الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدية جديدة من روسيا لدول أفريقيا.. هل تنجح في القضاء على أزمة الغذاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت أسواق الغذاء العالمية حالة من التقلبات الشديدة بعد إعلان روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، حيث قالت الأمم المتحدة، إن اتفاقية البحر الأسود عادت بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم.

حرب تصدير القمح والحبوب

وعقب هذا القرار الذي أقرته روسيا في يوليو 2023 حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من انتشار الجوع وتعرض مئات الملايين حول العالم لخطر المجاعات والموت، وذلك بعد انسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب، و"تعد روسيا وأوكرانيا هما أكبر البلاد المصدرة للحبوب".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عقب قرار روسيا حينها: "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع بسبب قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية ، فيما المستهلكون يواجهون أزمة عالمية لكلفة الحياة سيدفعون الثمن".

جدير بالذكر أن أسعار المواد الغذائية قد شهدت قبل الحرب ضد أوكرانيا ارتفاعا جراء تداعيات جائحة كورونا وأزمة سلاسل التوريد، ولكن الحرب الروسية على أوكرانيا أدت إلى تفاقم الأزمة.

وأعلنت الحكومة الروسية، الجمعة، أنها تتوقع البدء في توريد الحبوب إلى إفريقيا في غضون شهر ونصف، فيما قال وزير الزراعة الروسي ديمتري باتروشيف، بحسب ما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية: "نحن الآن نضع اللمسات النهائية على جميع الوثائق، أعتقد أنه في غضون شهر ونصف، ستذهب السفن بالفعل إلى هناك".

الرئيس الروسي فلاديمير

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، الشهر الماضي، حيث قال بوتين إن "روسيا ستزود 6 دول إفريقية بالحبوب مجانا قريبا"، فيما قال بوتين، خلال اجتماعه مع الزعماء الأفارقة خلال قمة روسيا وأفريقيا في يوليو، إن "روسيا يمكن أن تحل محل إمدادات الحبوب الأوكرانية إلى إفريقيا".

وكانت الحكومة الروسية أعلنت أنها لن تجدد التزامها باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، التي تم التوصل إليها المذكورة بوساطة من تركيا والأمم المتحدة في يوليو 2022، وسمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها والإبحار بها عبر ممر آمن في البحر الأسود، إلى مضيق البوسفور التركي.

وجاءت الاتفاقية في الأساس لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي اندلع في فبراير 2022، حيث إنه بعد وقوع الحرب بين البلدين أعربت الكثير من دول العالم عن مخاوفها من وقوع مجاعة خاصة في البلدان الفقيرة في أفريقيا والشرق الأوسط ، حيث يعتمد 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على الحبوب الأوكرانية، وفقا لأرقام برنامج الغذاء العالمي.

وكان ينص الاتفاق على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، كما أتاح الاتفاق تصدير حوالي 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية لا سيما القمح والذرة ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية عالميا واستبعاد مخاطر حصول نقص.

الجميع يخاطب ود أفريقيا

وقال الدكتور محمود عنبر الخبير الاقتصادي ومستشار البنك الدولي: إن هذا الأمر يعد طبيعياً وكان متوقعاً، حيث إن العالم الآن انقسم حاليا إلى معسكرين؛ المعسكر الأول هو معسكر شرقي بقيادة روسيا والصين ضد المعسكر الغربي بقيادة أمريكا وأوروبا، وكل منهما يخاطب ود القارة الأفريقية، أي أن القارة الأفريقية أصبحت هي الساحة والمسرح للصراع ما بين المعسكرين، وبالتالي الجميع يبحث عن وضع إقليمي في هذه المنطقة من خلال تكوين بعض التحالفات، والتراجع عن وقف اتفاقية الحبوب من جانب الطرف الروسي جاء كرد فعل على العقوبات الاقتصادية الموجهة لها من أمريكا، ولكن بالطبع كان المتأثر الأكبر من ذلك هي دول القارة السمراء.

وأضاف عنبر - خلال تصريحات لــ" صدى البلد": في إطار الاستعدادات لحالة الصراع وتشكيل خريطة القوى الاقتصادية الجديدة، تراجعت روسيا عن هذا القرار في محاولة منها لتعويض القارة الأفريقية عن هذا الأمر، وسبق هذا أيضاً انضمام بعض الدول الأفريقية إلى تكتل بريكس مثل (إثيوبيا - مصر) ، وهو ما ردت عليه في المقابل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنت ضمها الاتحاد الأفريقي لقمة العشرين، لذلك يمكننا القول إن القارة الأفريقية كما ذكرت هي الساحة والمسرح للصراع لتكوين بعض التحالفات. 

وتابع: يجب على القارة الأفريقية في هذا الصدد أن لا تعيد السيناريو الذي تم تكراره أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا (الاتحاد السوفيتي حينها)، ويجب على القارة الأفريقية أن تستغل هذا الأمر الاستغلال الأمثل لتعظيم مصالحها ولتعظيم الاستفادة خاصة وأن القارة الأفريقية لا زالت تمتلك الموارد التي لم تستغل بعد.