الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والتنمية الإفريقية.. مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف المصرية

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

سلَّط كبار كُتَّاب الصحف المصرية، الصادرة صباح اليوم الاثنين، الضوء على عدد من الموضوعات ذات الشأن المحلي.

ففي صحيفة "الجمهورية"، أكد الكاتب عبد الرازق توفيق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتمامًا استثنائيًا بإفريقيا.. يرتكز على الإخلاص والصدق والإيمان والقناعة الكاملة.. من أجل تمكين القارة السمراء واستغلال أمثل لموارد وثروات طبيعية تمثل مستقبل العالم.. وتبدي مصر كامل استعدادها لتقديم كافة أنواع الدعم والخبرات لتحقيق هذه الأهداف.

وقال توفيق - في مقاله بعنوان "«مصر- إفريقيا».. العبور إلى المستقبل" - إن كل شيء يتغير للأفضل، التحديات والمحن تتحول إلى منح، والأزمات تتحول إلى إنجازات، فالرئيس عبد الفتاح السيسي قُدِّر أن يتسلم مصر في عام 2014 وهي تعاني تحديات وأزمات غير مسبوقة، وتلالًا من المشاكل، لكنه قرر أن يتصدى بشجاعة مرتكزة على الرؤية والإرادة، ليصلح ما أتلفته عقود خمسة -سابقة- شهدت مصر خلالها معاناة عميقة وفقدت ريادتها وترابطها خاصة في العمق الإفريقي.

وأضاف توفيق أنه باعتباره عهد إعادة الأمور والأشياء إلى أصلها، فمنذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس السيسي لقيادة مصر قرر أن يعيد مصر إلى إفريقيا، من جديد لتقود القارة السمراء وفق رؤية عصرية جديدة ترفع الظلم والمعاناة عن هذه القارة الغنية بالموارد والثروات الطبيعية، التي أرهقها الظلم على مدار عقود، ووجود شراكات غير عادلة حاولت بعض القوى استنزاف مواردها وثرواتها الطبيعية، بالإضافة إلى أنها شهدت صراعات داخلية، وحدودية وقبلية لم تجلب لها سوى إهدار الوقت، والتخلف عن مواكبة العصر، واستنزاف الثروات والموارد، وزيادة الهوة بين دولها.

وأشار إلى حرص مصر وباهتمام ورعاية مخلصة ونبيلة لاستعادة قوة علاقاتها مع دول القارة وأيضا استعادة حقوق إفريقيا ورفع عقود الظلم عنها، وتمكينها من البناء والتنمية المستدامة وتحقيق العدالة في شراكاتها مع الدول الكبرى والمتقدمة وأيضا العدالة المناخية، خاصة في ظل تحديات أخرى مرتبطة بقضية التغيرات المناخية حيث تتحمل أفريقيا النصيب الأكبر من الآثار السلبية الخطيرة.

وأوضح الكاتب أن الرئيس السيسي يسعى لتحقيق عدة أهداف على مدار تسع سنوات لعل أبرزها: أولًا: استعادة حالة الثقة بين إفريقيا ومصر بعد سنوات الهجر التي امتدت لخمسة عقود كاملة، وهو ما نجح فيه الرئيس السيسي باقتدار وحكمة،حيث أطلقت مصر مبادرات مهمة في هذا الشأن منها مبادرة «إسكات» البنادق، وإطلاق العنان للحوار والتفاوض والتسويات السلمية والسياسية للأزمات.

وتابع ثانيًا: العمل الدؤوب والمخلص على إيجاد حلول للعقبات والتحديات التي تواجه طريق التنمية في إفريقيا مثل التمويل اللازم لتمويل المشروعات في هذا المجال خاصة في التركيز على مشروعات البنية التحتية التي تشكل القاعدة التي تنطلق منها التنمية المستدامة، وأيضا قضية تراكم الديون والعمل على تخفيضها وجدولتها أو إلغائها، وكذلك الحصول على شراكات عادلة مع الدول الكبرى والمتقدمة ومن تمتلك فرص الاستثمار والتمويل، بحيث تحصل إفريقيا على نصيب عادل وليس فقط استغلال ثرواتها ومواردها الطبيعية الغزيرة.

