الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القاهرة الملاذ الآمن.. البرهان يلجأ لمصر لوأد الصراع في السودان وعودة الاستقرار

السيسي والبرهان
السيسي والبرهان

تلعب القاهرة دورا مهما في مساندة الأشقاء العرب في أوقات الأزمات، ودائما ما كانت ملاذا آمنا للجميع، يلجئون إليها في حال تقطعت بهم السبل كما فعل الأشقاء في السودان، الذي يعاني من صراعا مسلحا منذ 15 أبريل الماضي، لعلهم يجدون عند القيادة المصرية حلا للأزمة التي تهدد استقرار جزءا مهما وغالي من أمتي وادي النيل.

السيسي والبرهان

البرهان في مصر  

وقام الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وفي إطار العلاقات القوية التي تجمع القاهرة بالخرطوم والدعم الكبير المقدم من قبل مصر قيادة سياسية وشعبا للسودان، بزيارة إلى مصر التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مدينة العلمين، وذلك في أول زيارة خارجية مُعلنة له منذ اندلاع المعارك في السودان الشقيق.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

من جانبه؛ أعرب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين بمصر، ومعرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في   السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظاً على سلامة وأمن السودان الشقيق، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني الشقيق وتطلعاته نحو المستقبل. 

وتناول اللقاء كذلك تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر. كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام.

ومن جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، الثلاثاء، أن رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، وصل مطار العلمين الدولي، وكان في استقباله الرئيس السيسي.

وقال السماني عوض الله الكاتب الصحفي ورئيس موقع الحاكن نيوز، إن الزيارة التي قام بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى جمهورية مصر العربية هي زيارة غاية في الاهمية خاصة وأن مصر كان لها دور إيجابي بما يحدث في السودان وظلت مصر داعمة للشرعية الوطنية والحفاظ على المؤسسات الوطنية.

وأضاف السماني عوض الله - خلال تصريحات لـ"صدى البد": منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل الماضي، ويقوم الرئيس السيسي باتصالات مكثفة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، وذلك من أجل إيجاد حل سلمي للسودان، مشيرا: أسفرت تلك الجهود عن عقد قمة دول جوار السودان والتي عقدت في القااهرة بهدف حل الازمة في السودان.

جانب من اللقاء

علاقات قوية ومتينة

ولفت: زيارة البرهان تأتي في توقيت هام، حيث إن مصر هي أول ولة يزورها البرهان منذ اندلاع الحرب، أما عن العلاقات المصرية السودانية فهي علاقات متميزة ومتينة وليست وليدة اليوم، بل هي ممتدة ولها جذزر تاريخية عميقة للغاية، ورغم ما يشهده السودان من حرب إلا أن المساعدات المصرية لم تتوقف نحو السودان وهناك حركة تجارية نشطة خلال المعابر التي تربط بين البلدين.

وتابع: هناك إحصائية نشرت في أغطسس الجاري أكدت ارتفاع حصيلة التبادل التجاري عن ما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي ورغم التأثير السلبي على النشاط التجاري والاقتصادي لم تتوقف الصادرات المصرية، ولم تتوقف المنتجات المصرية عن البيع في الأسواق، مشيراً إلى أن المنتجات المصرية هي الأكثر أماناً مما زاد من حجم التبادل التجاري ين البلدين، والذي تجاوز 800 مليون دولار، وبالتالي كلامها دولاً استراتيجية مهمة بالنسبة لبعضهم البعض.

من الجدير بالذكر أنه منذ اندلاع التوترات في السودان حدثت موجة من النزوح وترك آلاف السودانيين موطنهم واتجهوا إلى الدول المجاورة كملاذ آمن، حيث تسببت الاشتباكات في نزوح أكثر من مليوني نازح ولاجئ، وقالت منظمة الهجرة الدولية في بيان صادر عنها في يوليو 2023، إن عدد النازحين وصل إلى نحو 3 ملايين شخص داخليًا وعبر الحدود بسبب الصراع في السودان، في أقل من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى أكثر من 2.2 مليون نازح داخليًا، فر نحو 700 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.

وأضافت منظمة الهجرة أن معظم النازحين في السودان فروا من ولاية الخرطوم 67% ودارفور 33%، نحو الولاية الشمالية 16% ونهر النيل 14% وغرب دارفور 7% والنيل الأبيض.

كما كان قد طالب الرئيس السيسي الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق، خلال اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.

وكان يجري الرئيس السيسي عدة اتصالات بنظراءه فى أفريقيا، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالات هاتفية مع كل من الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، حيث ناشد بالوقف الفورى لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السودانى الشقيق، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا بحسب متحدث الخارجية السفير أحمد أبو زيد.

فضلاً عن قيام وزارة التضامن الاجتماعي من خلال جمعية الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع نظيرتها السودانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والسفارة المصرية في السودان بتقديم كافة أشكال الإغاثة الإنسانية والطبية والاجتماعية والتي شملت ؛ استقبال جميع العالقين وإنهاء جميع الإجراءات المالية بأيسر السبل، بالاضافة إلى تجهيز وسائل النقل من المعبر إلى مدينة أسوان والمحافظات الأخرى؛ توفير وسائل الاتصالات من خطوط تليفون وإنترنت كي يطمأن العالقون على ذويهم؛   قيام الهلال الأحمر المصري بتنفيذ حملة إلكترونية استهدفت الطلبة والطالبات والجاليات العربية للتوعية بمعايير السلامة والصحة المهنية؛ استقبال الشكاوى من النازحين من خلال غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم النفسي، وتوجيههم للطرق الآمنة للخروج طبقا لما أقرته الدولة المصرية".