تصاعدت وتيرة الصراع بين حزب الله وإسرائيل بشكل كبير، مع استخدام الطرفين أحدث ما يمتلكانه من أسلحة في محاولة لتحقيق تفوق عسكري أو إجبار الآخر على الدخول في مفاوضات. ومن أبرز تطورات هذا التصعيد، استخدام حزب الله لصاروخ متطور يدعى "ألماس"، والذي استنسخته إيران من صاروخ إسرائيلي استولى عليه الحزب في حرب عام 2006.
وهذه الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات حول كيفية قلب الأسلحة على صانعيها وتأثير ذلك على ديناميكيات الصراع.
صواريخ ألماس.. السلاح ينقلب على صانعه
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن حزب الله يستخدم الآن صواريخ "ألماس"، وهي نسخة مطورة من صاروخ سبايك الإسرائيلي المضاد للدبابات. ويُعتقد أن مقاتلي حزب الله استولوا على هذه الصواريخ خلال حرب 2006 وشحنوها إلى إيران، حيث قامت الأخيرة بهندستها عكسيًا لاستنساخها.
وصاروخ "ألماس" يمثل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل، حيث يتميز بقدرته على إصابة الأهداف بدقة تصل إلى مدى 10 أميال، بالإضافة إلى تقنية متقدمة لتوجيه الصاروخ وتتبعه. ويُستخدم هذا الصاروخ لضرب القواعد العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما يشكل تحديًا جديدًا أمام القوات الإسرائيلية.
ظهور صاروخ ألماس وتطوره
وظهر صاروخ "ألماس" لأول مرة بعد حرب 2006، عندما اكتشف الجيش الإسرائيلي فقدان عدد من صواريخ سبايك خلال الحرب. منذ ذلك الحين، قامت إيران بتطوير الصاروخ ليصبح أكثر تقدمًا.
وحاليًا، يصنع حزب الله هذه الصواريخ في لبنان لتقليل اعتماده على الإمدادات الإيرانية. وقد شوهد هذا الصاروخ علنًا لأول مرة في إيران عام 2020، وتم استخدامه عمليًا في مناورات عسكرية إيرانية عام 2021.
وفي يناير 2024، استخدم حزب الله صواريخ "ألماس" ضد أهداف إسرائيلية، ونشر مقطع فيديو لهجوم على قاعدة رأس الناقورة البحرية. وتكررت هذه الهجمات خلال العام، مع استخدام الصاروخ لضرب أهداف استراتيجية إسرائيلية، مما أثار قلقًا كبيرًا لدى الجانب الإسرائيلي.
أبعاد الصراع والتأثير الإقليمي
ويرى خبراء أن استخدام صواريخ "ألماس" يعكس التحول في ديناميكيات الصراع الإقليمي. فبدلاً من الاعتماد على الأسلحة التقليدية، أصبح حزب الله وإيران يعتمدان بشكل متزايد على تقنيات متطورة تغير قواعد اللعبة.
وأقر مسؤولون إسرائيليون، بأن صواريخ "ألماس" تُمثل تهديدًا حقيقيًا للوحدات والمعدات الإسرائيلية. كما يشير الخبراء إلى أن هذه الصواريخ قد تنتشر في ساحات قتال أخرى عبر وكلاء إيران، مما يوسع دائرة التهديد.
ومع استمرار الصراع بين حزب الله وإسرائيل، يبرز استخدام صواريخ "ألماس" كمؤشر على تحول في أساليب الحرب وتزايد اعتماد الجماعات المسلحة على تقنيات مستنسخة من أسلحة الخصوم. وبينما يثير هذا التطور مخاوف إقليمية ودولية، يبقى التساؤل قائمًا حول كيفية تأثير هذه الأسلحة على مستقبل الصراعات في المنطقة.