EN 
مرت منذ أيام الذكرى الخامسة بعد المائة لميلاد المناضل والزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، أول رئيس لجنوب إفريقيا من ذوي البشرة السمراء.
ؤلد نيلسون مانديلا في 18 يوليو عام 1918، في قرية مفيتزو بمقاطعة أوماتاتا التابعة لإقليم ترانسكاي.
درس “مانديلا” القانون في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند. وعاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضواً مؤسسًا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب، بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948.
بدأ نيسلون مانديلا في تنفيذ سياسة الفصل العنصري، حيث برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.
انتُخب مانديلا رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال، وأشرف على الكونجرس الشعبي لعام 1955.
عمل نيلسون مانديلا بالمحاماة، وتم القبض عليه عدة مرات لممارسته لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرّئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف.
شارك نيلسون مانديلا بالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة في عام 1961، أُلقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أُدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.
السجن والحرب الأهلية
مكث نيلسون مانديلا في السجن 27 عامًا، في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور، وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية للضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة.
رئاسة حزب المؤتمر
تولى نيلسون مانديلا رئاسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994؛ قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز.
رئيس جنوب إفريقيا
انتخب نيلسون مانديلا رئيسًا، وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية.
أسس دستورًا جديدًا، ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي، واستمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية.
السياسة الخارجية لمانديلا
وعلى المستوى الدولي، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة (بان آم 103)، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو.
امتنع مانديلا عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة، ركّز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.
جوائز مانديلا
تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها: جائزة نوبل للسلام عام 1993، ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من الاتحاد السوفييتي.
ويتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبًا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه «أبو الأمة»
رحيل مانديلا
تُوفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر عام 2013، عن عمرٍ ناهز 95 عامًا.
