الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قادت العرب للتحرر من الاستعمار.. ثورة يوليو صفحة بيضاء مهدت الطريق للجمهورية الجديدة

صدى البلد

تحل علينا اليوم الذكرى الـ 71 لـ ثورة يوليو المجيدة، والتي قامت ضد الفساد والظلم، لتخليص الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي الذي دام 72 عاما، عاش فيها المصريون أياما عجافا من تدني مستوى المعيشة في جميع مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

ثورة يوليو 

السيسي وذكري ثورة يوليو 

وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بخالص التهنئة للشعب المصري العظيم بمناسبة ذكري ثورة يوليو، مضيفا: "ذكري ثورة يوليو المجيدة التي تأتي لتذكرنا بكفاح أجيال من شعبنا نظرت ذات يوم إلي المستقبل فأرادته حرا كريما لمصر وأبنائها وتطلعت إلى التخلص من الاستعمار والسيطرة الأجنبية".

وأضاف الرئيس السيسي، خلال كلمته بمناسبة الذكري الـ 71 لثورة 23 يوليو: "نتوجه إلي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتحية إجلال وتقدير قائد الثورة وتحية اعتزاز إلى الرئيس محمد نجيب الذي تصدر المسئولية في لحظة دقيقة من عمر الوطن وللرئيس البطل محمد أنور السادات الذي أدي الأمانة في الحرب والسلام ودفع حياته ثمنا غاليا لكرامة مصر ومستقبلها".

وقال الرئيس إن أسس وقيم الجمهورية الجديدة تبني على سابقاتها ولا تهدمها وتضيف إليها ولا تنتقص منها.

وأشار الرئيس السيسي، إلى أن تلك الأسس تقوم على أولوية الحفاظ على الوطن وحمايته وسط واقع دولي وإقليمي يتزايد تعقيده واضطرابه على نحو غير مسبوق ووحدة الجبهة الداخلية بالنظر إلى طبيعة التهديدات التي أصبح جزء كبير منها يستهدف الداخل حصرا.

وأضاف الرئيس: اليوم وبعد 70 عاما على تأسيس الجمهورية ومع تغير طبيعة الزمن وتحدياته واجتياز الوطن لأحداث تاريخية كبرى خلال السنوات من 2011 إلى 2014، وفترة عظيمة من الفوضى وعدم الاستقرار هددت وجود الدولة ذاته ومقدرات شعب مصر، كان لزاما أن نفكر بجدية في المستقبل وفي الجمهورية الجديدة التي تمثل التطور التاريخي لمسيرتنا الوطنية كأمة عظيمة آن لها أن تستعيد مكانتها المستحقة بين الأمم.

فخامة الرئيس السيسي 

معاني وقيم وطنية

وفي هذا الصدد، قال جمال رائف، الكتب الصحفي والباحث السياسي، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بمناسبة ذكري ثورة 23 يوليو انطلقت من معاني وقيم وطنية تؤكد أن مصر تنتقل الي جمهورية جديدة هي امتداد طبيعي للجمهورية الأولي التي حررت الوطن ورسخت في الوجدان المصري فكرة الدولة الوطنية كسبيل أمثل للعيش الكريم.

وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ثورة يوليو 23 يوليو هي صفحة بيضاء في تاريخ الأمة، والتي تذكرنا بما أنجزه الشعب المصري في سبيل أن يحرر هذا الوطن من الاستعمار، ويمضي نحو بناء جمهورية أولى حققت المزيد والمزيد من المكاسب.

وتابع: إننا الآن نمضي امتدادًا من هذه الجمهورية إلى الجمهورية الجديدة، معقبا: أن دوافع قيام ثورة يوليو كانت كثيرة ومتعددة، خاصة أن الوضع في الداخل كان مترديا، وأيضًا الحكم كان هشًا للغاية، ولم يكن يلبي تطلعات المواطن المصري.

وأضاف: إننا شهدنا إقطاعا ينهش في الزراعة المصرية، وانهيارا في المسار السياسي الداخلي المصري، وعدم قدرة على التواجد إقليميًا ودوليًا بما يرتقي بتاريخ الدولة المصرية، وقيمتها، لكن يبقى الفقر والكثير من الأمراض التي عانى منها الشعب المصري.

وواصل: كل هذه الأمور كانت دافعًا كبيرًا جدًا لانطلاق المواطنين المصريين حتى قبل انطلاق شرارة الثورة للمقاومة"، موضحًا أن الجيش المصري بقى حينها هو المؤسسة الوحيدة القادرة على الصمود وإنقاذ الوطن، وهذا السيناريو تكرر مجددًا في ثورة 30 يونيو.

 جمال رائف

قوة وثقل سياسي

ومن جانبه، قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن ثورة 23 يوليو غيرت من شكل مصر كثيرا وبصورة إيجابية، وأثرت على النواحي الاجتماعية والسياسية، وأعطت لمصر قوة وثقلا سياسيا كبيرا في الوطن العربي، وقادت القاهرة ثورات التحرر العربية والإفريقية ضد الاستعمار الأجنبي.

وأضاف فرج في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد»، أن ثورة 23 يوليو حققت لمصر أيضا ثقل سياسي عالمي، فقد تأسست حركة عدم الانحياز لإحدى القوتين الشرقية والغربية وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وانضمت لمصر العديد من دول العالم.

وأوضح فرج، أن ثورة 23 يوليو حققت أيضا الضمان الاجتماعي الذي ظل غائبا عن الشعب المصري لفترة طويلة، وعملت على رفع مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين، من خلال القوانين الخاصة بالتأمينات، وقوانين العمل، وقوانين تملك الأراضي، والإصلاح الزراعي، ومجانية التعليم، وزيادة عدد الجامعات، بجانب مشروع بناء السد العالي، وتأميم قناة السويس.

وأكد المفكر الإستراتيجي، أنه من الأهداف الرئيسية لـ ثورة 23 يوليو هو بناء جيش مصري وطني قوي، ليصبح القرار المصري نابع ومستند على قوة جيشه، وبفضل هذا الجيش تمكنت مصر من تأميم القناة، والحفاظ على حقوقها والدفاع عن مكتسباتها ورد العدوان الثلاثي على مصر، ليصبح القرار السياسي المصري يحمه قوة جيشه، وبالتالي تمكنت الثورة من طرد الإنجليز وتوقيع اتفاقية الجلاء عام 1956، والانتصار على إنجلترا وفرنسا في العدوان الثلاثي.

اللواء سمير فرج 

والجدير بالذكر، تحتفل الدولة المصرية اليوم الأحد، بالذكرى الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو 1952م، والتي كتبت بأحرف من نور تاريخا ناصعا يؤرخ للعلاقة القوية والأبدية بين قوى الشعب وجيشه، ويؤكد على التلاحم والتكاتف بينهما في اللحظات والمواقف الفارقة من عمر الوطن.