EN 
تتمتع مصر واليابان بعلاقات صداقة طيبة؛ إذ تنظر اليابان إلى مصر باعتبارها الشريك العربي الأساسي وكدولة محورية في الشرق الأوسط، وقد كان انعقاد الدورة الثانية لمنتدى الحوار الياباني- العربى في مارس 2004 في مدينة الأسكندرية انعكاساً لذلك، وبدأت الجهود المشتركة بين البلدين تؤتي ثمارها في تقوية وترويج العلاقات التجارية والثنائية بين البلدين.
وزير الخارجية الياباني في مصر
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الأربعاء 6 سبتمبر، وزير خارجية اليابان، يوشيماسا هاياشي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين الصديقتين.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى، بأن الرئيس طلب نقل تحياته إلى "فوميو كيشيدا" رئيس الوزراء الياباني، منوهًا إلى ما تحظى به اليابان من مكانة وتقدير كبيرين لدى مصر على المستويين الرسمى والشعبى، وحرص مصر على تعزيز علاقات التعاون المشترك، والبناء على نتائج زيارة رئيس وزراء اليابان إلى مصر فى شهر أبريل الماضى، التى تم خلالها رفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
من جانبه؛ نقل وزير الخارجية الياباني إلى الرئيس تحيات وتقدير رئيس الوزراء اليابانى، مشيرًا إلى ترحيب اليابان بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات المشتركة على كافة الأصعدة فى ضوء الشراكة الاستراتيجية التى تجمع بين الدولتين، ومشيدًا بما حققته مصر على الصعيد التنموى، بما ساهم فى تحقيق طفرة فى الاستثمارات اليابانية فى مصر ومضاعفتها خلال فترة قصيرة، مؤكدًا تطلع اليابان لمواصلة وتعزيز هذا المسار.
وذكر المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول عددًا من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات، حيث أعرب الرئيس عن حرص مصر على تعزيز التعاون بين البلدين فى مجال التعليم، فى ضوء الاهتمام بالاستفادة من التجربة اليابانية المميزة فى هذا الصدد، وخاصة ما يتعلق ببناء الشخصية الإنسانية المتميزة على جميع المستويات.
كما تطرق اللقاء إلى مختلف أبعاد التعاون الجارى فى الطاقة والنقل والتكنولوجيا، بالإضافة إلى المتحف المصرى الكبير الذى يعد الأيقونة الكبرى للتعاون الحضارى والثقافى بين البلدين الصديقين.
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد نقاشًا بشأن قضايا السلم والأمن الدوليين، لاسيما الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السلبية على الوضع الاقتصادى العالمى وأزمتى الطاقة والغذاء.
كما تمت مناقشة عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب وزير الخارجية اليابانى فى هذا الإطار عن دعم بلاده للجهود المصرية الحثيثة لتسوية الأزمات القائمة فى المنطقة، وتوافقت وجهات النظر إزاء أولوية الحلول السياسية والحوار السلمى، والحفاظ على وحدة وتماسك الدول، بما يصون مقدرات شعوبها ودعائم مستقبلها.
العلاقات المصرية اليابانية
كما تم التوافق بشأن ضرورة العمل على التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحقق السلام الدائم فى المنطقة، وأكد الرئيس موقف مصر بشأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يحقق مصالح جميع شعوب المنطقة فى السلام والأمن والتنمية.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، إن زيارة وزير خارجية اليابان لمصر تمثل أهمية كبيرة في هذا الوقت، لأن اليابان تنظر لمصر على أنها دولة محورية للإقليم وبوابة حقيقية لأفريقيا.
وأضاف في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن اليابان لها دور مهم في بحث الأوضاع في الضفة و قطاع غزة بهدف تعزيز التنسيق المشترك، مؤكدا أن اليابان تحاول أن تتحرك في مقاربات سياسية واقتصادية وتتواجد في الملفات الرئيسة وتطوير منظومة العلاقات مع الدول المعنية سواء كانت مصر أو الأردن أو فلسطين.
وتابع فهمي قائلاً إن العلاقات المصرية اليابانية علاقات متميزة وجيدة وتركز علي البعد الاقتصادى التنموي وحاليًا تركز علي مجالات الطاقة المستجدة والتعاون في المجالات و مكافحة الإرهاب والتطورات الموضوعات الخاصة بالغذاء الحبوب، وهذا اللقاء مهم وسيبني عليه سلسلة من الإجراءات في تنسيق في الملفات الثنائية، مشيرًا إلى أن الموقف الياباني في الشرق الأوسط موقف متوازن ومعتدل، كما أن اليابان تربطها بدول الاقليم علاقات جيدة.
واختتم قائلاً إن تطبيق فكرة النموذج الخاص بمدارس المصرية اليابانية نموذجًا لهذا التعاون، مشيراً إلى أن هناك مباحثات لتوسيع نموذج المدراس المصرية اليابانية في الشرق الأوسط، لأن هذه التجربة أحدثت نجاحًا في مصر، لذا هذا النموذج قابل للتكرار في مناطق متعددة، كما أن هناك تنسيق مصري ياباني علي أعلي مستوى وقدمت مصر الكثير من التسهيلات وترحب دائماً بالاستثمار في مجالات متعددة.