وأكد توفيق أن مصر نجحت، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عام 2019، ثم رئاستها لمنظمة «الكوميسا» لمدة عامين، وحاليًا ترؤسها "النيباد" (الوكالة الإفريقية للتنمية)، في إيصال صوت إفريقيا للعالم، فلم يخل أي محفل دولي، أو اجتماع ثنائي أو قمم عالمية من حديث مصر وقيادتها السياسية عن الحقوق والقضايا والتحديات الإفريقية والتأكيد على أهمية دعم القارة الإفريقية واستعادة تقدمها، وتحقيق العدالة الدولية في قضية التغيرات المناخية، كما صنعت مصر الفارق خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي عندما أطلقت منطقة التجارة القارية سعيًا لتحقيق الاندماج والتكامل التجاري بين دول القارة.

وشدد الكاتب على أن اهتمام مصر بإفريقيا يجسد أهمية القارة السمراء للقاهرة، في ظل رؤية الرئيس السيسي لدعم العمل الإفريقي المشترك، وتحقيق التقارب والتكامل والاندماج في كافة المجالات، والحديث بلسان واحد عن قضايا وتحديات وشواغل القارة الإفريقية، ويعود الفضل في بناء علاقات قوية وراسخة ترتكز على الثقة والإخلاص للرئيس السيسي عن إيمان وقناعة بأن مصر جزء مهم ورئيسي من إفريقيا بل هي قلب إفريقيا. 

وفي صحيفة "الأخبار"، أكد الكاتب محمد بركات أن أهم ما يشغل الشعوب الإفريقية في كل الدول بامتداد القارة السمراء، هو العمل على تجاوز الأزمة الاقتصادية التي أحاطت بالعالم والدول الإفريقية بصفة خاصة، في ظل التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها المعاناة بسبب وباء "كورونا"، والأخطار الناجمة عن تغير المناخ وتأثيراتها السلبية على كل دول القارة.

مصر.. والتنمية الإفريقية

وقال بركات - في مقاله بعنوان "مصر.. والتنمية الإفريقية «2»"- إنه من هنا تأتي الأهمية الكبيرة للدورة الخامسة للقمة التنسيقية للاتحاد الإفريقي، التي عقدت بالعاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة مصر الرئيس الحالي للوكالة الإفريقية للتنمية «النيباد»، وبحضور القادة والزعماء الأفارقة.


وأضاف أنه في هذا الإطار، كان تركيز القادة الأفارقة على الجوانب الاقتصادية، وتسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة ودعم البنية التحتية في دول القارة، والعمل الجماعي على مواجهة تغيرات المناخ التي أثرت بالسلب على كل دول القارة.

وأوضح أنه خلال القمة، تركزت المباحثات بين القادة على دعم التنسيق والتعاون الشامل بين دول القارة، على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والعمل المشترك لتحقيق نقلة اقتصادية نوعية في القارة في التبادل التجاري والمجالات الصناعية والزراعية، والسعي للارتقاء بمستوى الناتج المحلي في كل الدول الإفريقية.

وتابع بركات أنه خلال القمة، ورغم أهمية الجوانب الاقتصادية وخطورة التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ، إلا أن القضايا السياسية لها أيضًا تواجد وحضور كبيران، حيث يهتم رؤساء الدول والقادة للبحث والتشاور والتنسيق حول السبل الكفيلة بتحقيق الأمن والسلم في عموم القارة وبين دولها، وحل الخلافات والنزاعات سلميًا، والعمل على ترسيخ العمل الجماعي من أجل النهوض بالقارة وتحقيق آمال وطموحات شعوبها في التنمية الشاملة، وهو ما تسعى مصر لتحقيقه وإعطائه الأولوية المطلقة في علاقاتها مع كل الدول بصفة عامة ومع الدول الإفريقية الشقيقة على وجه الخصوص.