قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مخترع المسدس الدوار.. إنجازات صمويل كولت في عالم الأسلحة

صمويل كولت
صمويل كولت
×

منذ أيام مرت ذكرى ميلاد المخترع الأمريكي صمويل كولت، مؤسس شركة كولت لصناعة الأسلحة، وأول من اخترع المسدس متعدد الطلقات، وجعل إنتاجه ذا جدوى تجارية.

وُلد صمويل كولت في 19 يوليو عام 1814، في مدينة هارتفورد عاصمة ولاية كونيتيكت الأمريكية.

حفزت مقالات عن روبرت فولتن والبارود صمويل كولت طوال حياته، وفي وقت لاحق بعد سماعه الجنود يتحدثون عن نجاح بندقية بسبطانتين وعن استحالة وجود بندقية تطلق النار خمس أو ست مرات دون إعادة تعبئتها؛ قرر كولت أن يصنع «البندقية المستحيلة».

في عام 1829، بدأ صمويل كولت بالعمل في مصنع والده للغزل والنسيج، وأصبح لديه إمكانية الوصول إلى الأدوات والمواد وخبرات عمال المصنع، وبعد قراءاته قام ببناء خلية جلفانية مصنوعة يدوياً، وأعلن في مناسبة الرابع من يوليو من ذلك العام بأنه يستطيع تفجير طوافة على بركة مياه باستخدام متفجرات تحت الماء، وعلى الرغم من أنه لم يصب الطوافة ولكن الأنفجار كان مثيراً للإعجاب.

فكرة عمل المسدس

التحق صمويل كولت بمدرسة داخلية وكان وسيلته في الترفيه عن زملائه الألعاب النارية، وفي عام 1830 تسبب حادث في الرابع من يوليو بإنهاء تعليمه، فالحقه والده لتعلم التجارة البحرية، وفي إحدى الرحلات، لاحظ "صمويل" أنه بغض النظر عن اتجاه دوران عجلة السفينة؛ فإن كل عجلة تصنع بخط مستقيم مع قابض صنع للامساك بها، وفي وقت لاحق قال بإن هذا ماأعطاه فكرة المسدس.

بحاجة إلى تمويل

عندما عاد كولت إلى الولايات المتحدة في عام 1832، قام والده بتمويله لإنتاج بندقية ومسدس، وأول مسدس اكمل صنعه انفجر عندما أطلق النار منه ولكن اداءه كان جيداً، بعد ذلك لم يقم والده بتمويله فكان صمويل بحاجة لإيجاد وسيلة لمواصلة تطوير أفكاره.

اطلع صمويل كولت على أكسيد النيتروز (غاز الضحك) من الصيدلي الذي يعمل لدى والده في مصنع الغزل والنسيج. وعندما احتفظ ببعض من المال قام بإجراء الترتيبات للبدء بصناعة المسدسات باستخدام صانع الأسلحة المناسب من بالتيمور بولاية ماريلاند، وتخلى عن فكرة وجود مسدس متعدد الماسورة، واختار ان يصمم مسدس ذو ماسورة واحدة ولها اسطوانة دوارة.

طلب صمويل كولت استشارة قانونية من صديق والده المحامي هنري ليفيت إلزويرث، والذي أعاره مبلغ 300 دولار، ونصحه بإن يكمل النموذج البدئي قبل ان يتقدم بطلب الحصول على براءة اختراع.

وظف صمويل صانع سلاح إسمه جون بيرسون لصنع مسدسه، وبعد سنوات قليلة تنازعا على المال ولكن التصميم تحسن، وفي عام 1835 كان كولت مستعد لتقديم طلب الحصول على براءة اختراع أمريكية. كان إلزويرث في ذلك الوقت مدير لمكتب براءات الاختراع الأمريكي ونصح كولت بأن يقدم أولاً على براءات الاختراع الأجنبية بوصفها أول براءة اختراع أمريكية، وفي أغسطس من عام 1835 غادر كولت لانجلترا وفرنسا لضمان حضوره في براءات الاختراع الاجنبية.

براءة اختراع

في عام 1835 سافر صمويل كولت إلى المملكة المتحدة متبعاً خطى إليشا كولير من بوسطن التي حازت على براءة اختراع مسدس فلينتلوك من المملكة المتحدة حيث حققت شعبية كبيرة هناك، وعلى الرغم من عدم رغبة المسؤولين الإنجليز من إصدار براءة اختراع لكولت فإنهم لم يستطيعوا إيجاد أي خطأ في تصنيع المسدس وتم إعطاءه أول براءة اختراع (رقم 6909)، وعند عودته إلى أمريكا قدم طلباً للحصول على براءة اختراع أمريكية لـ«المسدس الدوار» وتم منحه براءة الاختراع في الـ25 من فبراير عام 1836.

براءة اختراع مسدس كولت من الولايات المتحده جعلته محتكراً لصناعة المسدس حتى عام 1857، فهو يعتبر صاحب أول مسدس عملي وأول سلاح ناري يطلق النار بشكل متكرر.
أصبح المسدس إرث صناعي وثقافي، كما أنه ساهم في تطوير تكنولوجيا الحرب حيث جسد المفارقات تحت مسمى واحد من ابتكارات شركته فيما بعد وهو «صانع السلام».

من إنجازات صمويل كولت


تشير التقديرات إلى أنه في السنوات ال25 الأولى من التصنيع، انتجت شركة كولت أكثر من 400,000 مسدس، وقبل وفاته قام بالختم على سبطانة كل مسدس «عنوان العقيد صمويل كولت، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية» أو باستخدامه عنوان بلندن.

كان كولت أول مُصنع أمريكي أستخدم الفن كأداة للتسويق عندما وظف شركة كاتلين لعرض اسلحة كولت بشكل بارز في لوحاته، حيث تم منحه الكثير من العقود الحكومية بعدما قام بصنع مسدسات مزخرفه ومنقوشه ذات قبضة غريبة مثل ناب الفيل واللؤلؤ كهدايا للمسؤولين الحكوميين،

في رحلته إلى القسطنطينية أهدى سلطان الدولة العثمانية عبد المجيد الأول مسدس منقوش ومرصع بالذهب مصنع خصيصاً له، حيث أخبره بإن الروس كانوا يشترون مسدساته مما جعل الترك يقومون بطلب 5000 مسدس ولكنه لم يخبر السلطان أنه استخدم نفس التكتيك مع الروس كي يقوموا بطلب مسدسات منه.

استخدم صمويل كولت برنامج تسويق فعال يشمل ترويج المبيعات والدعاية وعينات المنتج والعلاقات العامة، وقد قام باستخدام الصحافة لمصلحته الخاصة بإعطاء المسدسات للمحررين الصحفيين حيث قاموا بتسويقها عبر الاخبار «جميع الحوادث التي تحدث للأدوات الحادة وغيرها من الأسلحة المخادعة» وقاموا بسرد الحوادث التي كانت فيها أسلحة كولت «تم أستخدامها بشكل جيد ضد الدببة والهنود والمكسيكيين وإلخ».

قام كولت بتأسيس مكتبات وبرامج تعليمية داخل مصنع الأسلحة لموظفيه والتي كانت أساس التدريب لعدة أجيال من صانعو الآلات وغيره من الميكانيكيين الأخرين الذين كان لهم تأثير كبير في جهود التصنيع الأخرى.

وفاته

رحل صمويل طولت في العاشر من يناير عام 1862، عن عمرٍ ناهز 47 عاماً. وفي عام 2006 تم إدراج اسمه في قائمة المخترعين بقاعة المشاهير.