسيوط والظهير الصحراوي لمدينة ديرمواس وديروط وجميع المراكز والقرى والنجوع التابعة التي تعانى من مشاكل عدم استقرار الجهود على مدار الفترات الماضية.
ومن المستهدف أن تنفذ شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء خطة استثمارية بقيمة 592 مليون 899 ألف جنيه خلال عام الموازنة 2024/2023 لتحسين أداء الشبكات وتلبية النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية.
وسيتم تنفيذ الخطة الاستثمارية من خلال عمل توسعات واحلال وتجديد شبكات بقيمة و350.659 مليون جنية للخطة الذاتية، 117.805 مليون جنية للبنود الإضافية للخطة الاستثمارية، و30 مليون جنيه لمشروع تحويل الخطوط الهوائية لكابلات أرضية و 94.435 مليون جنيه لمشروع العدادات الذكية والبنية التحتية لها، مع مراعاة قيمة مصروفات الصيانة في ضوء برامج الصيانة المستهدفة وإعادة تأهيل المهمات المرفوعة واستخدامها مجدداً في خطط الإحلال والتجديد والتوسعات.
ووضعت شركة مصر العليا خطة لتوسع وإحلال وتجديد شبكة الجهد المتوسط والجهد المنخفض، بما يتلاءم مع تطور الأحمال، ما يساهم في تحسين أداء الشبكة وجودة التغذية الكهربائية للمشتركين حيث مستهدف تنفيذ الآتى خلال عام 2023/2024.
وتعمل الشركة علي رفع كفاءة الشبكات لتحسين مؤشرات جــودة التغذية الكهربائية من خلال التنسيق مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء لزيادة سعات المحولات، وإنشاء محطات محولات جديدة بمراكز الأحمال، بالإضافة إلى معالجة انخفاض الجهود بالمحولات الرئيسية وتركيب محولات توزيع قليلة المفاقيد ذات مغيرات جهد 7 خطوة بجهود تشغيل 10,5/0,4 ك.ف.
كما أنه سيتم التوسع في أعمال وبرامج قياسات المتغيرات الكهربائية بالشبكات (أحمال/ جهود/درجات حرارة/معامل قدرة وخلافه) ، ووضع الخطط والبرامج لمعالجة اى حيود في القياسات ، علاوة على إعداد مؤشرات جودة التغذية الكهربية دورياً وإعداد مقارنة لمعدل التطور وعرض الأعطال شهرياً مقارن بالعام السابق، واتخاذ إجراءات تقليل متوسط زمن العطل.
مليار و200 مليون جنيه
ومن جانبه أكد المهندس رأفت شمعة رئيس شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء، أنه نظرا لما يشهده الصعيد حالياً من اهتمام القياده السياسيه بتنميته وما يتبع ذلك من تنفيذ مشروعات قومية وضخ استثمارات ضخمه، تم الانتهاء من تنفيذ التغذية الكهربائية لعدد من المشروعات الاستراتيجيه ومشروعات الغير، والتى بلغت تكلفتها أكثر من مليار 200 مليون جنيه، ومن ثم تحقيق رؤية ورسالة الشركة من حيث توفير الطاقة الكهربائية لكافة العملاء نطاق عمل الشركة .
وأضاف شمعة أن شركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء التى تضم محافظات " الوادى الجديد، أسيوط، المنيا، بنى سويف والفيوم"، أعدت خطة استهدفت النهوض بمستوى الخدمات وتحسين جودة التغذية الكهربائية لعملائها طبقا" لمعايير الجودة وكذلك مواجهة الزيادة المستمرة فى إستهلاك الطاقة الكهربائية والأحمال المتوقعة فى أنماط الاستهلاك وذلك بعد دراسة نتائج أداء الشبكة وفترة ذروة الأحمال خلال فصل الصيف وبحث وتحليل الأعطال بكل من شبكتى الجهد المتوسط والمنخفض وتحديد أماكن الضعف بها للوقوف على اسباب الانقطاعات وإتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب تكرارها.
ومن المستهدف تنفيذ خطة إستثمارية بقيمة 784 مليون 928 ألف جنيه خلال عام الموازنة 2024/2023 لتحسين أداء الشبكات وتلبية النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ خطة توسعات بقيمة 469 مليون جنيه، وإحلال وتجديد بقيمة 240 مليون جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع العدادات الذكية المرحلة الاولى ( RFP1 ) بقيمة 39.928 مليون جنيه.
من جانبه، قال خبير التنمية المستدامة، الدكتور الحسين حسان، إن تطوير محافظات الصعيد يعد خطوة هامة باعتبار أن مصر تعمل على تطوير الصعيد في عده محاور رئيسية، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على تطوير البنية التحتية في القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا في تلك المحافظات، وفي اتجاه موازي تعمل أيضا على تطوير فكره التنمية الاقتصادية، وتعظيم الاستفادة من الثروات الموجودة داخل الصعيد بالإضافة إلى مشروعات حياة كريمة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.
وأضاف حسان في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الحكومه تعمل جاهدة على إطارات عديدة في تطوير محافظات الصعيد من خلال وضع ميزانيه لتطوير قرى الصعيد، كذلك إنشاء مجموعة من الكباري والمحاور النيلية التي انقذت الملايين من الأهالي في الصعيد الذين يستخدمون المراكب المتهالكة التي قد تعرض حياتهم من الخطر.
ولفت إلى أن جهود الدولة ساعدت على تطوير 14 مدينة من صعيد مصر من إجمالي 30 مدينة من مدن الجيل الرابع، كما تعمل من خلال آليات وخطط استثمارية كبرى للاستفادة من المقاومات الموجودة في الصعيد، وكذلك إنشاء مدن صناعية كوبرى مثل مدينة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، لافتا: تشمل التنمية في الصعيد كافة الأرجاء من الشمال إلى الجنوب، كما عملت على إنشاء جامعات أهلية تسهل على أهالي الصعيد تلقي التعليم دون الحضور إلى العاصمة.
واختتم قائلاً أن من أبرز آليات الاهتمام بالصعيد هي زيارة الرئيس السيسي لعدد من محافظات الصعيد سواء لافتتاح طريق الكباش أو غيرها من الاحتفاليات التي شهدتها الفترة الماضية سواء في أسوان أو الأقصر أو سوهاج بما يدل أن القيادة السياسية تضع التطوير على رأس أولوياتها بهدف تحقيق النهضة الحضارية في الجمهورية الجديدة.