الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان .. حكم المباهاة والتفاخر بالطعام والشراب.. كيف نجدد إيماننا كما فعل النبي؟.. وما هي أهمية الستر في الإسلام؟

فتاوي تشغل الأذهان
فتاوي تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

حكم المباهاة والتفاخر بالطعام والشراب

كيف نجدد إيماننا كما فعل النبي؟ 

ما هي أهمية الستر في الإسلام؟ 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان. 

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه مع الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي انتشرت عدوى المُبَاهَاةِ بالنِّعَم، والتَّفَاخُر بالمُمتَلَكات من خلال التِقَاط الصّور معها، والإفراط في نشرها، دون مراعاة لمشاعرِ مُفتقديها؛ سيما في أوقات الترويح وأماكنه.

وأضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن سيدنا رسول الله يحثنا على إدخال السرور على قلوب الناس، ومراعاة مشاعرهم؛ فيقول: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ...». [أخرجه الطبراني في الأوسط].

وأشار مركز الأزهر العالمي، إلى أن إنفاق المبالغ المالية الكبيرة على أفراح الزفاف لن تهب الزوجين حياة زوجية سعيدة، والحقيقة أن التوافق، ومراعاة الحقوق والواجبات، والاحترام المتبادل أولى بالاهتمام من التفاخر بالمظاهر.

وأوضح أن الرياء: هو فعل العبادة أو غيرها من الطاعات دون أن يكون ذلك خالصًا لوجه الله تعالى، وإنما من أجل التباهي و طلب المدح من الناس، والله سبحانه وتعالى ذمّ من يُرائي بالعبادة؛ قال عزّ من قائل: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ ‌يُرَاءُونَ} [الماعون: 4-6]، وقال عنه سيدنا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ ‌الشِّرْكُ ‌الْأَصْغَرُ» قَالُوا: وَمَا ‌الشِّرْكُ ‌الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً». [أخرجه أحمد في مُسنده].

فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله ﷺ ترك لنا العمل الصالح مفتوحا على مصراعيه؛ فجعل التبسم في وجه أخيك صدقة، وجعل الوضوء تنزيلا للمعاصي من أعضاء الوضوء فتخرج بعده طاهرا تبدأ حياة جديدة مع ربك.

وأضاف الدكتور علي جمعة في بيان له، أن النبي ﷺ كان: «جددوا إيمانكم»، متسائلا: كيف يا رسول الله؟ «قولوا لا إله إلا الله» فلا إله إلا الله عندما تذكرها من قلبك وفي وعيك؛ فهذا هو الوعي الذي يبدأ قبل السعي، تبدأ حياة جديدة مع الله.

وأفاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم، جعل الاستغفار من موجبات المغفرة، وجعل وضعك يدك على رأس يتيم من موجبات المغفرة، وجعل كفالتك لليتيم أمرا عظيما، تعطيك مكانة هائلة فيقول ﷺ: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» أي أن كفالة اليتيم تساوي مكانتك في الجنة في مقام رسول الله ﷺ وهو المصطفى المختار كلام عجيب!، لكنه يفتح لك باب الأمل، باب الغفران، باب الحب.

وأكد أن كافل اليتيم كما أحبه، وكفله في الدنيا لوجه الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه مكانا في جوار سيدنا رسول الله ﷺ في الجنة، لافتا إلى أنه كلام عجيب لكنك لو تأملته لوجدته معقولا، ولوجدته يفتح لك باب الأمل لأن «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».

ونصح الدكتور علي جمعة بالمبادرة بالأعمال الصالحة حتى تغفر لكم هذه الأعمال عند غفور رحيم سبحانه وتعالى.

واستطرد أن من وضع يده على رأس يتيم كان له بمقدار عدد شعر رأسه حسنات وأجر عند الله، وأن الله واسع مالك السماوات والأرض، يقول للشيء كن فيكون لأنه كريم، وأننا نرجو منه سبحانه وتعالى المغفرة، والتوفيق، واللطف، والنصر على أنفسنا وعلى شهوات الدنيا حتى نعبده، وحتى نعمر هذه الأرض، حتى ندخل في نظر الله ورحمته سبحانه وتعالى.

