تشهد الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة وداخل فلسطين حالة من التوتر عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس داخل عدد من المدن والبلدات في إسرائيل صباح اليوم السبت، مما تسبب في فوضى عارمة ومقتل ما يزيد على 250 إسرائيليا وأسر ما يزيد على 100 آخرين وإصابات المئات.
هروب 100 مليار دولار
وشنت حركة حماس هجوما مباغتا على إسرائيل شمل اختراق مسلحين حواجز أمنية وإطلاق وابل من الصواريخ من غزة فجر السبت خلال عطلة عيد "بهجة التوراة" اليهودي، فيما جاء الهجوم بعد 50 عاما ويوم واحد من شن القوات المصرية والسورية هجوما خلال عطلة يوم الغفران اليهودي في محاولة لاستعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل خلال صراع قصير في عام 1973.
[[system-code:ad:autoads]]
وأطلقت حركة حماس وابلا من الصواريخ على جنوب إسرائيل لتدوي صفارات الإنذار في مناطق بعيدة مثل تل أبيب وبئر السبع، في نحو السادسة والنصف صباحا، بينما قالت حماس إنها أطلقت 5000 صاروخ في أول دفعة من الصواريخ، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن 2500 صاروخ أُطلقت.
وتصاعد الدخان فوق المناطق السكنية الإسرائيلية واحتمى الناس خلف المباني مع انطلاق صفارات الإنذار في سماء المنطقة، فيما ذكرت تقارير أن امرأة واحدة على الأقل قتلت جراء الصواريخ.
وقالت إسرائيل إنها في حالة حرب وبدأت ضرباتها ضد أهداف تابعة لحماس في غزة، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 198 شخصا، وإصابة 1610 آخرين جراء القصف الاسرائيلي منذ صباح اليوم.
من جانبه قدر أبوبكر الديب المفكر الاقتصادي، أن تترك عملية طوفان الأقصى التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية اليوم ضد الكيان الإسرائيلي آثار سلبية هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي، كما تهدد بهجرة 7 آلاف شركة ناشئة من تل أبيب وتحويل أموالها والعاملين بها وحتى مقارها إلى خارج إسرائيل أو تسريح العاملين الإسرائيليين، فضلا عن خسائر هائلة بقطاعات السياحة والطيران والنقل والبنية التحتية، متوقعا أن تصل الخسائر إلى 100 مليار دولار .
وأضاف الديب خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أن العملية ستضعف قيمة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الامريكي وتهوي بالأسهم والبورصة وتؤدي لتراجع التصنيف الائتماني لاقتصاد إسرائيل.
وذكر الديب، أن الدراسة ستعطل من منطقة تل أبيب الكبرى حتى مناطق "غلاف غزة"، كما ستغلق مئات المناطق الصناعية وآلاف المنشآت التجارية ومجمعات التسوق، وهي التي تشكل عصب الاقتصاد في إسرائيل وتخدم الملايين، كما تم إغلاق المطارات والموانئ والمعابر أمام الاستخدام التجاري.
وقال الديب: إن الحرب تأتي في وقت يقع فيه الاقتصاد الإسرائيلي تحت تأثير تداعيات الإضرابات التي رافقت تعديلات قضائية أقرها الكنيست مؤخرا، كما أن الاستثمارات الأجنبية سجلت انخفاضا كبيرا في الربع الأول من 2023 بلغ 60%، مقارنة بالمتوسط في كل من الربعين الأولين لعامي 2020 و2022، فيما توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتباطأ الاقتصاد الإسرائيلي إلى 2.9٪ في 2023 من نسبة 3٪ التي كانت متوقعة، وإلى 3.3٪ في 2024 من 3.4٪ سابقا.
تطورات الوضع ميدانيا
ووجهت إسرائيل، اليوم السبت، رسالة لمجلس الأمن، قالت فيها إن حماس تتحمل المسؤولية منفردة ونتائج هذه الأحداث، مضيفة في رسالتها أنها ستتصرف بأي طريقة ضرورية لحماية مواطنيها وسيادتها.
وأعلن مجلس الأمن، اليوم السبت، عن عقد اجتماع طارئ غدا الأحد؛ لبحث العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلا في بيان صادر اليوم، إنه "سيجتمع لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد وقعت معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وقوات الأمن في جنوب إسرائيل، فيما قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح مسجل من مدينة تل أبيب، إن "إسرائيل في حالة حرب، وليست في عملية عسكرية".
وأوضح نتنياهو أنه أصدر تعليماته في البداية بتنظيف المستوطنات ممن أسماهم "بالإرهابيين" الذين اقتحموها، موعزا باستدعاء قوات الاحتياط على نطاق واسع، محذرا من أن "العدو سيدفع ثمناً غير مسبوق"، مشيراً إلى أنه آمر "بتعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط وللرد على إطلاق النار بحجم لم يعرفه العدو".
وأطلق الجيش الاسرائيلي اسم "السيوف الحديدية" على العملية العسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك "برية" ضد مقاتلين فلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء "بالمظلات" بحرا وبرا، وقال الجيش إن عشرات الطائرات هاجمت 17 موقعا و4 مقرات لحماس بغزة حتى الآن.
وقال المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي إن اسرائيل في حالة حرب، مشيرا إلى وجود21 بؤرة نشطة للاشتباكات في الجنوب.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في تقييم للوضع صباح السبت، من أن حماس "ارتكبت خطأً فادحاً هذا الصباح بهجومها على إسرائيل"، مؤكدا أن جنود الجيش الإسرائيلي يحاربون في كل نقاط التسلل ضد من وصفهم بالعدو، ومشدداًعلى أن إسرائيل ستنتصر في هذه الحرب، وقد أغلق الجيش عددا من الحواجز الأساسية بين رام الله والقدس، وهناك انتشار كبير للحواجز العسكرية.
واتخذت الشرطة الإسرائيلية في جنوب البلاد وضعا قتاليا لمواجهة هجوم مفاجئ شنه مسلحون من حركة حماس، إذ وافق وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت على استدعاء جنود احتياط بشكل واسع لأداء مهام مطلوبة في مجموعة متنوعة من الوحدات، وفقًا لاحتياجات الجيش الإسرائيلي بحسب ما جاء عن مكتب وزارة الدفاع.
وأعلنت الجبهة الداخلية الاسرائيلية حالة الطوارئ الشاملة في محيط ثمانين كيلومترا من محيط قطاع غزة، قبل جلسة طارئة يعتزم المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي عقدها ظهر اليوم لمتابعة التطورات الأمنية.