واسترسل أن العباد في أشد الحاجة إلى الله، لافتا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «واتبع السيئة الحسنة تمحها» وأن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».

واختتم بيانه، بأن أحدهم جاء يشكو إلى النبي ﷺ أنه ارتكب ذنبا ورآه كبيرا؛ فقال له: «اذهب فتوضأ وصل ركعتين» بنية أن يغتسل من هذا الذنب، وأن يفق في نفسه، وفي علاقته مع ربه، وأن يسير بعد ذلك في الطريق المستقيم.

كما كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، صحة حديث النبي ﷺ: «إن الله حيي سَتِير، يحب الستر»، موضحاً أن الله سبحانه وتعالى يستر المؤمن في الدنيا؛ ولذلك يأمرنا رسول الله ﷺ أن نستر المؤمنين: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، فإذا أخطأ أحدنا، فإنه يجب على أخيه أن يستره، فاستر على أخيك، ولو بطرف ثوبك»، ويقول: «مَنْ ستر مؤمنًا في الدنيا، ستره الله يوم القيامة».

دين الإسلام مبني على الستر

وبين علي جمعة :"إذن، دين الإسلام مبني على الستر، وعلى العفو، وعلى عدم إشاعة الفاحشة بين الناس"، موضحاً أن دين الإسلام مبني على عدم التفاخر بالمعصية، بل يجب علينا أن نستر هذه المعصية؛ حتى تُنْسَى، وحتى يستمر مَنْ وقع فيها، وَقُدِّرَ عليه هذا البلاء، في التوبة إلى الله من غير فضيحة.

وأضاف: لذلك أمرنا رسول الله ﷺ بالنصيحة، ونهانا عن الفضيحة، فإذا ما نصحت أخاك في السر برفق، وكأنه هو أنت، فإنها نصيحة، وإذا ما جهرت بذلك، فإنها فضيحة، فَأُمِرْنَا بالنصيحة دون الفضيحة، مشددا أن النبي ﷺ سار على هذا النهج، يُعَلِّم أصحابه، ويعلمنا، ويعلم العالمين إلى يوم الدين: أن الأصل هو الستر.

وقال علي جمعة: الله سبحانه وتعالى، يستر المؤمن مرات؛ ولذلك فجيء لعلي بن أبي طالب بشخص يستحق الحد؛ لأنه قد ارتكب جريمة من الجرائم، وجاءت أمه تتشفع، فقال لها علي: إن الله سبحانه وتعالى، لا يفضح العبد في المرة الأولى -ابنك هذا قد اعتاد الإجرام، وارتكب هذه الجريمة مرات- قالت: كيف تعلم؟ قال: لأنه الله سبحانه وتعالى سَتِيرٌ يحب الستر.

وأكمل علي جمعة: "بعد ما أقام عليه العقوبة، سأله: أي مرة هذه؟ فقال: هذه هي المرة العشرين، أي أن الله سبحانه وتعالى ستره مرة، وثانية، وثالثة، ورابعة، وخامسة، لأ، بل ستره عشرين مرة، وهو يرتكب ذلك الجرم، لا يستحي من الله، ويضر الناس، ويوقع بهم الأذية، بكل أنواع الأذية، في أعراضهم، أو أموالهم، وأيضًا: يتهم بعضهم بعضًا؛ ظانين أنهم هم الذين ارتكبوا هذه المعصية، في حين أن هذا هو الذي ارتكبه، وكان ينبغي عليه أن يتوب إلى الله، وأن يتمتع بستره؛ ولكنه لم يفعل.

وشدد: الله سبحانه وتعالى يستر، فعليك أيها المؤمن أن تستر، تستر نفسك أولًا؛ ولذلك نهانا رسول الله ﷺ أن نجاهر بالمعصية، وأن نفتخر بها، وتستر أخاك ثانيًا؛ ولذلك أُمِرْنَا أن نستر على المؤمنين.